أنا عندي مشكلة.. أنا كنت متعرفة على شاب من على النت؛ هو كان محترم جدا وكنت بحبه وهو كمان، ساعتها كان عندي 17 سنة كنت في تالتة ثانوي، بس بعد ما خلصت ثانوية واحد جارنا اتقدم لي، وكان محترم وكويس ومستواه كويس وبابا وأهلي موافقين عليه وتحت ضغط منهم أنا وافقت؛ عشان ماكنش المفروض أقول لهم على الشخص اللي اتعرفت بيه ده. هو برده كان كويس وكان لعيب كورة بس لسه صغير، المهم اتخطبت لخطيبي وكان في قمة سعادته عشان كان مستنيني أخلص ثانوي عشان يتقدم لي، المهم أنا قطعت علاقتي بالشخص اللي كنت مرتبطة بيه ده بس بعد فترة سمعت إنه اتصاب وبيتعالج.
حسيت إن اللي حصل له كان بسببي فاتصلت بيه وأول ما سمعت صوته قعدت أعيط كتير، واتفقت إني هافسخ خطوبتي حتى كان أسلوبي وحش مع خطيبي الفترة دي لدرجة إنه شك فيّ، مع العلم إني والله من عائلة كويسة جدا ومحترمة جدا جدا.
المهم خطيبي عرف الحكاية مني بس باختبار على النت وعرف إني كنت مرتبطة بواحد ولسه مكلماه وباكلمه، بس حلفت له إني مش هارجع أكلمه تاني وهو قال لي خلاص.
بس قعدنا فترة كده وكلمته تاني وخطيبي عرف برده وبرده قعدت أتحايل عليه كتير إنه يسامحني وإني مش هاعمل كده تاني، وقال لي فترة الخطوبة دي اختبار ليكي وفعلا والله بقالي أكتر من 6 شهور كويسة جدا جدا معاه، وبحبه بجنون وحسيت بغلطي وندمت على اللي عملته فيه.
بس دلوقتي هو بيتهرب مني وبيقول لي أنا مش هاعرف أحبك زي الأول، وأنا بجد بقى بالنسبة لي زي الهوا اللي باتنفسه ومش قادرة أبعد عنه خالص.
والله أنا بحبه جدا وندمانة ومابقيتش باضعف قدام الشخص التاني، وجمّدت قلبي اللي وداني في داهية.
أنا مش عارفة أعمل إيه وطبعا قال لي إنه مش هيقول حاجة لأهلي على الموضوع ده، وأنا اللي أقول لهم إني مش عايزاه؛ بس أنا باموت فيه والله؛ بجد أنا مش عايزة أبعد عنه ولو يرضى أكتب له شيك على بياض بجد وأسلم له روحي أعملها، وأنا فعلا بحبه بس نفسي يرجع زي الأول.
أنا عارفة إني غلطت بس ربنا بيسامح هو كمان ببيقول لي إنه مصدوم فيّ بعد اللي عملته، قال لي إنتي كنتي أملي وكان نفسي آخدك وأطير، دلوقتي مش بييجي عندنا ويشوفني خالص، وده سبب مشكلة بينه وبين أهلي، بس أنا ندمانة مش عارفة أعمل إيه.. عشان خاطري مش تقسوا عليّ في الرد.. بجد أنا كويسة والله.
oror
عزيزتي.. لا تغضبي إن رأيتِ في ردي شيئا من القسوة عليك، مع طلبك لي ألا أكون قاسية معك، ولكن بعض هذه القسوة كي لا تنساقي ثانية وراء قلبك لتسقطي في مشاكل ربما تكون أكثر صعوبة من هذه..
كنت فتاة في السابعة عشرة من العمر، لم تنهي دراستك الثانوية بعد، في سن حرجة مراهقة، ولم تستقر مشاعرك بعد، حتى تستطيعي أن تختاري من تحبين أو ترتبطين به، والقليلون في مثل سنك من يستطيعون أن يميزوا بين الخير والشر، أو الخبيث والطيب، أنت أحببت شابا على النت في هذه السن الخطرة، لا تعرفين من هو ولا كيف يكون، وهكذا غالبا يكون الحب على النت، ارتباط على الهواء لشخص لا تعرفين إن كان هذا اسمه الحقيقي أم الكودي، إن كان أبيض أم أسمر، إن كان على خلق ودين، أم هو إنسان فاشل فاسد.. ويؤسفني عزيزتي الصغيرة متأرجحة المشاعر، والتي لم تستطع بعدُ أن تميز أي الشخصين أفضل؛ لأنك لم تصلي بعد إلى سن التمييز، ولو كنت وصلت إلى سن التمييز والإدراك الحقيقي لكنت عرفت من أول لقاء أن خطيبك هو الأفضل، وأن مستقبلك معه..
ولم تكوني لتعودي إلى حبيب الهواء هذا مرة أخرى، فخطيبك قام بخطبتك بمعرفة أهلك، أي أنه أتى من الباب فورا، ولم يأتِ من الهواء، أهلك يعرفونه وقد سألوا عنه بالطبع، حتى تأكدوا من أنه شخص جيد يليق بابنتهم، ولذلك وافقوا عليه وتمت الخطبة، هنا أقول لك أنت أخطأت في الحب الأول وهذا أكيد، وأول خطأك أنه كان بغير علم أهلك، وما كان يجب أن تعودي إلى حبيب النت مهما حدث، سواء حدثت له حادثة أم حدثت له كارثة..
المهم الآن يا عزيزتي أن ما فات قد مات، وجيد أنك قد اقتنعت بأن كل ما فات كان خطأ وانتهى، ورضيت بما قسم الله لك..
المشكلة الآن أنك أوصلت خطيبك إلى الشك بك، فلقد كان شاباً طيباً وحصيفا وغفر لك أول مرة، ولكن كونك تعودين مرة أخرى بعد أن عاهدته على أنك قد نسيت هذا الأمر تماما، فهنا يا عزيزتي لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، فلقد أفقدتِه الثقة بك تماما، كيف يثق في أنه لو عاد إليك لن تتهوري وتعيدي فعلتك مرة أخرى..
بيني وبينك أنا شخصيا غير واثقة من أنه لو عاد إليك لن تعودي لما كنت عليه، فأنت مترددة للغاية، وتتغيرين بتغير الأهواء، فماذا سيحدث لو ظهر حبيبك السابق وبكى بين يديكِ يريد استعادتك؟ ألن يتحرك قلبك الضعيف هذا اتجاهه وتعودي ل"خيانة" خطيبك؟ واعذريني ما فعلتِه هو خيانة في النهاية، خيانة لثقة هذا الخطيب الذي وثق بك..
لذا قبل أي شيء يا عزيزتي عليكِ أن تواجهي نفسك، وتتأكدي من أنك حقيقة قد تبتِ عن مثل هذه الأفعال، وأنك تملكين زمام قلبك ولن يؤثر بكِ شيء..
إن تأكدتِ من هذا فيجب عليكِ أن تكوني صبورة مع خطيبك، كما كان صبورا معكِ، فاستعادة الثقة ليست أمراً هيناً.. فاعذري ضيقه ورفضه يا عزيزتي، لقد صدمتِه وخذلتِه مرتين، مع أنه من الواضح أنه كان شابا رائعا، بما أنه كان من الأخلاق والكياسة بحيث لم يذهب حتى إلى أهلك ويقول لهم ما حدث، ويعلمهم بأنه تاركك بسبب هذا التهور الذي وقعتِ به، ولكنه كان رجلا بحق، وطلب منك أن تقولي لأهلك أنك أنت التي ترفضينه حتى لا يسيء لك..
والحقيقة التي يجب أن أعلمك إياها أنه ربما لن يغفر لكِ أبدا وإذا تزوجته لن ينسى، وستصير هذه الواقعة حاجزا بينك وبينه، لذا فعليكِ لو أردتِ استعادته أن تضعي هذا في عقلك، وأن تعلمي أنكِ تخاطرين بفعلتك هذه، وأنك لو فعلتِها ستتقبلين ما يحدث أياً كان..
أول الأمور التي يجب أن تفعليها أن تذهبي أنت إلى أهلك، وتقصّي عليهم ما حدث من أمر النت؛ حتى تصوني لخطيبك كرامته، ولا تقولي عنه شيئا يعيبه كذبا؛ خوفا من أهلك، وتتحملي نتيجة خطئك وحتى تشعري أنت أولا بأنك قد نضجت وتحملت عاقبة ما فعلت، وكوني شجاعة واثقة في نفسك، وأخبري أهلك بأنك لن تعودي للسير وراء قلبك الذي سوف يودي بك إلى الهاوية..
واجلسي مع خطيبك في جلسة صراحة، أعلميه بها أنك نسيتِ الآخر تماماً وأنك تغيرتِ وأنكِ أخبرتِ أهلك بكل شيء؛ لأنك تريدين تحمّل المسئولية ولا تريدين كذلك ظلمه، وأنك تريدين منه فرصة أخيرة تثبتين بها شخصيتك الجديدة..
فإن وافق كوني عند حسن ظن نفسك بكِ أولاً وعند حسن ظنه ثانية، وإن رفض ولم يستطع أن يعطيكِ هذه الفرصة الثالثة فلا تظلمي الرجل الذي أحبك، ولم تقدري أنت هذا الحب، واتركيه لحاله إن أراد تركك، وسيري على الصراط المستقيم في باقي حياتك، حتى يرسل لك الله رجلا جيدا مثله.