فى يوم الثورة الخالدة، خرجت الملايين من أبناء الشعب المصرى، بصورة سلمية وحضارية رائعة ، تابعها العالم كله، يجددون العهد باستمرار مسيرتها، حتى تتحقق أهدافها السامية: "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية". وقد هدرت هتافات الملايين التى استفزتها وقائع سرقة الثورة بواسطة"جماعة الإخوان" وحلفائها طوال العامين الماضيين، وروعتها السياسات الفاشلة والرعناء للنظام، رافضةً سلطة"الإخوان"ورئيسها، ومناديةً بسقوط "حكم المرشد"، ومعلنةً العزم على استعادة الثورة.
وهنا بدأت تتضح ملامح مؤامرة شيطانية تتمثل في إطلاق جحافل "البلطجية"، التى طالما استخدمتها أجهزة سلطة النظام المخلوع لضرب الثورة والثوار، مثلما حدث يوم 28 يناير 2011 بالتمام ، فانطلقت تقتل وتروّع المواطنين، وتحرق وتدمر، وسط تشجيع من رموز حكم "الإخوان"، مثل"محمد البلتاجى" وزملائه، الذين سوغوا لهؤلاء المجرمين قتل خصومهم السياسيين وأبناء الشعب المصرى، فى محاولة يائسة لقمع غضبة المصريين من حكم "الإخوان"، وما جرّه على البلاد من كوارث ونكبات .
لقد أدانت "الجمعية الوطنية للتغيير"، دائماً، التخريب والترويع، بكل أشكالهما ،وطالبت بالكشف عمن يقف وراء إطلاق موجاتهما كلما قاومت الجماهير ممارسات السلطة، دون جدوى، وتُحَمِّل "الجمعية الوطنية" جماعة"الإخوان" والجماعات الدينية المتطرفة، ومليشياتهما المسلحة، المسؤولية الكاملة عن اندلاع أعمال العنف والإرهاب فى البلد، منذ أن قامت، في بداية الثورة، بالهجوم على السجون وإطلاق سراح مسجونيها،
وفى مقدمتهم د. مرسى نفسه، وحين قامت بمحاصرة "المحكمة الدستورية العليا"، و"مدينة الإنتاج الإعلامى"، ومقر النائب العام، وقتلت - بدمٍ بارد - شهداء اعتصام "الاتحادية"، وحتى اليوم.. وتُذَكِّرُ الجمعية الوطنية للتغيير بأن قادة جماعة "الإخوان"، وقادة التيارات المتحالفة معها، طالما هددوا بإسالة أنهار الدماء، إذا رفضت جموع الشعب المصرى حكمهم الاستبدادي، وها هى تنفذ وعيدها الدموى، على مرأى ومسمع من الجميع !؟.
كما تلفت "الجمعية"الانتباه إلى الصمت المطبق والمُريب الذى يواجه به مسؤلو الدولة، وفى مقدمتهم د.محمد مرسى، الأحداث الخطيرة التى تعم البلاد، وكأنها تجرى فى بلاد اخرى لا يعنيهم شأنها، ولمواطنين لا ينتمون إليهم !؟.
إن "الجمعية الوطنية للتغيير" إذ تدين بكل وضوح، العمليات المنهجية لحرق مؤسسات خدمية وعامة وخاصة، لتدين أيضاً تواطؤ النظام الحاكم مع عصابات البلطجة والترويع، التى تعيث فى الأرض فساداً، وتحذِّرُ من أن تُتخذ هذه الأحداث ذريعة لفرض الأحكام العرفية وحالة الطوارئ في البلاد، وهو الأمر الذى وضح من بيان "مجلس الدفاع الوطنى" الصادر بالأمس، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر واضحة على الحريات العامة والخاصة لشعب مصر، وعلى الثورة العظيمة التى تقاوم جلاديها وتقدم على درب الحرية، فى كل يوم مواكب الضحايا والشهداء..
كما تؤكد الجمعية على ضرورة توقف قوات الشرطة فورا عن استخدام العنف المفرط والغازات السامة في تعاملها مع المحتجين والمتظاهرين المسالمين ، وتحذر كل المتورطين في أي أعمال قتل أو عنف غير مبرر من أنهم لن يُفلتوا بجرائمهم من عقاب الشعب ولعنة التاريخ.. .