أ ش أ تصدرت انتخابات الرئاسة المصرية صدر الصحف العربية اليوم (الخميس) وأبرزت إعجاب العالم بكثافة إقبال الناخبين على التصويت من ناحية، وحول أهمية انتخابات رئاسة ما بعد الثورة من ناحية أخرى. في الدوحة أشادت صحيفة العرب القطرية في افتتاحيتها اليوم بالمشاركة لشعبية الواسعة النطاق فى الانتخابات الرئيسية، وجاء في تقرير لها حول ثافة إقبال الناخبين "أن من يشاهد تلك الطوابير التي اصطفت طويلاً أمام مراكز الاقتراع يدرك أن الشعب الذي خرج بواحدة من أعظم ثورات التاريخ مصمم على إكمال طريق ثورة بالمشاركة الشعبية رغم كل ما واجهها ويواجهها من مشاكل وعقبات". واعتبرت أن مصر اليوم تسير في طريق استكمال ثورتها وهي تعي تماما أن المهمة ليست سهلة وأن الكثير من العقبات ما زال ينتظرها وبالتالي فإن الحماسة التي تنتاب الشعب المصري وهو يمارس حقه الانتخابي يجب أن لا تمنعه من رؤية الصورة كاملة. وأشارت إلى أنه ليس بالتصويت الكثيف وحده يمكن تحقيق الديمقراطية والانتقال بمصر من الحكم العسكري إلى الحكم المدني وإنما هذا جزء من المشهد، ورأت أن المشهد سيكتمل بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات وإعلان الفائز وما يعقب ذلك من قبول بالنتائج وأيضا من تسليم نهائي للسلطة إلى المدنيين. وفي الرياض أكدت صحيفتا "المدينة" و"الشرق" السعوديتان في افتتاحيتهما اليوم أن انتخابات الرئاسة في مصر تدل على أن المسيرة الديمقراطية تمضي في اتجاهها الصحيح وأن المصريين يكتبون تاريخًا جديدًا باختيارهم الحر. وركزت صحيفة "المدينة" السعودية اليوم في مقالها الافتتاحي على الانتخابات الرئاسية في مصر مبرزة أن المشهد في جميع محافظات مصر، يشير إلى أن ثمة أمل في الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، وأن ثمة إرادة لدى جماهير الشعب المصري الشقيق في اجتياز أهم محطات المرحلة الانتقالية بعد الثورة على الإطلاق. وأوردت الصحيفة: أن أهم محطة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي بدأت أمس، هى تلك التي تعقب إعلان النتائج، فعندها فقط سوف يتبين الجميع مدى أهلية الفصائل والقوى السياسية وحتى الشارع السياسي المصري لاحترام قاعدة تداول السلطة، التي هي جوهر العملية الديموقراطية. وعبرت عن أملها في أن يجري احترام ما تفرزه صناديق الاقتراع من نتائج مهما كانت وجهة التصويت وخيارات الغالبية، طالما أن العملية الانتخابية قد جرت بأقل قدر من التجاوزات والأخطاء، وبأعلى ما يمكن تحقيقه من نزاهة وشفافية. ورأت أن مصر على مشارف تاريخ جديد يكتبه أبناؤها، بإرادتهم المحضة واختيارهم الحر، ونأمل أن تكون المرحلة المقبلة في مصر هى لإرساء أسس الاستقرار والتنمية، واستعادة الحضور المصري المطلوب والمفتقد في المنطقة سندا لأمتها وعونا لأشقائها. من جانبها اعتبرت صحيفة "الشرق" السعودية أن توجه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد يأتي تتويجا لثورة الشعب المصري التي قامت منذ أكثر من عام وشهدت العديد من الحوادث والتطورات التي كان بعضها موسفا وبعضها باعثا على الأمل بمستقبل أفضل للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن الحديث عما حدث في مصر منذ الثورة وحتى الأمس لم يعد مجديا لكن من المهم بمكان الإشارة بوضوح إلى خطورة استمرار الثوار في السعي لحل أي خلاف سياسي في البلاد على طريقتهم (اعتصام وتظاهر). وذكرت أن مصر لديها الآن مجلس شعب منتخب وتنتخب الآن رئيسها في أجواء شفافة، وهذه خطوات تقود إلى حالة واحدة في مصر وهي الحالة الديمقراطية، ولذا فالخلاف السياسي المصري مستقبلاً يجب أن يسلك قنواته الطبيعية عبر البرلمان، وفرض الرأي السياسي لن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع وتحقيق الأهداف لن يتم باعتصام أو مظاهرة بل عبر قرارات برلمانية أو رئاسية أو حكومية. وفي الكويت، تساءلت صحيفة "الرأي" هل نقترب من "مصر التي في خاطري؟" وجاء في تقرير لها "أنه سؤال فرض نفسه على المشهد السياسي العربي برمته مع بدء الانتخابات الرئاسية الحقيقية التعددية الأولى منذ آلاف السنين، في بلد هو القاطرة الفعلية للأزمنة والأمكنة، فحيثما تحضر مصر يحضر العرب، وحيثما تغب يغيبوا، ذهبت مصر إلى الحرب فذهبنا جميعا ، اعتمدت خيار استعادة الحقوق بالتفاوض فاعتمدناه - مع بعض الاستثناءات- بل ذهب كثيرون إلى أبعد مما ذهبت إليه مصر إنما في السر وليس في العلن". وقالت "إن الربيع العربي بدأ قرب مصر لكنه لم يأخذ هويته الحقيقية إلا في مصر، ولم ينتشر إلا بعد مصر، طالب المصريون بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدل والمشاركة في السلطة والثروة ، رفضوا التوريث وتكميم الأفواه والقمع وحكم الأجهزة فكانت ثورتهم رمزا للتحول العربي رغم الثمن الذي دفعوه من الأرواح والممتلكات، وكانت مصر عظيمة بهم، وحتى شهداء ثورة يناير التي فتحت الباب للعبور للجمهورية الثانية ، وعلى رغم الألم الذي يدمي جراح أهلهم وعموم المصريين، إلا أنها كانت ثورة حضارية بكل معنى الكلمة لا تقارن نهائيا بما يحصل في دول آخرى يشهد ربيعها في اليوم الواحد سقوط ضحايا يفوق عددهم عدد ضحايا الثورة المصرية على امتداد أيامها". وجاء في صحيفة "الأنباء" الكويتية "أن التاريخ سيقف طويلا أمام ظاهرة الصفوف التي امتدت لأمتار طويلة، والتي تتحدث عن نفسها وتنبىء عن أشواق نبيلة للحرية والكرامة". وأشارت إلى أنه نتيجة للاستقطاب وكثرة المرشحين من إسلاميين وليبراليين وشخصيات من النظام السابق، قد يتأجل حسم النتيجة لجولة آخرى، لافتة إلى حالة الاستمتاع التي تظهر على وجوه المصريين وهم يخوضون تجربة جديدة من عدم اليقين حتى اللحظة الأخيرة ، بعد أن عاشوا قرونا وهم يعرفونها حتى قبل البدء في الانتخابات. وفي بيروت، علقت صحيفة "المستقبل" اللبنانية على إقبال الناخبين "اصطف المصريون في طوابير أمس، تحت حماية أمنية مكثفة بانتظار لحظة الإدلاء بأصواتهم أمام السيد الجديد "صندوق الاقتراع". وذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أنه "للمرة الأولى في التاريخ يخطو المصريون خطواتهم الأولى باتجاه الديمقراطية في حفل عرس من الحرية والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر لانتخاب رئيسهم المقبل، شهدت مصر كلها يوما ديمقراطيا مشهودا، لم تنغصه سوى بعض المشاهد الفردية وكسر الصمت الانتخابي من قبل بعض المرشحين".