تقول الأسطورة إن مجموعة كبيرة من الضفادع قرروا التسابق فيما بينهم على أيهم أقدر وأسرع وصولا إلى قمة الجبل، وما أن بدأ السباق حتى التف عدد كبير من المشجعين ليصيحوا في المتسابقين باستحالة حدوث ذلك، لتنجح صيحاتهم بالفعل في الفت بعضد المتسابقين حتى أخذوا يفشلون ويتراجعون واحدا تلو الآخر، قبل أن ينجح ضفدع وحيد في تحقيق هدفه والوصول إلى قمة الجبل، وهنا تأتي المفاجأة حين اكتشف المشجعون أنه كان أصم، وبالتالي لم يسمع صيحاتهم السلبية، وكان هذا هو السر في الوصول إلى الهدف المستحيل. وفي إحدى الجامعات في كولومبيا، حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات، وجلس في آخر القاعة ونام بهدوء، وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين، فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة وعندما رجع البيت بدأ يفكر في حلهما ليكتشف صعوبة ذلك. لقد كانت المسألتان غاية في الصعوبة، فذهب إلى مكتبة الجامعة وأخذ يبحث في المراجع اللازمة، وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب، وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الحل، فذهب إليه وقال له يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام كتبت فيها الإجابة في أربع ورقات، ليتعجب الدكتور ويخبره أنه لم يعط الطلاب أي واجب، وإنما كانت المسألتان اللتان كتبهما على السبورة هما مثالين للمسائل التي عجز العلم عن حلها. ولا زال حل هذه المسألة في الأوراق الأربعة معروضا في تلك الجامعة كخير شاهد على أن الإنسان هو الذي يصنع قناعاته ويضع سقفا لقدراته وحدوده، حتى يدرك كل من يطلع عليها أن رُب نومة نافعة، وأن هذا الطالب لو كان مستيقظا وسمع شرح الدكتور لما فكر في حل المسألة.
وقبل خمسين عاما كان هناك اعتقاد بين العدائين المهرة في الجري، أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع عدوا مسافة ميل في أقل من أربع دقائق، وأن أي شخص يحاول كسر هذا الرقم سوف ينفجر قلبه، ولكن أحد الرياضيين فكّر خارج الصندوق وطرح سؤالا هاما: هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه؟ لتجيئه الإجابة بالنفي، فيبدأ في التدريب والتجهيز حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل عدوا في أقل من أربعة دقائق. ومع إعلانه بأنه استطاع تكذيب هذا الاعتقاد ظن العالم أنه مجنون، أو أن ساعته غير صحيحة، لكن بعد أن رأوه وهو ينفذ ما يقول صدقوا الأمر واستطاع في نفس العام أكثر من 100 رياضي أن يكسروا ذلك الرقم أيضا. وفي الأمس استطاع المغامر النمساوي فيليكس بومجارتنر تحدي أشهر قوانين ومسلمات الفيزياء الحديثة، بعدما قام بقفزة تاريخية من الفضاء على ارتفاع 38 كم عن سطح الأرض، ليكسر في سرعة هبوطه إلى كوكب الأرض حاجز الصوت بعدما تجاوز بسرعته ألف كم في الساعة، ويصبح أول إنسان ينجح في كسر هذا الحاجز من حيث السرعة دون وجوده في طائرة أو مكوك، بعد أن ظلت البشرية لسنوات طويلة تعتقد أن سرعة القفز الحر تظل ثابتة بلا زيادة، إلا أن فيليكس رأى غير ذلك، فظل خمس سنوات يجهز ويجرب لإثبات وجهة نظره للعالم كله في درس عملي فعل من أجله كل شيء يجعله جاهزا للنجاح في هذه التجربة، قبل أن يعطي درسا تاريخيا للتاريخ مفاده أن النجاح قد يبدأ من السقوط أحيانا. باختصار.. أنت من يصنع المستحيل أو يهزمه.. أنت من يصنع بطولته وفشله.. أنت المتحكم في ارتفاع سقف قدراته أو انخفاضه.. فلا تستمع إلى أصوات من حولك التي تكبّلك وتضع في ذهنك القيود والعراقيل، وتصنع أمام عينيك المستحيلات الزائفة التي يمكن تحقيقها ببعض الجهد والعرق حين تؤمن بأن هذا ممكن، وتقرر الاستماع فقط لصوت حلمك وقدراتك غير النهائية أو المحدودة. وإذا اكتفى بعض من حولك بمصمصة الشفاه، والندب على العجز والفشل بسبب الظروف وقلة الموارد والإمكانيات، فلتصنع حينها فى أذنيك وعقلك "فلتر" لتنقية الكلام من كل مفردات اليأس والإحباط، ثم أعطهم المثال بدرس عملي للنجاح وهزيمة المستحيل، ليس لأنك أكثرهم ذكاء أو قوة، ولكن لأنك آمنت بأنك تستطيع، في حين اكتفوا هم بالكلام.. مجرد كلام.