أنا شاب خاطب، وعندي 32 سنة، بحب خطيبتي جداً وهي كمان بتحبني أوي، وما عندناش شك في حبنا لبعض. لكن بعد مدة سنة من الخطوبة ابتدى إحساس بالملل يتسرب إليها نظراً لعدم وجود ما يشغلها من عمل.. تقدّمت إلى وظيفة حكومية؛ ولكن زي ما بنقول النصيب لسه. المهم يعني الموضوع ده مؤثر عليها جداً لدرجة إني ساعات باشوفها متضايقة وأنا من حبي الشديد فيها ما بحبش أشوفها متضايقة فباقعد أقول لها مالك، وباكررها باستمرار، على الرغم من معرفتي بالمشكلة اللي مضايقاها بس بحب أسأل كتير؛ لدرجة إنها قالت لي: أنا بتبقى مشكلتي 20 في المية، ولما باسألها بتبقى 100 في المية.. بس أنا بابقى عارف ومعتقد دايماً إن الواحد لما بيكون مضايق على الأقل بيفضفض بالكلام بيرتاح شوية؛ حتى لو هي هي المشكلة. لكن هي العكس، متضايقة مني جداً بسبب الحوار ده، وساعات في وسط المشكلة اللي هي فيها أنا طبعاً باتكلم بكلام رخم؛ يعني من ضيقتها ساعات بيتهيأ لي إن هي مش بتحبني وعايزة تسيبني؛ فأنا من غُلبي وزهقي من "الموود" اللرخم اللي هي فيه باروح أقول لها الكلام ده (إنت مش عايزاني إنت مش بتحبيني.. إنتي وإنتي)، وأنا بابقى عارف إني كده باضغط على أعصابها؛ بس من طيبتي وقلقي الزيادة وحبي ليها مش بحب أشوفها كده في المود الوحش ده. وباقول لها إن ناس كتير مش لاقية شغل؛ بس ما بيوصّلوش نفسهم لمرحلة الملل دي، فأنا باحاول أفهّمها إن الحياة كوووول خالص وما تتضايقش من كده. بس بسبب حالتها دي باحس برضه إنها مش بتحبيني، وده اللي بيدفعني إني أقول لها إنتي مش عايزاني؟ قولي.. أو ما بتحبينيش؟ قولي.. على الرغم من إن ردها إني باخلط الأمور ببعضها ؛ بس أنا طبعي كده.. لما بحب قوي بابقى خايف على اللي قدامي لدرجة تخنق؛ بس بيبقى خوف وضيقة.. مش عارف أعمل إيه. star صديقي: لم تخبرني في رسالتك الطويلة عن موعد زواجكما.. هل هو قريب أم مازال هناك الكثير من الوقت حتى تتزوجا. ولم أعرف أيضاً أن رغبة خطيبتك في العمل هو لكسر الملل أم لاحتياج مادي، وعلى كل حال فالأمر لا يحتاج منك أو منها كل هذا العناء؛ فبداية إذا حددتما موعداً للزواج فستنشغل بالإعداد له، ولن تشعر بالملل. ثانياً إذا لم تتمكن الآن من تحديد موعد الزواج لظروف معيّنة، تستطيع خطيبتك -إذا كانت مشكلتها الوحيدة في عدم وجود عمل هو الملل فقط- أن تمارس أي نشاط أو أن تتعلم الطبخ أو الخياطة أو أن تشترك في جميعة خيرية أو حتى أن تنمّي هواية القراءة لديها. فإذا لم تجد فليس معنى ذلك أن نجلس غاضبين من أنفسنا وممن حولنا لمجرد أنهم يسألوننا ماذا بنا ويحاولون أن يخففوا عنا. فليس أمامك يا صديقي الآن إلا أن تتوقف عن سؤالها هذا السؤال "مالك" إذا كان يضايقها؛ ولكن في نفس الوقت أخبرها أن بقاءها على هذه الحالة لن يفيد، وأن الأوْلى أن تبذل جهدها لكي تجد عملاً أو حتى تجد بديلاً تشغل به وقتها بدلاً من أن تجعل نفسها وسيلة للفراغ الذي سيؤثر على حالتها النفسية بالسلب. ولكني مازالت عند رأيي أنّ التعجيل بتحديد موعد قريب للزواج قدر الإمكان سيساعدها في الخروج من هذه الدائرة الكئيبة. وهنا نقطة تخصّك يا صديقي؛ فلديك أنت الآخر عيب لابد أن تتخلص منه أو تخفّف من درجته قليلاً حتى لا تتعب نفسك، وهو أنك تعطي الأمور أكبر من حجمها وتضخّمها، وتجعل منها أزمة بدلاً من أن تتجاهلها ولو بشكل مؤقت؛ فحالة خطيبتك مهما استمرت؛ فهي ستنتهي إما لأنها ستفقد الأمل في إيجاد عمل مناسب تشغل به وقتها أو حتى لأنها ستجده اليوم أو غداً بمساعدتك أو بمساعدة غيرك؛ فَلِمَ تكرار كلمة "مالك؟" وأنت في الأصل تعرف مشكلتها؟ وربما جزء كبير من مشكلتها وحالتها هذه أنها كانت تنتظر أن تساعدها في إيجاد عمل وأنت لا تفعل وتكتفي بسؤالها فقط عن سرّ حزنها؛ فشعرَت بسلبيتك تجاه مشكلتها واكتفائك بمحاولة المشاركة الوجدانية دون أن تفعل شيئاً حقيقياً من أجلها. حلّ مشكلة خطيبتك جزء كبير جداً منه يخصّك؛ فإما أن تساعدها على إيجاد عمل أو أن تشجّعها على أي نشاط يشغلها حتى تتزوجا، أو أن تحدد موعداً للزواج حتى تنشغل بالتحضير له. هذا إلى جانب أن تتوقف عن الربط بين حالتها وبين إحساسك بأنها لا تحبك أو على الأقل تراجعت مشاعرها الطيبة تجاهك؛ إلا إذا كنت قد أدركت شيئاً ملموساً يؤكد هذا المعنى؛ لكن إذا لم تكن تملك هذا الشيء الملموس؛ فتوقف عن هذا الإحساس حتى تقول لك هي هذا بنفسها؛ فهي إذا أحسّت أنها لم تعد تحبك ستصارحك؛ ولكن إذا لم يحدث هذا؛ فليس معناه أن هناك ما يجبرها أن تستمر معك والارتباط بك. وأخيراً توقّف ولو مؤقتاً عن هذا الاهتمام الزائد بها، جرّب أن تتوقف عن اهتمام مبالغ فيه، وتعامل بشكل عادي على أساس أن لكل منكما ما يشغله ويبعده عن الآخر ولو قليلاً.