هي نجمة كبيرة ولها باع طويل في الدراما التليفزيونية، تتبنّى دائماً قضايا المرأة وتسبح دائماً ضد التيار، ولا يشغلها سوى توصيل رسالتها الفنية بشكل جديد لجمهورها الذي ينتظرها كل عام، قدّمت رمضان الماضي مسلسل "عشان ما ليش غيرك"، وتقوم حالياً بتصوير المسلسل الجديد "امرأة في ورطة" والذي سيعرض في رمضان القادم، إنها النجمة "إلهام شاهين".. ماذا عن مسلسل "امرأة في ورطة" الذي تستعدين لتصويره حالياً؟ "امرأة في ورطة" مسلسل من تأليف أيمن سلامة، وهو مؤلف رائع، وكاتب قصة المسلسل بشكل درامي جميل، وأقدّم من خلال المسلسل شخصية سيدة تتورّط في جريمة قتل غامضة، وتظلّ طوال الوقت تبحث عن براءتها؛ ولكنها تتعرض لمواقف شديدة وعنيفة، وإن شاء الله سنبدأ التصوير في شهر مارس، والمسلسل سيقوم بإخراجه المخرج الكبير محمد عبد العزيز.
هل بالفعل المسلسل كتب تفصيلاً لك؟ لا طبعاً، أنا ليس لي كتّاب يفصّلون لي أدواري؛ لأن الكتّاب ليسوا "ترزيّة"، والمسألة كلها هي أن المؤلف وهو يكتب المسلسل ممكن أن يكون يرى فنانة بعينها في الدور؛ لأنه صاحب القصة وأكثر شخص يعلم من يستطيع أن يجسد عمله؛ لأن العمل يكون جزءاً من مؤلفه، وأنا طوال حياتي الفنية كلها لم أطلب من أي مؤلف أن يكتب من أجلي مسلسلاً أو فيلماً، وأنا أهم شيء بالنسبة لي هو الورق فإن كان جيداً وهادفاً فلا أتردد في قبوله؛ سواء كان مؤلفه جديداً أو كان له باع طويل في التأليف؛ فأنا لا تفرق معي هذه المسائل.
سمعنا أنكِ تحضّرين لمسلسل آخر سيُعرض أيضاً في شهر رمضان القادم؛ فما حقيقة ذلك؟ بالفعل كان هناك مشروع لمسلسل آخر، وكنت أنوي بالفعل تصوير مسلسلين هذا العام، ولكني تراجعت؛ لأنني شعرت أن الوقت لن يكون كافياً لتصوير العمليْن، كما أنني خفت أن أرهق نفسي في العملين؛ مما قد يوثر عليهما.
يقال بأن إلهام شاهين قررت أن تتبنّى قضايا المرأة في أعمالها الفنية؟ وما المانع في ذلك، أنا امرأة، وأستطيع أن أجسّد مشاكل وقضايا المرأة بشكل عام؛ لأنني واحدة منهن، وأنا مند وقت طويل وأنا أجسّد قضايا المرأة في أعمالي، والموضوع ليس الآن فقط؛ ولكن يمكن لأن مسلسل "قصة الأمس" ومسلسل "عشان ما ليش غيرك" اللذان قدمتهما العامين الماضيين كان محور الأحداث فيهما هي المرأة، فتخيّل الناس أنني اتجهت إلى قضايا المرأة. وعامة أنا أعتبر نفسي شخصية قوية، وأعلم أن المرأة بداخلها إمكانيات كثيرة يمكن أن تفيد مجتمعها بها إذا أعطاها الفرصة، والرجل ليس أفضل منها؛ بدليل أن المرأة موجودة حالياً في مناصب كان يستحيل أن تكون فيها قبل ذلك.
ماذا عن الأفلام التي تجهزينها حالياً.. وما السبب في ابتعادك عن السينما ثم عودتك لها فجأة؟ أنا لم أبتعد عن السينما؛ ولكن في فترة من الفترات لم أجد شيئاً جيداً وله قيمة لكي أقدّمه، ولم تكن هناك أفلام تغريني بالعودة؛ فأخذت قراراً بأن أتوقّف عن السينما إلى أن أجد ما يناسبني، وعندما وجدت ما يناسبني لم أتردد لحظة، وقدّمت العام الماضي فيلمين أعتبرهما من أهم الأفلام التي قُدّمت في السينما المصرية، وهما فيلم "واحد صفر" وفيلم "خلطة فوزية".
هل كنتِ تتوقعين كل هذه الجوائز لفيلم "خلطة فوزية"؟ كنت على يقين أنه سيعجب الجمهور والنقاد؛ لأنه نوعية مختلفة من الأعمال الفنية؛ وخاصة أن فريق العمل كله كان أكثر من رائع، وكل منهم أتقن دوره وقدّمه بحب واقتناع، ولذلك ظهرت المحصلة النهائية وهي نجاحه جماهيرياً ونقدياً.
هل غضبتِ لأن مسلسلك الأخير "عشان ما ليش غيرك" لم يُحقق نسبة مشاهدة عالية؟ بالعكس المسلسل حقق نسبة مشاهدة جيدة، ونحن لا نستطيع أن نحكم على عمل بالنجاح أو الفشل بعد عرضه في وسط هذا الكم الضخم من المسلسلات التي عُرضت؛ لأنني أتحدّى أن يكون أحد تابع كل المسلسلات بدقة؛ لأنني شخصياً لم أستطِع أن أتابع مسلسلاً بعينه؛ نتيجة لوجود هذا العدد الكبير من المسلسلات، وأنا غالباً لا أحكم على نجاح أو فشل أي عمل إلا بعد مرور عام كامل على عرضه، وأنا متأكدة عند عرض المسلسل مرة أخرى سيحقق نجاحاً كبيراً.
وهل بالفعل اسم "عشان مليش غيرك" كان المقصود به مصر؟ فعلاً كان المقصود به في الأساس مصر، ومن تابع المسلسل سيعلم ذلك؛ حيث إن المسلسل ناقش مشاكل الفقر، وناشد المسئولين في أن يُسرعوا بحل مشاكل الفقراء حتى لا تحدث كارثة، ولذلك نحن أطلقنا اسماً مبهماً، وهو "نزلة الرشيدي" لكي لا نشير إلى مكان بعينه.
واضح أن لك آراءً سياسية في قضايا بعينها؟ إطلاقاً.. أنا ما ليش أصلاً في السياسة؛ ولكن طبيعي أن أتفاعل مع القضايا الموجودة حولي باعتباري مواطنة مصرية عادية، والفنان بشكل عام لا بد وأن لا ينفصل عن مجتمعه.
وما حقيقة ما تردد بأن المسلسل له علاقة بحياتك الشخصية؟ تضحك.. والله أنا كل ما أقدّم مسلسل يقولوا إنه يحكي عن حياتي؛ ولكن الحقيقة أنا أجد كل الأعمال التي قدّمتها فيها جزء مني، ولكن ليس لها أي علاقة بحياتي الشخصية.
ما حقيقة ما تردد على لسانك بأنك تبرأتِ من هذا المسلسل؟ هذه شائعة سخيفة؛ فكيف أتبرّأ من عمل تعبت فيه جداً، وأنا قلت لن أكرر تجربة التصوير بكاميرا واحدة مثل السينما مرة أخرى؛ لأنها أمر مرهق ومتعب جداً جداً، وبرغم أن النتيجة جيدة إلا أنها لم تكن على قدر التعب، والمسلسل استغرق تصويره فترة طويلة نتيجة للتصوير بكاميرا واحدة.
هل تنوين بالفعل تقديم شخصية "شجرة الدر" في أحد الأعمال الفنية؟ إن شاء الله أتمنى ذلك.. والمسألة حتى الآن مجرد فكرة؛ ولكن أنا متحمّسة جداً لها، وإذا قدّمتها ستكون من خلال مسلسل وليس فيلماً.
ولماذا ابتعدتِ عن المسرح؟ أين هو المسرح؟ الموجود في المسرح الآن لم يعد يستهويني أو يغريني؛ خاصة في ظل غياب الجمهور عن المسرح، ولم يعد لديّ الطاقة أو الجهد أو الوقت الذي يجعلني أضحي بوقتي وجهدي؛ حتي أقدّم مسرحاً لا يراه الجمهور، أنا لست ضد المسرح والعمل الجيد بصفة عامة يضيف للفنان، وفي هذه المرحلة أنا لا أبحث التواجد الفني بقدر ما أبحث عن جودة ما أقدمه من أعمال فنية.