السلام عليكم.. أولا أحب أشكركم على الباب ده؛ لأني باستفيد كتير من كل كلمة بتتكتب فيه سواء مشكلات أي حد أو غيره. مشكلتي باختصار إن والدي كان بيشتغل في شركة وكان مدير فرعها، المهم حصلت مشكلات بينه وبين الشركة، ونتيجة ده أنه اتسجن وأنا في 2 إعدادي.
دلوقتي بابا ما زال في السجن.. بس هناك عرف واحد معاه فلوس بره تقريبا كده 12 مليون ده اللي سمعناه، ولما كنّا في إجازة نص السنة رحت مع ماما عند بابا، وبعدها بكام أسبوع لما ماما راحت لبابا قال لها إنه الشخص ده شافني وطالب إيدي.
طبعا أنا كنت فاكرة إن ده كلام تهريج مش أكتر؛ بس طلع الكلام صح، ولما ماما قالت لي أنا رفضت، وماما نفسها وأخويا كانوا رافضين، بس قالوا لي علشان أبقى عارفة، وبعدين لما ماما قالت لبابا هو كان بيتصل بيها (كان بيكلمها عن طريق الجوابات يعني) وتقريبا ماما كان ردها شديد على بابا ومن ساعتها بطل يتصل.
وزوجة عمي عرفت بالموضوع، وقالت لابنها الكبير: "هو إزاي يفكر يرمي بنته كده؟!! أومال لو ماكنتش البنت الوحيدة مع الأولاد كان عمل إيه تاني مش كفاية ضيّع نفسه وضيعهم وكمان عايز يتحكم فيهم دلوقتي"، وماما كان ردها: "طبعا ما هو سابهم صغيرين وفاكر إن كلمته هتتنفذ أول ما يقول لها، وإن هم مالهمش رأي، وإنهم لسه أطفال".
المهم ما علينا.. دلوقتي المشكلة في تلات حاجات أنا محدداهم:
أول حاجة: العريس ده واحد في السجن ومعاه فلوس بره، أنا مش ضامنة ولا أعرفه، مش يمكن يأجر عليّ حد يضرني أو أي حد مننا ولا يعمل فينا حاجة؛ خاصة إن والدي من الناس اللي بيتكلموا عمال على بطال، والله أعلم يمكن مديه عنوان بيتنا على أساس يجيلنا؛ لأنه خارج قريب تقريبا.
تاني حاجة: أنا عايزة أبعت جواب لبابا أقول له فيه إن أنا ليّ حياتي اللي عايزاها، وجوازي ده هيبقى اختياري أنا مش أنتم، وإن أنت كنت السبب إن حياتنا اتدمرت؛ لولا إن ماما قوية وعرفت تحافظ علينا.. بس أنا خايفة إن ده يكون عقوق مني ليه وربنا يحاسبني، بس أنا بجد جبت أخري، ومش ناقصة أي حاجة زي دي تيجي تلخبط لي حياتي.
تالت حاجة: نتيجة للمشكلة دي وكل المشكلات الكتير اللي شفناها أنا مش بقيت باثق في حد بسهولة، ودايما عندي شك إن اللي يحب يكلمني أو أي حاجة يبقى بيخطط لحاجة أنا مش عايزاها، وكمان دايما قلقانة بسبب ومن غير سبب.. هل أنا محتاجة إني أروح لأخصائي نفسي ولا ده شيء عادي؟؟ وآسفة على التطويل.
sweet.melody6
عزيزتي.. أشفقت لحالك بشدة، فكما تقول الحكمة "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يتضرسون"، وأنتِ عزيزتي لا ذنب لك مطلقا في كل ما حدث ويحدث.
من الواضح أن والدك ليس عنده أدنى درجة من المسئولية، فقد فعل ما فعل في بداية حياته وله أطفال صغار، لم يفكر في أنهم في يوم من الأيام سيكبرون وتكون فعلته هذه وصمة بالنسبة لهم.
ولم يكتفِ بهذا؛ بل يريد أن يجر على أولاده بعد أن كبروا وبالا آخر هم في غنى عنه، لو أراد أن يحفظهم لقطع الموضوع من أوله مع هذا السجين، والذي يعلم الله وحده بأي جريمة سجن، وبأي طريقة أتى بهذا المال الذي معه في الخارج.
وسآخذ الموضوع معك بالترتيب كما أرسلته..
أولا: أنا لا أعتقد أن والدك وصل به الجحود إلى أن يسلمكم لقمة سائغة لهذا الرجل، ولهذا أعتقد أنه من الممكن أن ترسل له والدتك رسالة، أو الأفضل أن تذهب له حتى يكون الحديث وجها لوجه، وتقول له عن مخاوفكم من هذا الرجل، وتؤكد أنه لا يقول له أي شيء عنكم.
كما أنها لا بد أن توضح له رفضك التام لهذا العريس ورفضها هي الأخرى، ويفضل لو ذهب معها عمك الذي تتحدثين عن زوجته ليشرح له الأمر، ويفهمه أن ما يفعله هذا خطأ، ويكفي أنه جنى عليكم في المرة الأولى، فلا يجني عليكم مرة ثانية.
علاوة على أنكم من المفروض أن تأخذوا حذركم مِن أن يفعل معكم هذا الرجل شيئا من تلك المخاوف التي أرسلت عنها.
ثانيا: من حقك أن ترسلي لأبيك وتقولي له ما تشائين، وتشرحي له كل ما بداخلك وليس في هذا أي شيء من العقوق، وإن كان يوجد عقوق فيكون من والدك لكم، فهو من عاقكم بعدم محافظته عليكم، حتى أودى به هذا إلى السجن، ولم يفكر في أبنائه، ويعقكم مرة أخرى بمحاولته تزويجك من رجل هو أكثر واحد يعرف عنه أنه إنسان غير سوي.
ولا تعتقدي عزيزتي أن العقوق يكون من الأبناء للآباء فقط؛ بل يوجد كثير من الآباء يعقون أبنائهم بأفعالهم الخاطئة.
أما ثالثا: فمن الممكن أن تكوني في حاجة لطبيب نفسي، إذا كانت الحالة شديدة أكثر من اللازم ولا يمكنك السيطرة عليها، في هذه الحالة لن يضرك الذهاب إلى طبيب نفسي، والعلاج هنا بسيط وليس به أي مشكلة.
أما إن كنت قوية وتستطيعين السيطرة والاستعانة بالصلاة والدعاء واللجوء إلى الله، فتأكدي أن الله قادر على أن يشفيك من كل هذه التوترات، كما أنه قادر على أن يحفظك أنت وأسرتك من كل هذه الشرور.. حفظك الله ورعاك من كل شر.
إليك هذا الدعاء الذي سوف ينزل عليك السكينة ويحفظك من كل شر فداومي عليه: "اللهم أنزل عليّ صبرا وسكينة واجعلني مطمئنة إليك وبك".