كم شخص منا يستطيع أن يأخذ اعترافاً من عدوه بأنه "عظيم"!! لا شك أنه شيء نادر.. أعتقد أنه من المعتاد سماع الكثير من المصريين يتغنون بروعة شخصية السادات وحكمته، وربما في وقت من الأوقات قد أدرك العالم قيمة السادات وحنكته؛ ولكن أن يقول عنه مناحم بيجين (رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل): "إن السادات قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم، ويعتبر قرار الرئيس السادات بزيارة القدس والترحيب الذي لقيه من جانب الشعب الإسرائيلي والكنيست والحكومة الإسرائيلية من أعظم أحداث هذا العصر. إن الرئيس السادات تجاهل مظاهر الكراهية والعداوة واستمر في بذل جهوده الرامية إلى قرار السلام وكان هذا هو الطريق الصعب". السادات في عيون العالم كانت الظاهرة الملحوظة أن من حزنوا على اغتيال السادات في الغرب كانوا أكثر ممن حزنوا عليه في منطقة الشرق الأوسط. وهذا التباين في رد الفعل على اغتيال السادات لم يكن غريبا. فقد كان الغرب ينظر إليه كبطل قام بخطوة شجاعة من أجل تحقيق السلام مع إسرائيل، وكزعيم بعيد النظر لديه القدرة على اتخاذ أصعب القرارات. أما العالم العربي بوجه عام؛ فقد كان في ذلك الوقت يعتقد أن السادات قد خانه عندما وقّع معاهدة سلام مع إسرائيل دون الاهتمام بما أسموه الحقوق العربية والفلسطينية. وكانت هناك أيضا وجهة نظر سائدة تتهم السادات بأنه باع نفسه للولايات المتحدة على حساب المصالح المصرية والعربية.
فيلم أمريكي عن السادات عام 1984 أنتجت شركة كولومبيا فيلما عن السادات وباسمه وتحت شعار "لقد صنع اسماً كمحارب وصنع تاريخاً كصانع سلام". وتحت دعوى أن الفيلم يحوي الكثير من الأخطاء الفنية والتاريخية في اللغة والأعلام والميداليات والخرائط والملابس تم مقاطعة الفيلم تماما، وحظر عرضه في مصر. في الوقت نفسه يقول لويس بريستون (أمريكي) في تعليقه على الفيلم بموقع (IMDb): "إذا كنت تؤمن بالسلام فسوف تقدّر هذا الفيلم حتى وإن كنت متأكدا أنه يحتوي على بعض المغالطات؛ ورغم ذلك ففيلم السادات يحكي قصة رجل يتوق للسلام في عالم يمتلئ بعدم الثقة والكراهية". ويوصي بريستون مدرسي التاريخ الذين يريدون أن يقدموا للطلبة مثالا لرجل مسلم عظيم وبطل للسلام أن يعرضوا هذا الفيلم الذي يعتبره مصدراً للإلهام. هل سيختفي السادات من الذاكرة؟ الغريب أنني عندما سألت كابريا مدريد، (طالبة أمريكية): - هل تعرفين جيفارا؟ - أجابت: بالتأكيد.. - غاندي؟ - بالطبع - نيلسون مانديلا؟ - نعم. - السادات؟ - قالت: آسفة ولكنني لا أعرفه. كذلك تقول جوثالين روبرت (طالبة): "أنا لا أعرف عن حرب أكتوبر سوى أنها حدثت في السبعينيات، مصر ودولة أخرى هاجموا إسرائيل في أحد أيام الأعياد اليهودية، وللأسف أنا لا أعرف أي شيء عن محمد أنور السادات". أما شيلا لارسن (طالبة)؛ فعندما بدأت في سؤالها اندفعت في إجابتها قائلة: "أنا أحب مصر، لكنني أعرف أكثر عن قدماء المصريين، أنا أعرف مكان ومكانة مصر في العالم؛ ولكن للأسف الكثير من جيلي لا يعرفون شيئا عن ذلك، أما عن حرب أكتوبر فلا أظن أنني أعرف أي شيء؛ ولكني أعرف السادات؛ ولكني غير ملمة بسياساته أو إذا كان رئيسا جيدا أم لا ؟!" ويقول داريل ديتر أستاذ العلوم السياسية بإحدى الجامعات الأمريكية: "بالطبع الكثير يعرفون من يكون أنور السادات، وإن كانوا لا يعرفون الكثير من التفاصيل عنه؛ فهو الرئيس المصري الذي تبع ناصر في أوائل السبعينات، ومن المعروف هنا في الولاياتالمتحدة بأنه الشخص الذي توسط لدفع عملية السلام مع إسرائيل عام 1977 في المفاوضات التي قادها الرئيس كارتر. ومن المؤسف أنه اغتيل على يد المتطرفين خلال سنوات قليلة بعد ذلك". ربما نحتاج أن نخلد عظمائنا أمثال السادات في ذاكرة التاريخ؛ فهو قائد يستحق جل الاحترام ويستحق بجدارة أن يصبح أيقونة تذكر العالم بالسلام والحكمة. قالوا عنه
"إنني لم أقابل أي رئيس أو مسئول أمريكي، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء السادات وتطلعاته وشجاعته.. وإنني شخصيا سأتعلم الكثير من الرئيس "السادات".. وأتطلع مخلصا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة مع السادات". جيمي كارتر
"إنني لم أقابل أي رئيس أو مسئول أمريكي، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء الرئيس "السادات" وتطلعاته وشجاعته.. وإنني شخصيا سأتعلم الكثير من الرئيس "السادات".. وأتطلع مخلصا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة مع الرئيس "السادات". البابا يوحنا بولس الثاني
"إن السادات من أعظم الزعماء الحقيقيين في العالم لا في الشرق الأوسط فقط." جيرالد فورد
"إن الشعب الألماني يعتبر الرئيس السادات رجل دولة يمارس سياسة تخدم السلام، كما أنه رجل لا يناضل فقط من أجل تحقيق الأهداف -كما يفعل الزعماء السياسيون عادة؛ ولكنه يعلن صراحة مبدأ سياسته وهو المحافظة على السلام." والتر شيل.. الرئيس الألماني السابق
"إن السادات نموذج سياسي نادر لا يجود الزمان بمثله إلا قليلاً. لقد أدركت بعد مضي عشر دقائق فقط من مقابلتي للرئيس السادات أنني أمام رجل دولة بحق. إنه رجل لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية الراهنة في الشرق الأوسط". هنري كيسنجر لماذا يعرف العالم الغربي غاندي وجيفارا ولا يعرفون السادات * خمسة جد اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: