جاءنا بعد طول انتظار صوت المطرب الشعبى الجميل أحمد عدوية وهو يغنى مع اللبنانى "رامى عياش" فى أغنية "مبهجة" مفرحة "خفيفة الظل" وهى "بحب الناس رايقة اللى بتضحك على طول أما العالم المتضايقة أنا لأ ما ليش فى دول" هذا هو مطلع الفقرة بعد موال يغنيه عدوية "مش كل من جاله فى يوم قرشين زيادة/ ونام على قرشين.. هيتملعن/ خلافنا معاك مفيش موضوع/ غير إنه شبع من بعد جوع.. فعلاً".. والكلمات للنشيط أيمن بهجت قمر أما اللحن المتأنى الذى علق فى ذهن المستمع سريعاً فإنه للملحن الشاب المتميز جداً محمد يحيى. وللأغنية ميزتان مهمتان أولاهما عودة الصوت الشجى "عدوية" والذى أثار جدلاً كبيراً عند ظهوره فى السبعينيات عندما طل علينا يغنى "السح الدح أمبو إدى الواد لأبوه" أذكر وقتها أن الجمهور انقسم ما بين رافض ومتقبل للأمر، الرافضون قالوا أنه أساء للأغنية المصرية، وأنه بتلك الأغنية إنما ينزل بذوق المستمع أسفل سافلين، أما الذين رأوا أنه ظاهرة يجب احترامها وأنه إفراز للظرف الاجتماعى الذى يعيشه، والذى كان وقتها بداية الانفتاح الاقتصادى وهجرة العمالة المصرية إلى دول الخليج، وبكثرة، وظهور التطرف وبوضوح على المجتمع المصرى، أى أن الصورة كان بها كثير من التخبط مما أفرز أغنية مثل السح الدح أمبو، وقتها قَبَّلَهُ الموسيقار محمد عبدالوهاب، وغنى معه فى إحدى الحفلات عبدالحليم، ولكن الأكيد أن عدوية كان نقلة نوعية فى الأغنية الشعبية والأغنية بشكل عام، فقد كان بداية التيار الذى جعل من شعبان عبدالرحيم نجماً، ولكن الأيام دائماً تأتينا بالأسوأ وليس بالأفضل، لذلك لقب شعبولا بمطرب ال c.n.n، وقال فى أحد حواراته أنه هو الذى جعل من ال c.n.n محطة مشهورة.. وعجبى!! وهو الذى لا يملك سوى لحن واحد وصوت مثل شكمان العربية.. ميزته الوحيدة أنه يرتجل الكلمات فى حدود كذلك، أما عدوية فإنه صوت جميل غنى أغانى كثيرة مهمة مثل "زحمة يا دنيا زحمة" و"بنت السلطان" و"كركشنجى" و"راحو الحبايب". أما الميزة الثانية لهذه الأغنية فإنها تبتعد كل البعد عن أغانى العشق والهجر والغرام، فإنها تحثنا على البعد عن الغضب غير المبرر، وترصد طبقة هى ليست بجديدة على المجتمع المصرى لأنها ظهرت فى السبعينيات مع الانفتاح الاقتصادى كذلك وهم "النفوريش" أو الأثرياء الجدد وذلك فى حملة "شبعة من بعد جوع"!! أما رامى عياش فإنه صوت توافق فى دفئه مع صوت عدوية.. تألق من قبل فى حفلات بالأوبرا المصرية بأغان لبنانية أهمها "حبيتك أنا" والتى عرف بها. * آخر حركة "الكلمة إيد.. الكلمة رجل.. الكلمة باب.. الكلمة نجمة كهربية فى الضباب.. الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب" أهدى هذه الأبيات التى كتبها صلاح جاهين لكل مطرب لا يؤمن بخطورة الكلمة فى الأغنية.؟