أنا عندي مشكلة وخايفة تأثّر على حياتي بعد كده؛ أنا لسة مخطوبة من يومين وعن قصة حب بس مش من فترة طويلة من قريّب بس قصة جملية وما كنتش مصدّقة إني هاجي في يوم من الأيام وأفرح من قلبي، بس للأسف أنا من النوع الخوّاف أوي أنا باخاف من أي حاجة تيجي تهدم الفرحة دي وده عيب فيّ مش عارفة فيّ ولا في الدنيا علشان مش متعوّدة من الدنيا إنها تفرّحني مرة من قلبي وتكمل، المهم أنا بحب خطيبي وهو كمان بيحبني بس هو كان في واحدة قريبته كان بيحبها وبعد كده اكتشف إنها كانت بتكلّم واحد تاني واتخطبت له، بس كان بيقول إنه شاف معاها أيام حلوة أوي، وطبعا أنا كنت باسمع وأنا من جوايا عايزة أقول له كفاية أنا بتجرح بس كنت عايزة أسمعه علشان أعرف هو بيحبها ولا إيه..!! وكنا اتخنقنا مع بعض؛ بسبب إني لقيت رسايل لها على تليفونه من زمان وموجودة على الجهاز.. قال لي: والله دي من زمان وما عرفش إنها على الجهاز ومسحها، وبعدها بفترة اتخطبنا وهيّ كانت حاضرة الفرح وأختها رقصت معاها، وأنا اتضايقت.. بس المشكلة إنها قريبته يعني مش حد حبه ونسيها خالص، ولحد دلوقتي أنا بتضايق وبغير عليه جدا وساعات بافكر إنه ممكن يحن لها تاني مع إني عارفة إنه بيحبني وإن سنه صغير، وما كنش بيفكر في الجواز دلوقتي، ولما حس إني ممكن أضيع منه اتقدّم لي والموضوع قلب جد، واتخطبنا وأنا مش عارفة أعمل إيه في تفكيري ده حاسة إني من كتر التفكير ده بيتعبني.. بس بجد قولوا لي رأيكم أشيلها من دماغي إزاي؟؟ وأنا كده خايفة إني أكون أنا اللي بافكروا بيها..
هو قال لي قبل كده لما اتكلمت معاه إني لا يمكن أعمل حاجة زي دي؛ لأن كرامتك من كرامتي وأنا لو عملت كده أبقى حيوان.. أرجوكم ردوا عليّ وقولوا لي أعمل إيه وأشيل التفكير ده من دماغي إزاي؟؟ love
إن خوفك وتفكيرك هذا ليس له علاقة بوجود تجربة سابقة في حياة خطيبك أو لا؛ لأن واضح إنها طبيعة شخصية فيكِ، وأريد أن أطمئنك فلستِ بمفردكِ. فهناك أشخاص دائمو الخوف من المستقبل ولا يتوقفون عن التفكير فيه ولا توقع السيئ دائما، وهذا بالمناسبة ليس شيئا سيئا إذا كان بحدود معينة، لكنه ينقلب للضد تماما إذا زاد عن حده فيربك صاحبه ويجعله يتوقف عن التحرّك للأمام ولو لخطوة واحدة من خوفه الذي يتحوّل من شيء صحي ومطلوب لشيء ضار جدا وله الكثير من الآثار السلبية عليه وعلى المحيطين به. إن غيرتك على خطيبك من أقاربه أو معارفه من الجنس الآخر طبيعية تماما، والمفترض أن تجعلك أكثر حرصا عليه وأكثر رغبة في إثارة اهتمامه ومعرفة رغباته والتعرف على احتياجاته وما يريده في شريكة حياته وملأ وقت فراغه بحيث لا يبحث عما يريده لدى غيرك ويستغنى بكِ عن كل النساء. فإذا دفعك خوفك وحثتك غيرتك على هذا فخير واستمري، لكن بحذر ودون المبالغة بقدر استطاعتك، ولكن إذا حدث العكس ليكون الخوف حافزا دائما لكِ على اتهامه دون بيّنة وإثارة غضبه دون دليل وعتابه على الصغيرة والكبيرة فهذا ليس شيئا صحيا على الإطلاق. صديقتي إن تجربة خطيبك سابقة؛ أي أصبحت بالفعل ضمن ذكرياته وقد تعرّض لها بالفعل، ولن نستطيع العودة لما مضى لنغيّر واقع عاشه وترك أثره فيه، لكن الحاضر والمستقبل هو الذي نستطيع أن نتعامل معه. فلا تلوميه على تجربة عاشها وانتهى منها قبل خطبتك حتى لا تدفعيه للخوض في تجربة مثلها وأنتِ معه. لا تدفعيه لأن يخفي عنك أسراره ويخبئ تحركاته وخطواته؛ خوفا من إثارة غضبك وغيرتك، بل احرصي على أن تستمعي له طالما يريد أن يتكلّم ولا تتسرّعي في لومه حتى يستمر في اعتبارك خازن أسراره وملجأه الأمين. كوني صديقته التي تخفف عنه وتسامحه، ولا تتوقفي فقط عند دور الحبيبة الغيورة والتي سيكون لديها -شئت أم أبيت- حب الامتلاك لحبيبها وهو الشيء الذي قد يسعده في البداية، لكن بمرور الوقت سيشعر بالأسر مما قد يجعله ينشد الحرية والانطلاق بعيدا عمن يأسره. أعلم أن ما أطلبه ليس سهلا، لكنه أيضا ليس بالمستحيل، فحاولي أن تعرفي طباعه وتفرّقي بين اهتمام عابر تفرضه التقاليد العائلية والمناسبات الاجتماعية التي ستقل تدريجيا مع الانشغال بالأسرة والأطفال لكلا الطرفين، وبين الاهتمام الخاص الذي قد يجعلكِ تشعرين بالخوف والذي يجب عليكِ ألا تسمحي له بأن يزيد إلا بعد التأكد التام من وجود ما يثير خوفك وقلقك، وهنا سيكون من حقكِ العتاب واللوم وطلب التفسير لهذا الاهتمام الخاص الموجّه لغيرك. لكن قبل هذا لا تيقظي تجربة قديمة واحرصي على خلق ذكريات جديدة سعيدة مشتركة بينكما في حدود الشرع وتقاليد المجتمع، وبالطبع سيكون هذا كافيا -إن شاء الله- لأن تصير قريبته أو غيرها مجرد فتيات عابرات لا يعلقن بذاكرته. وبجوار هذا وقبله تفاءلي خيرا بقضاء الله تعالى وارضي بقسمته تعالى وقدره، وتأكدي أن كل شيء يأتي به الله هو خير حتى لو ظننا لوهلة أنه الشر وراقبيه تعالى في كل تصرّفاتك وتأكدي أنه "عزّ وجلّ" لن يضيعك.