عاتبنى بعض الأصدقاء لأننى أهاجم بعض الناشطين السياسيين ونعتهم بالانتهازيين وراكبى الموجة وقد ذكرونى بالبعض منهم ممن كانوا معنا فى الميدان طوال ال 18 يوما وأنا لا أنكر أحدا ولا أنكر حتى الأدوار الكاذبة التى ادعى البعض أنه لعبها فى ثورتنا المجيدة العظيمة الأعظم والأطهر من كل شامت فيها ومتربص بها وأنا مازلت عند رأيى الخاص بالانتهازيين من الناشطين السياسيين ممن يدعون النضال فى الصحف والفضائيات كل يوم تقريبا، ولا أعرف هل هذا هو النضال السياسى الجديد النضال الذى يبدأ من أمريكا وينتهى فى أمريكا. ما هذا الكم من السفريات التى يقوم بها المناضلون إلى دول الغرب وإلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وما هذه الجوائز التى يحصلون عليها وما هذه الأموال وما هذا الغنى الفاحش الذى ظهر على بعضهم فجأة؟ وكنت أراهم فى الميدان وعلى مقاهى البورصة شبابا متوسط الحال وأقل مثلنا جميعا ما الذى حدث؟ أفهم أن المناضل والثائر يكون له موقف واضح وصريح تجاه كثير من القضايا الداخلية والخارجية فما هو موقف السادة المسافرين إلى أمريكا للحصول على جوائزهم من القضية الفلسطينية وما موقفهم من إسرائيل هل أعلنوا موقفهم علانية أو حتى سرا بالطبع مستحيل لأن موقفهم المعلن لو كان هناك موقف مشرف فلن تطأ أقدامهم الأرض الأمريكية، كما أننى لم أعرف عن الثائر العظيم غاندى أنه سافر إلى إنجلترا بعد بداية ثورته بل إن قادة الإمبراطورية هم من كانوا يذهبون إليه، حيث يعيش وهو يرتدى ملابس رثة ولم يركب سيارة أحدث موديل أو يمتلك شاليها بملايين الجنيهات. والعظيم مانديلا الذى قضى أجمل سنوات عمره فى السجن من أجل تحرر بلاده من الاستعمار والظلم والتفرقة العنصرية لم يخرج من السجن بعد نجاح ثورته وتحرر بلاده وسافر لأمريكا ليكرم هناك ويقبض الدولارات ثمنا لنضاله بل الرئيس الأمريكى بيل كلينتون هو من سافر إليه وزاره فى بيته وأخذه مانديلا إلى زنزانته وقال له جملته الشهيرة وهو يشير إلى نافذة الزنزانة من الداخل. من هنا كنت أرى كل يوم بلادى وهى تتحرر. وقد كان كل العالم يأتى للرجل إلى بلده وبيته ليزوره. أما السادة الثوريون والسادة المناضلون عندنا فهم شىء آخر تماما . ما معنى أن يسافروا إلى أمريكا باسم الثورة ويكرمون هناك؟ بما يعنى أن الثورة والثوار يأخذون البركة والشرعية والتأييد من الأمريكان مادامت هى التى تكرمهم وهى الراعى الرسمى للثورة المصرية عبد الناصر لم يسافر إلى أمريكا بعد الثورة ليكرم هناك ووقتها كانت أمريكا رأس الحربة لكل حركات التحرر فى العالم والراعى لكل الثورات وأهدى الرئيس الأمريكى بعضا من الدولارات لعبد الناصر - وهى ربع ما يتقاضاه الثوار الآن - بنى الرجل بالمبلغ برج الجزيرة فى واقعته الشهيرة. وتقولون ثوار ونقول مناضلين . أحط ما فى ثورتنا العظيمة هم هؤلاء الانتهازيون المزيفون الذين لا يفرقون كثيرا عن فلول النظام السابق ولا يقلون انتهازية وحقارة سياسية تسىء إلى ثورتنا الأعظم فى التاريخ.