أنا عندي 20 سنة، أنا مخنوق جدا ومش عارف أعمل إيه حاسس إني منحوس، مشكلتي في النحس وعدم الثقة، الحمد لله باصلي وباصوم اتنين وخميس، وباحاول قدر الإمكان أبطل التدخين وآديني بانجح أهو بس برضه حاسس بنحس شديد، وحاسس إن الدنيا كلها ضدي. مش عارف أذاكر وكل ما آجي أذاكر ما أقدرش أفهم أقرأ مرة واتنين وأخلي حد من صحابي يشرح لي برضه مش عارف أفهم دايما مكتئب ومخنوق، وباحاول أتحسن وأقول أنا مش فقري دي مجرد ظروف وفضلت شهر ونص تقريبا حالتي نص كويسة وبعد كده رجعت قرفت من الدنيا كل حاجة إيدي بتلمسها بتتحول لنكد وقرف.. يعني مثلا كان عندي كلب قعد عندي 4 شهور كان زي ابني، مات مني ومش أول مرة تحصل معايا مع إنه كان بصحة جيدة جدا.. فكرت في مشروع إني أفتح محل حيوانات واتصرفت في فلوس وحيوانات والمحل كان بتاع والدي، بس للأسف بعد ما والدي إداني كلمة بسبب الامتحانات والمشاكل راح معلق عليه ورقة "للإيجار"، افتكرت ده تهديد علشان أذاكر قلت ألمّ نفسي شوية مع إني عنيد جدا بس بجد المشروع ده كل حياتي، فجأه بابص لقيت واحد جاي يتفرج على المحل ووالدي قال لي هات المفتاح وأخد العصافير والسمك والحاجة اللي في المحل. الدنيا كلها بجد سودة قدامي، أنا فعلا محتاج دكتور نفساني مافيش شغل وحتى المصروف يا دوبك بيكفي فلوس الملازم والمواصلات للجامعة وشحن الرصيد وشكرا، وباقعد لحد يوم الامتحان بتاع المادة اللي بعدها علشان آخد ال20 جنيه، مع إننا الحمد لله مش محتاجين بس حاسس إن أهلي بخلاء عليّ.. حتى حبيبتي اللي كانت على طول جنبي كلمت والدتها علشان أتقدم مجرد قراية فاتحة مع والدها قالت لي لما أختها الكبيره تتجوز الأول، قلت فرصة أهو أخلّص جامعة وأشتغل، مرة باكلمها لقيت والدتها بتقول لي ماعنديش استعداد بنتي تعيش بعيد عني؛ هما من محافظة تانية، كنت أعرف البنت من مصيف وكده، أنا من القاهرة وهما من بورسعيد وبقى لنا مع بعض سنتين.. والبنت قالت لي هافضل معاك وهانتكلم من ورا ماما بس للأسف والدتها خدت منها الموبايل واللاب توب ومش عارف أوصل لها غير ممكن مرة أو مرتين كل أسبوعين، ووحداني ماعنديش إخوات ولاد ولا قرايب ولاد.. بجد حياتي كلها عبارة عن كتلة كلاكيع مكلكعة في قلب بعضها، حكايتي مالهاش حل بالكلام، أنا مابقتنعش بأي حاجة، جربت الكلام كتير وأخدت الحكمة والنصيحة من شيوخ ومن ناس كبيرة ومن صحابي أحيانا، وكلها حاجات روحانية ونصائح ومش عارف إيه.. أنا عاوز عمل.. عاوز حاجة أعملها فعليا تغيّر مجرى حياتي، نفسي في فرصة تبعدني عن كل اللي حواليا ده، فرصة ترفعني ماديا ومعنويا وترفع حماسي، حاجة أعملها تخليني فرحان ومبسوط، بس إزاي والنحس والهم ورايا ورايا كل ما أحاول أعمل حاجة يطلع لي فيها ميت عفريت، خلاص بجد كل ما باصلي بادعي يا رب أموت مش لاقي حل خلاص..
romance_love
عزيزي.. مشكلتك الواردة برسالتك ليست مشكلة نحس بل هي مشكلة تتلخص في أنك تحتاج أن "تنشف شوية"! فما تقص عليّ إنما هو من متاعب ومضايقات الحياة العادية لأي شاب عادي، ولا مجال لأن تعتبره نحسًا خاصًا بك أنت بالذات، وأنا أرى أن مشكلتك تدور حول إحساسك بالفراغ، وعدم وجود هدف محدد لحياتك. فغياب الهدف هو ما يجعلك تمارس التضخيم لأمور عادية كلنا عرضة لها، ويجعلك تشعر أن بعض الأشياء السيئة -كموت كلبك وقصة حبك المخفقة- هي بالنسبة إليك نهاية العالم, بينما لو كان لديك هدف ضخم, أو مجموعة أهداف حياتية جادة, لتضآلت أحجام مشكلاتك ومتاعبك, وبالتالي ما كنت لتحس بهذه الكراهية لحياتك. إذن فالمرحلة الأولى من تعاملك مع مشكلاتك هي أن توجد لنفسك أهدافًا, أو حتى هدف واحد, على أن يكون الهدف ممكنًا ومعقولاً ومبنيًا على دراسة جيدة منك لقدراتك وإمكانياتك وطاقاتك, ولا بأس لو وجدت أهدافًا تحتاج منك إلى مهارات إضافية, فمثل تلك الأهداف تخلق فيك الرغبة والسعي لتضيف لنفسك مهارات جديدة. المرحلة التالية هي أن تتأمل العالم من حولك لتدرك حجم المشكلات الحقيقية للناس, بمعنى أدق: أن تنزل للعالم الحقيقي وتتعامل مع الواقع الذي تزيد مشكلاته وتعلو على مجرد مشكلات أسرة أو عاطفية.. وأنا بهذا لا أستهين بمشكلاتك أو أحزانك، بل أحترمها ولكني لا أرغب لها أن تستغرقك وتغرقك في حالة اكتئاب عميقة مزمنة تؤدي بك إلى ضياع حياتك. ومع احترامي للمشايخ الذين لجأت إليهم، ولكن الحل هنا ليس في يد الشيخ بل في يد الطبيب النفسي، هذا الطبع بعد أن تستنفد كل وسائل مقاومتك الخاصة لضيقك واكتئابك، فلو أنك استمررت في العجز عن التعامل مع مشكلاتك النفسية فهنا أنصحك باللجوء إلى الطب النفسي. إذن فكما قلتُ لك.. ابحث عن هدف/ أهداف، واغرق نفسك في السعي خلفه، وإن لم يتحقق فانتقل إلى غيره، وإن لم يتحقق غيره فغيره.. وهكذا، بحيث تتحول حياتك إلى عملية سعي مستمر وراء النجاح والتفوق والطموحات، وبهذا ستقضي على الفراغ المؤدي إلى الاكتئاب وتزيد من طاقة حماسة شبابك، وكذلك تزيد من قدرتك على التفاعل الإيجابي مع الحياة وتكتسب مزيدًا من الصلابة في مواجهة المشكلات. فكّر في كلامي هذا.. ووفقك الله لما فيه الخير.. تحياتي.