أنا حكايتي بدأت من سنة تقريباً في شاب ظهر لي فجأة، خلّاني أتعلق بيه أوي؛ مع إن مش سهل عليّ أحب أي حد؛ بس حبيته أوي. المهم علاقتنا اتطورت وكبرت وخطبني، وكان فيه تنازلات مني سواء مادية أو في علاقتنا؛ يعني من حبي ليه خليته يقرب لي؛ خصوصاً لما أثبت لي نيته واتقدم لي، واتخطبنا حوالي 6 شهور، وكتبنا الكتاب، والمفروض نتجوز كمان 5 شهور تقريباً. أنا بدأت أحس إنه بيكلم واحدة تانية، وشكيت وشكي طلع في محلّه وحصل بينّا كام مشكلة واتأكدت، وشفت بعيني ماسدجات باعتها لبنات وبيدّي لهم رقمه فيها، وبيكلمهم في كلام جنسي. ودلوقتي أنا ما باكلمهوش، وزعلانة منه جداً، وهو مش قادر يواجهني طبعاً، ولسه مش عارفة أعمل إيه معاه، وهو ليه عمل كده؛ مع إني -والحمد لله- جميلة جداً، ومن عيلة كبيرة، وتقريباً ما كانش يحلم بيّ إني أوافق عليه لأنه مادياً عادي. تفتكروا هو عمل كده ليه؟ مع إني مش مقصّرة معاه، ومش حارماه من أي حاجة.. تفتكروا بيكدب ولا بيحبني بجد؟ يا ريت تفيدوني أتصرف إزاي؟ bnotamasria عزيزتي.. ليتك كنتِ قصّرت معه، وحرمتيه من كل شيء؛ بدلاً من أن تعطيه كل شيء وتفقديه هو كلية، لقد كانت خيانته لك نتيجة طبيعية لكونه قد أخذ منكِ كل شيء، ماذا تبقّى له منك إذن بعد الزواج حتى يأخذه؟!! عزيزتي مهما كانت الخطيبة أو الزوجة جميلة؛ فبعد فترة من الزمن تتساوى الجميلة مع الدميمة بالتعوّد، ومهما كانت الخطيبة أو الزوجة دميمة؛ فبعد فترة من الزمن تتساوى الدميمة مع الجميلة بالتعوّد؛ فالتعوّد يقتل الانبهار كما يقتل النفور. ولذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام "تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك"؛ لأن الجمال زائل، والمال زائل، والحسب والنسب زائلين؛ ولكن ما يبقى هو الدين، فلا ينضب أبداً، ودائماً وأبداً به المزيد الذي نأخذه ونعطيه. لقد خُطِبتِ له عزيزتي وأنت تشعرين داخلك بأنك أفضل منه حسباً ومالاً وجمالاً، ومن المؤكد أن إحساسك هذا قد انتقل إليه، وشعر أنك تشعرين أنك أفضل منه، في مالك وعائلتك وجمالك، هو الذي تقولين عنه: إنه حتى ما كان يحلم أن واحدة مثلك توافق عليه؛ ولكنه أخذك وأخذ منك كل ما أراد، وأعطيته أنت ولم تحرميه شيئاً برضاك، حتى قبل أن تذهبي إلى بيته بما يُرضي الله ويرضي أسرتك كعروس يباركها الجميع.. ولهذا فقد زَهِد فيك، وذهب إلى من تعطيه المزيد وتعطيه شيئاً جديداً لم يعُد عندك؛ فما عندك الآن قد أصبح قديماً ومُملاً ولا تجديد به، مهما كان جيّداً، فلقد اعتاده خطيبك؛ ولذلك قيل في الأثر "لا تتعجلوا ما أجّله الله"، ولقد تعجّلت أنتِ ما أجّله الله، وكانت هذه هي النهاية. ولذلك عزيزتي، فالزوجة الذكية لا تعطي كل ما عندها؛ ليبقى دائماً عندها المزيد الذي تعطيه، حتى لا يحاول الزوج أن يأخذه من أخرى عندما يفرغُ ما عند الزوجة؛ فما بالك بمن لم تتزوج بعد؟! ولذلك علينا التريّث في كل شيء، وألا نعطي كل ما عندنا حتى يبقى معنا ما نعطيه يوماً ما؛ فلو كنت لم تعطيه كل شيء كما ذكرت؛ لوجدته اليوم متشوّقاً إليكِ ملهوفاً عليك، يشعر بالترقب والغموض لمعرفة كل ما لديكِ؛ فلم يكن لينظر لأخرى؛ لأنه سيكون وقتها مشدوداً لكِ.. ولكن مع كل أسف، لقد "سبق السيف العَذَل" كما يقال؛ فما تملكينه الآن هو أن تحاولي معه إن كنت تحبينه حقاً، وأن تُذَكّريه بالله، وبأن ما يفعله خطأ، اضربي على هذا الوتر يا عزيزتي؛ على فكرة خطأ الفعل في حدّ ذاته؛ في حق الله أولاً، حاولي أن تفتحي عينيه إلى حياة أخرى تنتظركما، وإلى بيت وأولاد ومستقبل لا يجب أن يضيّعه بمثل هذا العبث، ولا تتعالي عليه بذكرك أنك أكثر منه مالاً ونسباً؛ فربما يوفّق بينكما الله، وتعود المياه إلى مجاريها. وفقك الله.