السلام عليكم يا "بص وطل".. دي مش أول مرة أبعت فيها.. أنا مشكلتي باختصار إني اتخطبت لشاب كويس جدا من ناحية كل حاجة (الدين، والأخلاق، والعيلة، والمركز الاجتماعي، والثقافة...)، وقبل ما اتخطب له كنت بحب واحد معايا في الجامعة لمدة سنتين وسبته؛ علشان كان بيشرب خمرة، وخانني؛ بس تعبت أوي بعدما سيبته.. وحاولت إني أتأقلم بعدها على بُعده، لحد ما بقى مش فارق معايا لما باشوفه؛ عشان أنا عارفة إن خطيبي ده أحسن منه بكتير، وبيحبني وبيقدّرني بجد. بس المشكلة إن خطيبي وحيد مامته وباباه، وشغله في أوروبا، وعايش في القاهرة.. أنا باحسه متدلع أوي، وأفكاره غريبة شوية، هي يمكن تكون غريبة بالنسبة لي؛ لأني من محافظه تانية.. هو طباعه شرقية، وماخدش من سفره وشغله بره مصر غير النظام والالتزام بالمواعيد؛ بس مش عارفة الرفاهية الزيادة دي حاجة حلوة ولا وحشة، والأفكار الغريبة بتاعته عن الناس والمجتمع ده شيء عادي ولا إيه؟ كمان أنا خايفة أسيب نفسي وأحبه، وقلبي يتكسر تاني، ومش عارفة أحكي له على الماضي بتاعي ولا لأ؟ أنا عايزة أقرّب منه وأحبه، وفي نفس الوقت دماغه مش بتعجبني في حاجات كتير.. أعمل إيه؟ yoyo عزيزتي.. إن أمرك محير.. أحببت شابا سكيرا، وخائنا، ومع ذلك تحاولين التأقلم على بعده، مع إنه من المفترض أن تكرهيه تماما، ولا تطيقي سماع مجرد اسمه، وليس فقط أن تحاولي جعل الأمر عاديا عندما تقابليه؛ لمجرد شعورك أن خطيبك أفضل منه؛ وليس لأنه إنسان سيئ للغاية يستحق ألا تعرفيه!!
معنى هذا أن خطيبك لو لم يكن على مركزه هذا وأفضل من ذلك السكير الذي كنت تحبينه فلن تختاريه على ذاك الأول؟ مع أنه لا يستحق إلا أدنى معاملة؛ لسوء خلقه ودينه، بما أنه يتعاطى الخمرة، وبما أنك تقولين إن خطيبك أفضل منه، وإنه على خلق ودين وعائلة ممتازة، وله مركز اجتماعي وثقافي يلائمك. إذن أين مشكلتك يا عزيزتي؟ مع الأسف أخاف أن تكوني تخترعين لنفسك مشكلة وترهقين نفسك؛ حتى تعودي لذلك الشخص ثانية؛ فأنت -كما هو واضح- تحاولين أن تجدي أي عيب -حتى لو كان غير منطقي- في خطيبك كي تتركيه؛ وإلا يا عزيزتي ما كنت لتبذلي جهدا في التعود على ترك شخص سكير وخائن، ولا تبذلي أي مجهود حتى تتعودي على شخص -كما تقولين- ذي أخلاق ودين وعائلة وثقافة؛ فهل قُلبت الموازين؟!
ذكّرتني يا عزيزتي بالمثَل الذي يقول: "مالقوش في الورد عيب قالوا له يا أحمر الخدين"، لا تغضبي مني يا عزيزتي؛ فأنا لا أقسو عليكِ إلا لخوفي على مصلحتك، ولتنبيهك إلى فداحة ما ستقعين فيه بهذا التفكير الخاطئ. أين العيب في خطيبك؟ لن أكرر أوصافه التي ذكرتها أنت من خلق ودين و.. و.. و... ولكني سوف أضيف عليها ما قلته أيضا من أنه يحبك ويقدّرك ولم يترك شرقيته -أي أنه لم يخنك مثل الآخر ولم يتعاطَ الخمرة- فهل كل عيبه أنه وحيد أمه وأبيه؟ وهذا شيء ليس له ذنب فيه على الإطلاق. ولست أفهم قولك بأن أخلاقه غريبة!! فهل النظام والالتزام بالمواعيد أصبحت من الأفكار الغريبة؟! وما يضر في أنه يعيش في رفاهية ما دامت في حدود شرع الله ولا يخطئ بها؟ وما دمتِ أنتِ سوف تعيشين معه في هذه الرفاهية؟ ما الخطأ في هذا؟ إنسان أعطاه الله المال الذي يستطيع أن يعيش به في رفاهية، هل هذا يعيبه يا عزيزتي؟ هل يترك المال وينكر نعمة الله عليه، ويعيش في تقشف؟ ثم إنك لم تذكري تلك الأفكار الغريبة التي في رأسه بالتحديد؛ فهناك أفكار عادية لا سوء بها، وهناك أفكار متطرفة لا يمكن التعايش معها، ووقتها سيكون لديك كل الحق في القلق. ولكن تبعا لما ذكرته حتى الآن لا يوجد ما يبرر قلقك، وعلى ما أرى فأنتِ من تحمل بعض الأفكار الغريبة، التي لا بد لك من تغييرها؛ فخطيبك ليس به أي عيب؛ بل إنه إنسان جيد، على خلق ودين وثقافة ونظام والتزام، وإن أية فتاة تريد الزواج لن تطلب في شريك حياتها أكثر مما وصفتِ أنت به خطيبك. عزيزتي.. لا ترفضي النعمة التي أرسلها الله لك وأحبي خطيبك، وتأقلمي مع طباعه ما دام أنها لا تُغضب الله حتى لا تتركيه ولا يبقى لك إلا أمثال الحبيب الأول، ووقتها سوف تندمين على تركك هذا الخطيب، ولا أرى داعيا لأن تذكري له شيئا عن هذا الذي كنت تحبينه، واعتبريه كما لو كان شخصا تقدم لخطبتك ولم توفّقي معه لسوء خلقه ودينه؛ فهل كل فتاة يتقدم لها عريس أو اثنان أو عشرة، لا بد أن تذكرهم لزوجها حين تتزوج؛ خاصة أنه من كلامك لم يحدث بينكما ما يسيء، وتوكلي على الله وأتمّي زواجك.. وفقك الله.