كان الوضع في الشرق الأوسط في بؤرة اهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، في سويسرا، حيث اهتمت صحيفة "لو تان" بتناول القضايا الرئيسية الحالية في المنطقة، وقام فرانسوا نورمان - دبلوماسي سويسري سابق بتحليل هذا الوضع الذي لا يدعو للتفاؤل في رأيه، لكنه يدعو إلى تسجيله. وأشار إلي أن الوضع لايزال متجمدا، وإن الانتخابات الإسرائيلية تشير إلى بدايات قلقلة، كما أن الولاياتالمتحدة تبدي اهتمامها بهذه الانتخابات التي ستنتهي هذه الأيام على تشكيل حكومتها الجديدة.
ونوه نورمان إلي فكر أمريكا وإسرائيل في سياستها الخارجية خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلي تغير فكر الولاياتالمتحدة فى الشق الخاص بسياستها الخارجية، حيث التزم الرئيس باراك أوباما بقضية الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى والتى لم تكسبه سوى النكسات، وفى ولايته الثانية كان تركيزه على الاقتصاد الأمريكي، وتلاحظ توخى إدارة أوباما الحذر فى كيفية معالجتها لبؤر التوتر الرئيسية في الشرق الأوسط، بدءا من الحرب الأهلية فى سوريا والتى تملك موسكو مفتاح الحل للوضع السياسى والإنسانى، ومرورا بالبرنامج النووى الإيرانى، والبحث عن حوار جاد يأتى بثمار فعالة.
وتابع: إننا فى انتظار تأكيد إجراء محادثات جديدة بين مجموعة الدول ال6 القوية المسئولة عن ملف البرنامج النووى الإيرانى وإيران في 26 فبراير الجارى فى كازاخستان.
وقال: إن لقاء رئيس المعارضة السورية خلال مؤتمر الأمن الذي أنهي أعماله انتهى في ميونيخ بوزير الخارجية الإيراني، يشير إلى وجود صلة بين الأزمة السورية والملف النووى الإيرانى، وذلك بافتراض أن نفوذ إيران على الرئيس الأسد قد يؤدى إلى تشجيع الحوار السياسي مع المعارضة، وأن المفاوضات بين إيران واللجنة السداسية قد تؤدي إلى تخفيف نظام العقوبات، ولكن الولاياتالمتحدة لا تعتبر أن يكون هناك أى تقدم بشأن الملف النووى حيث أعلن نائب الرئيس الأمريكى جو بإيدن أن واشنطن تريد حلا للقضية النووية وليس تعليقه لأجل غير مسمى.
وعرج المحلل الدبلوماسي علي مصر فقال: إن زعزعة الاستقرار في مصر، وتجميد عملية السلام في الشرق الأوسط تعد أيضا من الملفات التى تسبب مخاوف جون كيرى وزير الخارجية الأمريكي الجديد.
وخرج فرانسوا نورمان من تحليله بأنه يجب أن نبدأ بالتشجيع على تعزيز استئناف المحادثات بين إسرائيل وفلسطين، وألا ننتظر مبادرات أمريكية، ويرى أن رئيس حزب الوسط الجديد الإسرائيلى أكثر حساسية للموقف الدولى قبل إسرائيل وعزلها دوليًا، وأنه وضع قضية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في قلب حملته الانتخابية هذا فى حال فوزه فى الانتخابات الحالية.
لكنه رأي أنه من السابق لأوانه استنتاج ذلك خاصة أن رئيس الوزراء نيتانياهو يجرى تحالفات، ويسعى للحفاظ والسيطرة على اللعبة السياسية من خلال تحييد العناصر المختلفة مع التحالفات التى أقامها، كما أن الأوروبيين لا يقدمون شيئًا سوى متابعة تطورات الأمور، أو يقدمون مقترحات تتطلب الكثير من الجهد.