مش كل من جالو في يوم قرشين زيادة ونام علي فرشين ح يتملعن.. خلافنا معاك مفيش موضوع غير إنه شبعة من بعد جوع.. هذه هي بداية أغنية «الناس الرايقة» التي كتبها «أيمن بهجت قمر» ولحنها «محمد محيي» وغناها «أحمد عدوية» مع «رامي عياش».. «أيمن» أيضاً هو الذي كتب لشيرين وتلحين تامر علي «ريسنا ريسنا بجد إحساسنا ما انت اللي قلبك علينا ودايماً رافع راسنا».. الأغنية الثانية تخلو تماماً من المشاغبات والومضات التي ارتبطت بالشاعر الشاب هل السبب أنه مكلف بها.. سوف نكتشف أن أغلب الأغنيات التي كتبها «أيمن» جاءت أيضاً بتكليف مثل أغاني تترات رمضان التي لحنها له «محمود طلعت» مثلاً «الإمام الشعراوي» أو «حمادة عزو» شعرنا بصدقها وخفة ظلها ولكنه كان يكتب «ريسنا ريسنا» وهو لا يستطيع الإفلات من الإحساس بأن الدولة الرسمية تكلفه بذلك، هل ضيق الزمن 48 ساعة فقط قبل تنفيذ الأغنية هو الذي أدي إلي هذا الخفوت الإبداعي؟ لا أراه عائقاً أغلب الأغنيات الناجحة في تاريخنا قدمت في فترة زمنية أقل.. لماذا نجحت أغنيات «عبدالحليم» الوطنية هل كانت كلها تعبر عن إرادة ورغبة صادقة.. ليس بالتأكيد كلها.. حكي لي «كمال الطويل» أنه قرر عام 65 ألا يلحن جاءت له كلمات «صورة صورة كلنا كده عايزين صورة» لصلاح جاهين قرأها وأعجب بها وقال لعبد الحليم حافظ الكلمات أكثر من رائعة ولكني لن ألحن هذا العام.. كان «كمال الطويل» في حالة مزاجية لا تساعده علي الجلوس أمام البيانو وقال لعبدالحليم: ما عنديش مزاج.. استمع إلي كلمات «الطويل» رجل كان في ضيافة «عبدالحليم حافظ» وجه إلي «الطويل» الكلام قائلاً: يعني ايه مزاج، وازداد «الطويل» إصراراً علي عدم التلحين واكتشف بعد ذلك أن هذا هو الرجل الثاني في القوات المسلحة بعد المشير «عامر» إنه «شمس بدران» الذي كان أول اسم فكر الرئيس «جمال عبدالناصر» في أن يسلم له رئاسة مصر بعد تنحيه في أعقاب هزيمة 67، وقرر «الطويل» السفر خارج مصر ولكن وهو في المطار فوجئ أن اسمه علي قائمة الممنوعين وأجبر علي التلحين وجاءت «صورة» واحدة من أروع الأغنيات الوطنية وداعب «شمس» بعد إذاعتها «الطويل» قائلاً: امال لو كان عندك مزاج كنت لحنتها ازاي؟! «الطويل» لحن بعد تكليفه و«أيمن بهجت قمر» كتب بعد تكليفه.. افتقدت أي مشاعر في الكلمات.. هل هو الفارق بين زمن وزمن.. هل تجاوز «الطويل» ضغوط «شمس بدران» وانتقل إلي حبه الحقيقي لمصر.. كتب «أيمن بهجت قمر» للرئيس «حسني مبارك» وكان «صلاح جاهين» أيضاً يكتب الكثير من الأغنيات الوطنية باسم الرئيس «جمال عبدالناصر».. هل كانت الناس في الماضي تصدق ما تسمعه بينما الحياة الآن حولنا تكذب ما نراه ونسمعه.. هل فقد شاعر «الناس الرايقة» الروقان؟!.