السلام عليكم.. أنا بجد معجبة جداً بموقع "بص وطل"، وبجد باشكركم كتير على المجهود ده، أنا مشكلتي غريبة جداً في واحد ابن الجيران أوّل ما شافني أعجب بيّ أوي، ولقيته بيحبني أوي من أوّل نظرة، وبعد كده قال لي إنه بيحبني، وعايز يرتبط بيّ، بس أنا ما كنتش بحبه في الأول، ولما لقيت الموضوع دخل في الجد قلت له مش هينفع نرتبط ببعض؛ لأني كنت لسه ما بحبتهوش، وبعدين أنا اتكلمت معاه، وقلت يعني أصبر شوية بلاش التسرّع، وبعد كده حبيته جداً؛ لأن بجد شاريني، وكان بيحبني بجد. بس المشكلة دلوقتي أنا مش عارفة أفهمه خالص؛ حاسة إنه غامض جداً مش راضي يحكي ليّ أي حاجة، ومش فاهمة ليه!! وكل حاجة عايز يعرفها عني حتى أدق التفاصيل، وآجي أقول له احكي لي طيب عامل إيه في الشغل، يقول لي كويس، يومك كان عامل إزاي، يقول لي عادي أنا مش بحب أحكي حاجة، وإنتِ عارفة كده، وأنا خايفة ارتبط بيه دلوقتي، ولما جيت قلت له إحنا مش هينفع نكمّل مع بعض لقيته زعلان أوي، وبيقول لي: إنتِ الوحيدة اللي اتمنيت أرتبط بيها، هو بيصعب عليّ، بس أنا مش عارفة أعمل إيه، مع العلم إنه أكبر مني 11 سنة، أنا بحبه وهو كمان بس أعمل إيه؟!! Nada
صديقتنا.. أي علاقة في الحياة من أي نوع (علاقة العمل أو الصداقة أو الارتباط) كلها لا بد أن تقوم على أسس؛ هذه الأسس تنطلق من تحديد هدف العلاقة وأسبابها والمنافع المتبادلة فيها، وما يمكن أن يُقدّمه كل من الطرفين لفائدة وإسعاد الآخر، وبغير هذه الأسس فإن أي علاقة تكون نوعاً من العبث ينهدم أمام أول بارقة ملل من أحد الطرفين أو أمام عوامل تافهة. صديقتي.. إن بداية ارتباطك بهذا الشخص لم يكن جراء مشاعر عاطفية لم تستطيعي مواجهتها، ولم يكن جراء إعجاب وانبهار بشخصية ومكانة اجتماعية، ولم يكن منطلقاً من مصلحة منتظرة بأنه عريس مناسب ويستطيع حمايتك وتحمل مسئولية بيت وإسعادك. كل هذا لم يكن بل قام الموضوع كله على مستوى التجريب، هو أُعجب بشكل فتاة لا يرى غيرها بصورة مستمرة -بحُكم الجيرة- وأنت تريدين تذوّق ما تسمعينه من حلاوة الارتباط فما فيش مانع نجرّب وما حدش خسران حاجة. هذا هو الخطأ الأول الذي ارتكبه كل منكما في حق نفسه قبل أن يرتكبه في حق غيره، وهو أنه يُغامر بمشاعره دون أن يعلم أن أقل الخسائر التي يمكن أن يجنيها هي أن يخسر إحساسه بالحب والحياة، وأن ينجرح جرحاً لا يمكن أن يندمل بسهولة؛ ناهيك عن الخسائر التي لا يُحمد عقباها. أم الخطأ الثاني.. فهو أنكما تريدان تحويل هذا العبث إلى حياة وحب وزواج؛ في الجانب الذي يستحيل فيه الأمر تماماً؛ لأن مقومات اللعب والتسلية ليست هي مقومات الحياة التي تقوم على الشفافية والصراحة والوضوح والتي تجعل مِن كل منكما كتاباً مفتوحاً أمام الآخر بكامل إرادته، ورغبته وسعادته حين يعلم الآخر أدخل دواخل نفسه. صديقتي.. إن ما أنتِ فيه ليس إلا لأنكِ اتبعتِ الطريقة الخطأ في اختيار فتى أحلامك. انسي أمر هذا الشاب وانظري لحياتك، وتأكدي أن ذلك لن يؤثر على أي منكما، وابدئي حياة متزنة جديدة تزنين الأمور فيها بعقلك وعواطفك، وتعلّمي ألا تفعلي شيئاً دون هدف ورغبة محددة ومنهج وسلوك متبع وواضح المعالم. ولا مانع أن يكون اختيارك بعد ذلك هذا الشخص نفسه، لكن بعد أن ينضج تعاملك مع الأمور ويكون ارتباطكما عن هدف وأمام الأهل حتى يكون التقييم والاستعانة بأهل الخبرة متاحاً، ويكون بالطرق المتبعة الصحيحة التي يتقدّم فيها رسمياً، ويكون هناك فرصة للتعارف والتقارب واختبار كل منكما بمواقف الحياة. وفقكِ الله وهداكِ لما فيه الخير،،،