أنا محتاجة حد يساعدني بجد، أنا عندي 20 سنة، والحمد لله من عيلة كبيرة ومستوانا المادي عالي بفضل ربنا، وعلى مستوى من الجمال وماليش أي تجارب عاطفية عشان لا عايزة أغضب ربنا ولا أهين أهلي. من سنة ونص كده فيه واحد جارنا وصاحب أخويا اتقدم لي وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، عشان عمره ما بص لي ولا حاول يتكلم معايا، هو إنسان أخلاقه عالية أوي ومحترم وراجل يعتمد عليه، دا غير إنه متدين وباشوفه على طول رايح الجامع، وكمان وسيم وحسن المظهر وشغال شغلانة كويسة ودخله حوالي 3000 جنيه شهريا، بس المشكلة بقى إنه تعليم فني وأنا في تجارة إنجلش، وعارفة إن فيه ناس هتقول يعني إنتي مش دكتورة عشان الفرق يبقى كبير! بس المشكلة الأكبر إن والدته عاملة في مدرسة. أنا والله مش باقلل منها؛ كفاية إنها ربت ولادها أحسن تربية من شغلانة شريفة، وأنا سمعت إن ولادها حاولوا يقعّدوها في البيت بعد ما ربنا فتح عليهم بس هي رفضت تماما، وقالت إنها هتفضل كده لحد ما تموت، أول ما اتقدم لي أهلي رفضوا وبابا شرح لي وجهة نظره وأنا بصراحة اقتنعت ورفضت، وقلت هو أصلا أكيد اتقدم لي عشان أنا بنت كويسة وخلاص والموضوع مش هيفرق معاه كتير، بس المفاجأة إنه اتقدم لي تاني. ساعتها حسيت إنه بجد عايزني عشاني أنا، مش عشان عروسة كويسة وخلاص، وقال لأخويا إن إحنا لو رفضنا هو مش هيفتح الموضوع ده تاني والصداقة اللي بينهم هتفضل عشان دي عشرة سنين، فقررت المرة دي إني أصلي استخارة ومع الأسف حسيت إني مشوّشة جدا بس من جوايا شايفاه نعم الزوج، بس أهلي بيقولوا لي إنتي بنتنا الوحيدة وعايزين لك أحسن جوازة. هما مش معترضين على شخصه وبيقولوا إنه إنسان كويس أوي، بس الظروف اللي حكيت عليها وبرضه بابا قالي لو إنتي عايزاه؟ أنا مش هغصبك على حاجة وهجهزك أحسن جهاز. أنا ابتديت أتشد له أوي على الرغم إن إحنا عمرنا ما اتكلمنا ولا كلمة واحدة مع بعض ولا حتى فيه نظرات ولا الجو ده، على الرغم إن إحنا البيت في وش البيت بس إصراره عليّ غريب، أنا عايزة حد يساعدني؛ خايفة بجد أخسره وخايفة إن أهلي هما اللي يكون معاهم الحق، ممكن تساعدوني؟
Korn.fliks
صديقتي العزيزة.. اسمحي لي أن أحييك على حسن أخلاقك وتمسكك بما لا يغضب الله ولا يسيء إليك وإلى أهلك، وهذا من شأنه أن يعينك وينير حياتك القادمة بإذن الله فقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. وبالنسبة إلى مشكلتك فأنا رأيي يميل إلى ترجيح كفة شاب بكل هذه المواصفات الرائعة التي ذكرتِها، والتي قلما وجدَت في هذا الزمن وأهمها الدين وحسن الأخلاق، وهذا ما سيدوم لك في العشرة والتعامل يا صديقتي، وأنت تمنيت من داخلك أن تجدي الشخص الذي يشبهك ويراعي حدود الله، وهذا الشاب لم تلاحظي حتى إعجابه بك، وهذا يدل على شدة التزامه وأخلاقه، وكان دوما ما يغض البصر ويذهب إلى المسجد، وهذا يجعلك تطمئنين إليه وإلى حسن تربيته وتميزه عن كثير من الشباب الذين لا همّ لهم سوى بالتفاهات والإيقاع بالفتيات والتمتع بالعلاقات معهم. كما أن صداقته مع أخيك تجعلك تطمئنين إليه أكثر، وإلا لما استطاع أخوك الاستمرار في صداقته إلى الآن، ولما قال بأن الصداقة سوف تستمر حتى وإن رفضته للمرة الثانية، كما أن مسألة تقدمه لك للمرة الثانية تدل على شدة إصراره وتمسكه بك، إضافة إلى أن أهلك لم يعترضوا على شخصه إنما جاءت وجهة نظرهم من جهة إرادتهم أن تكوني في أفضل حال، وهذا مع الأسف لا يمكن ضمانه في هذا الزمن فالحياة لا تأتي بكل شيء، فإذا بحثنا عن المركز العائلي مثلا أو أشياء أخرى لما وجدنا هذه المميزات التي بين يديك الآن. وإذا تطرقنا إلى مسألة عمل والدته فمن الواضح أنها تفخر بهذا العمل ولها الحق في ذلك، فالعمل شريف وهو ما جعلها على حد قولك تستطيع أن تنشئ أبناءها بهذه الأخلاق وهذه التربية، ثم أتعلمين يا عزيزتي أن وظيفة عامل نظافة في أمريكا لها قوانين خاصة، بحيث لا يقوم بها سوى مواطن من نفس البلد لأنهم يفخرون بها جدا، إنها بالتأكيد نظرة عميقة تجعل هذه المجتمعات في تقدم دائم، ولا زلنا نحن ننظر إلى شهادات وإلى مراكز لا تتم أصلا بما ينبغي إلا من رحم ربي، فهل كل من معه شهادة الآن يحكم عليه بأنه له رؤية وتفكير صائب؟! وهل كل أصحاب المراكز الاجتماعية يقومون بدورهم كما ينبغي أن يقوموا به؟! مجتمعاتنا مع الأسف تضررت بالنظرة السطحية للأمور وبعدم وضع الشيء الصحيح في مكانه الصحيح. لذا عزيزتي أرى أنك تستطيعين أن تسألي أخاكِ عنه كثيرا وعن طباعه وعن رأيه فيه، فهو صديقه وبالتأكيد أكثر شخص يعلمه، وبالتالي فهو يقدر على تكوين وجهة نظر حقيقية عنه. وإضافة إلى أخلاقه ووسامته وصفاته الحسنة فهو جارك، بمعنى أن المستوى مقارب لك وليس هناك فجوة من هذه الجهة، كما أن وظيفته جيدة وتستطيع بناء حياة جيدة، وهناك من الشباب المتخرج ومعه شهادات عالية لا يقدر على تأسيس حياة وبناء مستقبل، وهناك من حصل على أعلى الشهادات ولكن عقله خاوٍ وأبعد ما يكون عن تحمل مسئولية بيت وأسرة، والتعليم الآن يا عزيزتي لم يصبح مقياسا لأي شيء في ظل ما يحدث. أنا أرى أن تتيحي لنفسك ولهذا الشخص فرصة الارتباط الرسمي، وعن طريق الخطوبة ستقدرين على الحكم على صحة علاقتكما وعلى مقدار ارتياحك له، كما أنه يستطيع وقتها أن يكسب حب واحترام أهلك عن طريق تصرفاته الرجولية التي تظهر لك من الآن. تمنياتي القلبية لك بحياة سعيدة دائما.