السلام عليكم.. أنا في الفرقة التالتة في الكلية دلوقتي، وكليتي في محافظة بعيدة عن محل إقامتي، وفيه واحدة بس من محافظتي اللي معايا في الكلية فاتعرفت عليها؛ علشان نسافر مع بعض وماكونش لوحدي، غير إني مش اجتماعية أوي، ومش باكوِّن صداقات بسهولة مع أي حد. المهم لقيت صاحبتي دي بتنتقد الناس كلها، ومش بتسيب حد غير لما تقول عليه كلام مش كويس، حتى أهلها وأقرب صديقة منها، كانت بتتكلم عن الجميع بأسلوب مش كويس، وأنا ما اتعودتش على كده فكنت باسكت ومابحبش أتكلم على حد؛ لأن ظهر إن كلامها ده بدافع الغيرة والحقد، لو لقت واحدة صاحبتنا حلوة شوية تفضل تشتم فيها.. ولو حد جاب درجات أعلى منها تحقد عليه وتتمنى له الفشل.. حتى أنا، مع إني والله بافرح لها من قلبي، وعمري ما اتأخرت عن مساعدتها وقلت لنفسي دي أكيد مشكلة ثقة بالنفس. فكنت باقول لها إنها حلوة وذكية، ودايما أجاملها مع إنها في الحقيقة حلوة ومستواها المادي كويس أوي؛ يعني مافيش مبرر للحقد ده على الناس. أنا تعبت نفسيا منها جدا لكن مش قادرة أقول لها.. حاولت ألمح لها كتير إن ده مش كويس، وإنها لازم تحب الخير للناس؛ علشان ربنا يكرمها بس طنشت ولا كأن الكلام ليها.. والله أنا كويسة أوي معاها بس هي بتعاملني بحقد برضه، وباحس إنها بتتمنى لي أي حاجة مش كويسة بس بتقول العكس. كل أصحابنا لاحظوا كده، وفيه واحدة جريئة قالت لها: "إنتي قلبك أسود أوي كده ليه؟ إيه مشكلتك؟"، فضحكت وقلبتها هزار.. مش قادرة أستحمل كده خالص، والمشكلة إن إحنا مع بعض طول النهار، وبنسافر مع بعض وأهلنا أصحاب.. بس بقيت باخاف من أسلوبها، وعايزة أبعد عنها؛ لكن ماينفعش علشان الأسباب دي.. يا ريت تقولوا لي أتصرف إزاي؟ Doctor.one11 صديقة "بص وطل" العزيزة اعذريني؛ لأنني لم أقتنع بأسبابك التي تمنعك الانقطاع عن صديقة السوء هذه؛ التي وصفتها أنت بكل القبح الذي يوجب العقاب على ما ترتكب هذه الصديقة من غيبة ونميمة، وسخرية من الآخرين؛ بمعنى أنها حق عليها قول الله تبارك وتعالى:{ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}. فأنتِ مع الأسف تشاركين في أكل لحوم الآخرين بالتقول عليهم في غيابهم وحضورهم، وكونها تفعل ذلك أمامك فمعنى ذلك أنكِ مشتركة معها في الإثم؛ لأن أمامك طريقين لم تستخدمي واحدا منهما ابتغاء وجه الله وابتغاء الصحبة التي تجمعكما وقتا أكثر مما تقضون بين أهليكم. وهذان الطريقان صديقتي هما: الأول: أن تنهيها عن ما تفعل من منكر، عملا بالآية الكريمة: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، والحديث الشريف الذي يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". والثاني صديقتي: هو أضعف الإيمان الذي قال عنه الحديث الشريف، وهو أن تخرج من حياتك وكأنها لم تكن، واضعة في اعتبارك أي سبب يمنعها الوجود معك، مثل تخرجك من الجامعة ولم تعد تسافر معك، أو أي شيء يمنعها الاستمرار في رحلة طول النهار وما فيها من أذى نفسي، ومعصية لله تبارك وتعالى. واسألي نفسك صديقتي ماذا سيكون تصرفك لو بالفعل انقطعت عن الذهاب معك؛ هل لن تسافري ولن تذهبي إلى الجامعة؟ بالطبع لا.. إذن يمكن الاستغناء عنها، وإشعارها بالمعصية التي ترتكبها وتشاركينها فيها، فربما يكون أضعف الإيمان هذا هو الوسيلة لجعلها تسترجع ما تفعل مع الآخرين، وتشعر أنه خطأ يجب الرجوع عنه، وأن تتخلق بخلق حسن.. أي إذا كان لديها خير فأهلا به، وإن كان لديها شر فعليها وعلى مَن معها. الخلاصة صديقتي.. عيب عليكِ أن تظلي مع إنسانة يكون هذا رأيك فيها ولا تنصحيها لترجع إلى طريق الصواب، وعيب أن تشاركيها المعصية وأمامك الدنيا بعيدا عنها وعن شرورها، أما مسألة الونس والصحبة وأهلك وأهلها... كل هذه مبررات ضدك وليست معك، فلو كنت بمفردك في طاعة لله فسيحفظك الله ويجعل لك من ملائكته الحافظين من يحفطك ويمنع عنك أذى الجن والإنس وكل ما يؤذيك.. قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}. يعني يحفظونك في حال حفظك لحدود الله، ويكتبون عليك ما يعلمونه من فعل سواء بالإيجاب كما تفعل صديقتك هذه، أو بالسلب كما تفعلين أنت. حاولي صديقة "بص وطل" أن تقفي مع هذه الصديقة وقفة لله، وقولي لها إن ما تفعله لا يرضي الله ولا يرضيك، وإن لم تنتهِ من هذا على الأقل في وجودك؛ فعليك فراقها حتى يحفظك الله من شر أصدقاء السوء الذين يأكلون لحوم الإخوة في الدين والإنسانية بألسنتهم.