أنا مشكلتي إن أنا بحب خطيبي جداً، وهو كمان بيعشقني وبيحبني أوي؛ لدرجة إنه ما يقدرش يستغنى عني، وأنا وهو زمايل في الشغل وفي قسم واحد؛ يعني تعاملي في الشغل معاه هو وبس، قليل لما باتعامل مع حد تاني.. إحنا مش قايلين في الشغل إن إحنا مخطوبين علشان صاحب الشركة لو عرف هيفصلنا ومش هيخلينا في قسم واحد، وهو مش عايزني أشتغل مع حد غيره.
المشكلة بقى اللي تاعباني إني باغير عليه أوي.. هو شكله حلو، ودايماً كان بيقول على بنات الشركة إن هم شكلهم وحش؛ إلا إن عمره ما جاب سيرتي بحاجة حتى قبل ما نتخطب، وما فيش ولد بيقول لبنت إن هي وحشة، ومن ساعتها وهم بيحبوا يتكلموا معاه ويفتحوا مواضيع بأي شكل علشان يتكلموا معاه، وأنا باغير أوي وباتضايق.
وفيه بنت أنا مش بحب تصرفاتها.. هي كويسة؛ بس بتحب الأولاد كلهم، وتحب علاقتها دايماً بالأولاد تكون حلوة حتى أكتر من البنات، والولاد كلهم في الشركة بيحبوا يتكلموا معاها علشان هي فِرِي بتضحك وتهرج مع أي حد.. أنا باغير أوي لما بالاقيها بتكلم خطيبي، وهي طبعاً مش عارفة إنه خطيبي.. قلت له قبل كده ما تتكلمش معاها إلا في حدود الشغل بس؛ علشان هي ابتدت تقرّب منه.
أنا واثقة فيه، وعارفة إن عمره ما هيبص لواحدة غيري؛ بس دي غيرة عليه.. وكذا مرة يوعدني بس بيرجع يقول إني كده مش واثقة فيه، وبيقول لي دي وحشة، أمال لو حلوة كنتِ عملتِ إيه؟
حسيت إنه بقى يعنِد معايا علشان يشوف في عينيّ نظرة الغيرة.. هو مش بيهزر مع أي بنت هزار أوفر، كله في حدود؛ بس أنا باتضايق.. نفسي أبطّل الغيرة، ولما أشوفه بيهزر مع حد غيري ما ازعلش، أو على الأقل ما يبانش عليّ.
في المقابل بيقول إن أنا ممنوع أكلم أي زميل في غير الشغل.. هو بيقول إن هو راجل وإن أنا بنت؛ بس أنا باغير عليه لما يكلّم أي بنت في حاجة تانية غير الشغل، وهو مش قادر يفهمني وبيقول عليّ عبيطة بتفكيري ده.
أرجوكم ردوا عليّ.. أنا محتارة.
lolachall
حين أحبك فتاكِ وتعلّق بكِ يا عزيزتي؛ فإنه لم يفعل هذا لأنكِ الأجمل؛ بل لأنكِ ببساطة "أنتِ". ليس شرطًا أن تكوني الأجمل أو الأبرع أو الأكثر تفوقًا؛ ولكن المهم أن تكوني "أنتِ" بمميزاتك واختلافاتك وحتى عيوبك.. هكذا يكون الحب الحقيقي القوي.
إذن فمسألة "فتيات أجمل" و"فتيات أقل جمالاً" ليس هو مقياس الحب والإخلاص بالمرة؛ وبالتالي فإن من حقك أن تغاري عليه من أية فتاة ولو كانت أقبح فتاة في العالم؛ فغيرتك عليه مستمدّة من حبك له لا من شكل الفتيات المحيطات به.
إن العيب الحقيقي فيما يخصّ الغيرة هو الإفراط فيها من طرف بشكل يحاصر الطرف الآخر ويخنقه, ولنعترف أن في غيرتك على خطيبك بعض المبالغة؛ ولكنها لم تصل لحَدّ "الخنق" بعد؛ ولذا عليكِ التعامل مع تلك المبالغة بسرعة حتى لا تزداد غيرتك عن حدها فنتقلب إلى ضدها.
فأنتِ تتضايقين من مزاح خطيبك مع زميلاته.. لماذا؟ أي بأس في بعض المزاح المحترم البريء الذي تقتضيه الزمالة ما دام ذلك أمامكِ ودون مبالغة أو ابتذال؟
يا عزيزتي لا بأس ببعض المزاح, وإذا كان فيه ما يسوؤك فأخبري الفتى؛ ولكن أن ترفضي المزاح تمامًا؛ فهذا غير منطقي بالمرة.. عليكِ إذن أن تُبدي بعض المرونة فيما يخصّ ذلك, ما دمت تثقين بإخلاصه لك، وبأنه لا يرى في الدنيا سواكِ.
أما بالنسبة لخطيبك؛ فثمة تعليقات لي على بعض أفكاره وتصرفاته؛ فأولاً أنا أخالفه تمامًا في مسألة السماح للشاب بالانطلاق في المزاح والحديث كما يشاء من منطلق أنه ذكر، والتضييق على الفتاة من باب أنها أنثى.
عفوًا.. ولكن مقاييس ومعايير الصواب والخطأ تحكم كلاهما بالتساوي.. كل ما في الأمر أن بعض أنواع المزاح والكلام لا تناسب الفتيات، كما أن بعضها لا يناسب الشباب؛ ولكن أن نقول "أنا شاب أفعل ما أريد وأنتِ فتاة فلا تفعلي ما تريدين".. هذا كلام لا محل له من الصحة ولا العقلانية، وفيه ارتداد بالعقل والمنطق للخلف!
إذن عليه أن يغيّر تلك الأفكار الغريبة، ويدرك أن مقياس الصواب والخطأ ينعقد على أساس الصواب والخطأ لا النوع والجنس!
أما عن تصرّفه الذي أعترض عليه؛ فهو تعمّده معاندتك بتكرار التصرفات التي تضايقك أمامك؛ فهذا مما يثير الضغينة والضيق ويهدد حبكِ واحترامك له.. ولكِ كل الحقّ في التصدي بحزم لتلك التصرفات غير المقبولة.
بقي أمر واحد: مسألة سرّية ارتباطكما تلك لا تريحني؛ فأولاً إعلانكما ارتباطكما رسميًا سيوفّر عليكما مشكلات كثيرة ناتجة عن افتراض الكثيرين أن كلاً منكما غير مرتبط, وثانيًا سيحمل لكما مشكلة كبيرة عند الزواج رسميًا؛ فسرعان ما سينكشف إخفاؤكما الأمر، وقد يسبب لكما هذا مشكلات مع صاحب العمل؛ فضلاً عن إثارة ضيق المقرّبين من زملائكما؛ فلماذا هذا؟ وما المشكلة في أن يعمل كل منكما في قسم؟ إن آلاف المتزوجين يعملون في أماكن مختلفة تمامًا؛ فما المشكلة في أن تكونا في شركة واحدة وكل منكما في قسم غير قسم الآخر؟ أي ضرر في هذا ما دام بينكما حب وثقة؟
في رأيي أن تسارعا بإعلان الأمر منعًا لأية مشكلات مستقبلية.
عزيزتي, خلاصة الأمر أن كلاً منكما يحتاج أن يتحمل الآخر قليلاً، ويتحلى ببعض المرونة معه, ويقدم بعض التنازلات البسيطة لأجله؛ ولكن بالتساوي، ومن منطلق الحب والاحترام والثقة المتبادلين.
أنتما تحتاجان لمحادثة طويلة بينكما, لتفكرا في كل هذا ويراجع كل منكما تصرفاته وأفكاره, لتستمر الحياة بينكما صافية بإذن الله تعالى.