بعد العملات الورقية والمعدنية... الآن عملات بلاستيكية

كشف البنك المركزي الكندي عن خطة مستقبلية لطرح أوراق "بنكنوت" بلاستيكية معتمدة في تصنيعها على مادة "متبلمرة" (من مركب البوليمر) بحلول نهاية العام المقبل. وكانت الحكومة الكندية قد كشفت عن هذه الخطة أثناء مناقشة الموازنة السنوية؛ مشيرة -في نفس الوقت- إلى أن هذه الخطة تستهدف تطوير الأوراق المالية في كندا وحمايتها بشكل أكبر من التزوير.
تأتي هذه المخططات الطموحة نظراً لزيادة استهداف الفئات المختلفة للعملة الكندية من قبل المزورين؛ حيث ارتفعت قيمة الدولار الكندي في السنوات الأخيرة لتقترب قيمته من الدولار الأمريكي؛ هذا الاتجاه نحو العملات البلاستيكية قد يكون من ضمن معايير أمنية أخرى ستعتمد عليها الحكومة الكندية في مكافحة التزوير قد تتضمن الرسوم المجسمة، والحبر متقزح اللون، والخطوط المعدنية العاكسة، والنوافذ أو ال "Clear Windows" المتواجدة في ورقة العشرة دولارات الخاصة بدولة نيوزيلندا (كما في الصورة؛ حيث تظهر عبارة Y2K عند طي الورقة).
العملات البلاستيكية ليست ابتكاراً جديداً؛ فقد تم تقديمها للمرة الأولى في الثمانينات من القرن الماضي؛ وتحديداً عام 1988؛ حيث كانت أستراليا هي الدولة السباقة في تطوير هذا النوع من العملات، معتمدة على مركب البوليمر أيضاً، وكان الاعتماد في الأساس على مادة "البولي بروبلين الثنائي" الذي طورته شركة Securency، ويمكن القول الآن إن جميع العملات الأسترالية بكافة فئاتها هي بلاستيكية منذ عام 1996، ولم تكن أستراليا الدولة الأولى والأخيرة التي تستعين بالعملات البلاستيكية؛ فقد قامت دول البرازيل وشيلي والصين وأندونيسيا وماليزيا والمكسيك وسنغافورة بإنتاج عملات بلاستيكية هي الأخرى.
العملات البلاستيكية لها فوائدها بعيداً عن صعوبة تزويرها؛ حيث إنها أرخص في عملية الإنتاج، كما يمكنها أن تدوم لمدة أطول تفوق أوراق البنكنوت المصنوعة من ألياف القطن بنحو أربعة أضعاف؛ ما يجعلها أكثر صداقة للبيئة، كما أنها أنظف؛ فأسطح العملات البلاستيكية أقل عرضة لالتصاق الأتربة والبكتيريا والفيروسات بها.