كشف المقدّم معتصم فتحي -عضو هيئة الرقابة الإدارية السابق- أن أكبر وسيط في قضايا الرشوة لا يزال موجودا في منصبه السيادي ويُجدد له باستمرار، رافضا ذِكر اسمه أو أي تفاصيل خاصة به. وتساءل فتحي: "كيف يُعقل وبعد ثورة يناير وجود رموز من النظام السابق في مناصب مهمة وحسّاسة؟"، مشيرا إلى أن رئيس هيئة الرقابة الإدارية لديه ملفات فساد لتلك الرموز في الخزانة السرية له لم يُظهرها حتى الآن. ولفت النظر إلى أن رئيس الهيئة كان يُرسل هدايا ثمينة لعلاء وجمال مبارك، كما أرسل هدايا بقيمة 100 ألف جنيه للمشير محمد حسين طنطاوي -وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق- في عيد ميلاده. وأكّد فتحي -خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة" والذي يُذاع على قناة المحور- أن رئيس الرقابة الإدارية ما زال يُخفي التحريات الخاصة بفساد رموز النظام السابق، منوّها إلى أنه -أي فتحي- قد قدّم منهم 40 شخصية للنيابة، مشيرا إلى أن هناك خزائن سرية لمسئولين بالنظام السابق لم يتم تفتيشها حتى الآن. وأوضح العضو السابق بهيئة الرقابة الإدارية أنه قدّم بلاغات ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك واللواء عمر سليمان -نائب الرئيس المخلوع- وأحمد شفيق -رئيس الوزراء الأسبق- لتورّطهم في قضايا غسل أموال واتّجار في أراضي الدولة. وأشار فتحي إلى أن السكوت عن رموز النظام السابق جعلهم يخفون أموالهم، مستشهدا بوجود زكريا عزمي -رئيس ديوان الرئيس المخلوع- في منصبه لمدة 40 يوما بعد رحيل مبارك. وصرّح فتحي بأن الرئيس المخلوع كان له "شريك ثالث في الفساد بخلاف رجل الأعمال حسين سالم"، مؤكّدا أن هذا الشريك الثالث موجود الآن في دولة عربية. وطالب فتحي بأن تكون هناك حصانة للعاملين في هيئة الرقابة الإدارية في حدود وظيفتهم؛ "منعا لنقلهم تعسفيا من مكانهم لأي مكان آخر"، وأن يتم اختيار رئيس الهيئة من داخل الهيئة. وفجّر فتحي مفاجأة؛ حيث اتهم أعضاءً في المجلس العسكري السابق بتورّطهم في تهريب السولار المدعّم قبل الثورة، لافتا النظر إلى أن بعضهم تتجاوز ثروتهم ال50 مليون جنيه.