أولا: أحب أشكر الموقع الجميل على المجهود الرائع من قِبل العاملين فيه، ثانيا: أنا عندي مشكلة، أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما وفي آخر سنة بكلية التجارة، وأنا سقطت في الكلية سنة وأجّلت سنة. وفي السنة الأخيرة تمت خطبتي على بنت عمي اللي أنا بحبها، بناء على رغبة والدي إنه عاوز يفرح بيّ قبل ما يموت، ثم يشاء القدر أن يموت والدي ويترك لي حملا ثقيلا من تحمل المسئولية، ولكن والدي أمّن لي مستقبلي حيث إنه كان مؤمَنًا ماديا من عمل شقة وتجهيزها وإيداع نقود كوديعة في البنك باسمي. ولكن المشكلة أن أمي مصممة على زواجي من بنت عمي قبل ما أدخل الجيش، وأنا طبعا مش عارف أعمل إيه لو اتجوزت ودخلت الجيش، طبعا أنا مش عارف إيه ظروفي، أمي عايشة معايا وأخويا الكبير اتجوز وقاعد بعيد عننا جنب شغله؛ أنا مش عارف أعمل إيه، موضوع الجيش ده قلقني ومش عارف أنام منه، مع العلم إن أنا خاطب بقالي سنة، يا ريت تفيدوني في الموضوع ده.
dx_h5
الصديق العزيز.. في البداية مرحبا بك صديقا لموقع "بص وطل" وأتمنى من الله أن تجد لدينا ما يشفي صدرك، ودعني يا صديقي أخبرك بأمر هام للغاية، وهو أننا كثيرا ما نفعل أشياء لا نؤمن بكامل صحتها، فقط لإرضاء أهلنا وإن كان الأمر خطيرا ومهمًا من وجهة نظرهم. وأرى ما حدث معك الآن هو هذا الأمر، في البداية دعني أؤكد لك أني مؤمن تماما أنك لا ترغب بالزواج إلا حينما تكون لك القدرة الكاملة على عيش حياة مستقرة تستطيع أنت فيها الصرف على بيتك، وألا تكون محتاجا إلى أحد أو يشغلك ويصرفك عن بيتك أي أمر آخر، وهو أمر محمود للغاية ويدل على كونك شابا ناضجا يبحث عن حياة متكاملة. ولكن دعنا نرى الأمر من زاوية والدتك التي أصابها الخوف، خصوصا بعد رحيل أبيك عن الدنيا والتي ترغب بأن ترى يوم عرسك بعينيها -أطال الله عمرها- قبل أن توافيها المنية، هذه هي وجهة نظرها يا صديقي، إنها لا تفكر في الأمر بشكل متعقل، بل هي تريد أن تطمئن عليك وأن ترتاح وتعرف أنك قد استقريت في حياتك ولم يعد هناك ما ينغصها عليك أو يشغل بالك. ووالدك -رحمه الله- قد جهز لك كل شيء ولم يدعك في نصف الطريق، بل ساعدك في أغلب الطريق كي تستطع تكوين حياتك وبدء حياة كريمة، وما دمت أنت تحب خطيبتك التي هي ابنة عمك في الوقت نفسه إذن لا أرى هناك أي مشكلة من أن تُتمم زواجك الآن رضاء لأمك وبرا بها، وحتى تستطيع أن تطمئن عليك كما ترى. وبالنسبة إلى موضوع جيشك فهو أمر ليس بهذه الضخامة وغير مقلق على الإطلاق، فلو قدر الله ودخلت الجيش ستكون هناك زيارات كثيرة والحياة ليست بهذا السوء، خصوصا لو قمت بإبلاغهم بأنك متزوج، أما وإن لم تدخل فيمكنك أن تبدأ حياتك دون أن تنشغل بأمر الزواج ما دام هناك تقبل من خطيبتك لهذا الأمر. وتذكر يا صديقي أن الرسول الكريم حثنا على الزواج المبكر ما دمنا نستطيع، لما فيه من حفظ لنا من أي فكر سيئ.. وفقك الله لما فيه الخير والصواب وهداك إليه.