معلشي أنا هاطول عليكم متعمدة؛ لأني عايزاكم تعرفوا أساس مشكلتي؛ لأني في حالة توهان وربنا يعينكم عليّ.. ويجزيكم كل خير.. مشكلتي في البداية هي مشكلة أسرية هاحكيها بس امشوا معايا واحدة واحدة.. إحنا الحمد لله مستوانا ميسور جدا.. والدي مهندس بحري من يوم ما اتولدت وهو بيسافر وييجي ويسافر وييجي يا دوب بييجي زيارات خفيفة. ماما مدرسة توقفت عن العمل لما المسئولية زادت عليها ومن كتر سفريات بابا من وأنا في تالتة ابتدائي. صارعت كتير مع بابا عشان تخليه يجيب المتطلبات العادية لأي أسرة.. حتى الراديو ماكانش في بيتنا.. ما هو كان بيجيب كل حاجة بطلوع الروح. طبعا ده كل تركيزها.. فرحت أنا في الرجلين. تقريبا عمرها في حياتي ما حضنتني زي أي أم غير حوالي بالكتير نقول 6 مرات، لكن لما بنتكلم بيكون في الضروريات إما في جوازة لي، أو تشتكي لي من بابا، فضفضة يعني، وأنا ضغطي يعلى؛ لأني مش ناقصة كلام على بابا، كفاية اللي باشوفه منه، أو بيكون الكلام طلبات مني. بس كده.. أخويا الكبير بقى. كان بيهرب من الجو ده كله بإنه أدمن القراءة. كل ما تتوقعوا من كتب يشتريها ويقرا. ومرة وهو صغير حوّش فلوس العيد وجاب بيها كتب. ولما رجع البيت بابا بيسأله فين فلوسك. قال له جبت بيها كلها كتب.. وكانت النتيجة إنه اتكتف واتهرى ضرب عشان صرف فلوسه وكان يوم. بدل ما يفرح بيه إنه يصرفها في المفيد. هو حاليا متخرج من كلية هندسة وبيعمل في مكان مرموق، بس عيبه إنه بقى مسرف جدااااااااا وبيسلك طريقه بحيث دايما يكون عكس اتجاه بابا. حتى لو بابا كان صح في مرة يغير طريقه ويعمل هو الغلط. المهم ما يحسش إنه فيه شبه من بابا. ماما كانت بتحاول تعوضه عن بعد بابا عنه في كل حاجة. تقول الولد فيه سن بيحتاج فيه باباه وبما إن بابا مش مهتم أو مسافر فكانت دايما بتركز معاه وبتعوضه.. يمكن دي أحد الأسباب اللي خلتها تنساني. أخويا الصغير كارثة بجد. هو شبه بابا في كل حاجة حتى الشكل والطباع. بيجري للمشاكل دايما وبيكره بابا؛ لأنه حاسس إنه شبهه في الشكل وهو مش عايز يبقى شبهه في حاجة. وسبب اضطرابه ده على طول يتخانق حتى مع "دبان وشه". أنا على طول متجنباه عشان ما يعملش معايا خناقة. هو حاليا لسه هيدخل كلية وبعد وعود بابا له إنه هيدخله أكاديمي هندسة من زمان. أنا البنت والوسطانية. حاليا عندي 23 سنة متخرجة من كلية تربية فنية، كنت متفوقة في الكلية والدكاترة كانوا بيحبوني لدرجة إنهم كانوا بيقولوا لي يا أستاذة من وأنا طالبة.. اتعينت معيدة انتداب لفترة وقلت أكمّل ماجستير. ولما كملت جه عميد الكلية وقرر إن اللي بيعمل دراسات عليا من المنتدبين الجدد يتلغي انتدابهم، ويعينوا الطلبة اللي بعدينا في الترتيب. سلمت أمري لله وقلت ده قدر مع بعض المحاولات عن إقناع العميد إن التدريس للطلبة في الكلية هيكون في صالحنا في الرسالة مش ضدنا؛ لأني هاجرب موضوع رسالتي مع الطلبة بالاتفاق مع الدكتورة. لكن العميد رفض. يعني سعيت وربنا مش كاتبها لي ممكن لأنها مش خير ليّ. هوايتي إن غرفتي تحتضنني والبعد عن كل مشاكل البيت وأبدأ أرسم أو أرقص أو أقرأ قرآن أو ألعب جيمز على الكمبيوتر اللي جالي بعد إلحاح من صاحب بابا لبابا؛ لأنه بيحبني. مش باخرج كتير عشان ما أطلبش فلوس من بابا، والبعد عن المشاكل غنيمة.. مشكلتي بقى الحالية الآتي: أنا من فترة ما بعد الثانوي بقيت بحلم أحلام وكوابيس غريبة متعلقة بالشقة اللي إحنا عايشين فيها دي على فكرة غير بيت العيلة اللي كنت حكيت لكم عليه. الشقة دي جت بعد صراع مرير مع بابا وعندنا شقتين تانيين كمان لإخواتي لما يتجوزوا وبرضه جبناهم بعد طول خلافات وترك البيت لكل من ماما وبابا، ووقوف العيلة وتدخلها ونتوسط لصحاب بابا ومواويل. ونقعد نقنعه إن الفلوس اتصرفت بس مش ضاعت هي بس اتحولت لحيطان وشقق، ولو اتباعت بتجيب فلوس وسعرها بيزيد يعني الفلوس مش اترمت في الهوا.. لأن بابا مؤمن بأن الادخار هو فلوس وبس، مش شقق أو سلع أخرى. عشان كده ما بيشتريش حاجة إلا بعد إقناع ممكن يطول لسنين.. أرجع معاكم لموضوع الأحلام والكوابيس دي. فيه منها بيكون هبل وباعرف، ومنها بيكون فيها رسالة لي وبيتحقق. أنا مش باقول كده عشان أعمل نفسي "أم الفراكيك". بس أنا من خوفي ورعبي قلت لكم. مش هاتكلم في كل الأحلام دي ممكن أركز معاكم في اتنين وهما المهمين: أول حلم هو كان متعلق بمعرفتي بشخص حبني جدا وكان في طريقه إنه يتقدم لي. المهم في اليوم اللي كان جاي فيه. حلمت إن حد بيخقني على إنه جن مرتبط بالشقة دي ورافض إني أرتبط وقال لي إحنا هنخليه يعمل حادثة ولو إنتِ مصرة بموافقتك عليه هنضيعه. المهم وأنا في الحلم ده قريت آية الكرسي لحد لما إيده اللي كانت بتخنقني راحت من على رقبتي. قمت من السرير مش حاطة اعتبار للي حصل وحاولت أتجاهله. بعدها لقيت الشخص اللي كان هيتقدم لي ده فعلا اختفى لمدة 3 شهور ومع الإلحاح في محاولة للاطمئنان عليه عرفت إنه فعلا عمل حادثة بشعة وبيتعالج من آثارها واكتشف معاها مرض خبيث وكمان بيتعالج منه. بعدها أنا قررت من جوايا إني خلاص مش هارتبط بيه لو موضوع ارتباطه بيّ فعلا هو السبب. بس من غير ما أقول له وإني أفضل أطمن عليه من وقت للتاني. وفعلا خفّ من آثار الحادث تماما. أما بالنسبة لموضوع المرض الخبيث فالدكاترة بيطمنوه إنه على وشك الشفاء منه.. الحلم التاني حلمت إن فيه عريس بيتقدم لي، واليوم اللي هييجي فيه عشان يعلن ارتباطه بي، البيت هيتكركب ومش هنعرف نروّق البيت وكل ما هنعمل حاجة المكان يرجع وحش، مع إن بيتنا في الحقيقة منظم. المهم حكيت الحلم ده لماما وقلت لها تفسيره وإحساسي. ماما قالت لي بطلي هبل ده نوم الظهر أحلامه مش بتتحقق. قلت لها أنا حاسة والموضوع متعلق بالشقة دي وأخدتها عبرة من اللي حصل في الحلم اللي فات اللي حكيت لكم عليه. في نفس اليوم بعد أذان العشا جه تليفون لبابا إن فيه شخص عايز يتقدم لي. أنا لما حسيت إن أول جزء من الحلم اتحقق انهرت من الرعب وحسيت بمصيبة. وقلت لماما انسى الموضوع ده. قالت لي طيب نشوفه وممكن تكون مسألة حلمك ده صدفة. مشيت مع ماما للآخر وكانت النتيجة إن العريس ده شافني مرة خارج البيت فطلب يشوفني تاني مرة في البيت. وزي ما أراد حصل واللي رعبني إن وإحنا قاعدين قال لنا بيتكم غريب أوي، ده اللي يعيش فيه يتأمل بس، ومستحيل يعرف ينام. وكأنه مندهش مش عارفة أميز اندهاشه جه نابع من إعجاب ولا استغراب.. المهم اليوم ده ما كانش عايز يروح لدرجة صاحبه اللي كان معاه، واللي يبقى قريب بابا قعد يزقه عشان يروحوا وبعد ما روح بساعتين يعني وإحنا في نص الليل جالنا تليفون إن المرة الجاية هتكون قراية فاتحة، وإن الشخص ده لقى قبول وأعطانا فرصة نسأل عنه. بعدها اختفى لمدة أسبوع وفي آخر الأسبوع جالنا تليفون إن الموضوع فركش لمشاكل عنده وظروف ما يقدرش يبوح بيها، وإنه في ورطة. إيه هي أنا نفسي مش عارفة.. قلت لماما شفتي الموضوع مش حلم وبس. وإن فيه حاجة في البيت ده وطلبت منها ومن بابا إننا ننقل لشقة من شققنا التانية وخصوصا إنها مش هتكلفهم حاجة لأن الشقق التانية متشطبة تماما، يا دوب على نقل الأثاث بس. وبما إني عارفة بابا هيفكر في فلوس النقل وأقل التكاليف. قلت لبابا خلاص ادفع دلوقتي ولما ننقل الشقة دي هتفضى، ابقى أجّرها قانون جديد وهتجيب فلوس كويسة لأنها في مكان كويس. بعد وعود بابا ليّ إن النقل هيكون خلال أسبوع. عدا الأسبوع وعدا الشهر وعدا الشهرين وكل ما أفاتحه يعمل نفسه متعصب عشان أخاف وما أطلبش منه حاجة.. مش هاقول لكم غير كلمة. عارفين لما تبقوا حاسين إن بيتكم كأنه بيت رعب ويا أما إنتم بقيتم من المجانين أو هتبقوا منهم. أنا بجد على طول في كوابيس وأحلام كده وجن وقرف. اتخنقت بجد.. وكلهم مرتبطين بالبيت، وأنا أعصابي باظت وأكيد مش باحكي لحد؛ لأني لو حكيت لصاحبة من صحابي، تاني يوم هتخاف مني وهتستقيل من الصحوبية دي.. اللي حصل لي النهارده إني شفت كابوس تاني فصحيت نفسيتي بايظة، وقلت لبابا وطبعا وهو متظاهر بالعصبية أننا لازم نعزّل وإنه وعدني والمفروض ما يرجعش في وعده، وأني بجد أعصابي باظت.. والله العظيم مشى وسابني ولا كأني باتكلم، وماما المفروض كانت هي كمان من رأيي لأنها محتاجة تغير الشقة وتعمل عمرة هنا.. أنا الضغط على أعصابي بيزيد يوم بعد يوم لدرجة إني فكرت في حلين إما أنتحر وربنا هيسامحني؛ لأن نيتي سليمة. أني هاوفر لبابا مصاريف فرد في البيت وهاوفر عتابي لماما جوه نفسي إن عمري ما حسيت بأمومتها لي، ولا حتى بحبها، وهادي لبابا وماما فرصة أكبر للاهتمام بإخواتي. فإن شاء الله ربنا هيسامحني. والحل التاني إني أهرب من هنا ومن البيت اللي هاتجنن على إيده وأبعد في أي مكان وهاخلي بالي على نفسي وهاحاول أنجح في حياتي واشتغل وربنا يعيني على الخير ولو حسيت إني مش هاقدر هانتحر وربنا هيكون عالم إني حاولت أسعى في الدنيا وما قدرتش.. أنا بجد تعبانة أوي كل يوم حاسة أني باتدمر وخايفة أتجنن. أنا عايزة أموت بكرامتي أحسن ما أتبهدل وأتجنن وساعتها أهلي هيتمنوا موتي عشان ما يتعبوش فيّ.. s. تحدثت عن الكثير والكثير لكن دعينا نتكلم فقط عن الشقة ونفسك اللي قفلت منها وعن كوابيسك وعن رغبتك في الهروب بالانتحار أو الهروب من البيت والسعي اللي لو مانفعش يبقى ننتحر وربنا هيسامحنا عشان سعينا والسعي ماجابش نتيجة؟؟!!أولاً دعينا نتفق أن الأحلام لا تنبئ عن الغيب حتى لو صادف أن تحقق جزء منها؛ فالغيب لا يعلمه إلا الله وما يحدث في حياتنا من تحقيق لبعض الأحلام هو من قبيل الصدفة. يا عزيزتي.. الأحلام هي فرصة للعقل الباطن أن يبوح ببعض مكنونه من كثرة امتلائه بما نلقي فيه من أشياء نكرهها ولا نود أن نعرفها أو نراها عن أنفسنا وعن الآخرين وكلما امتلأ أصبح كالبركان قد لا ينفجر لكن يلقي من وقت لآخر بكوابيس تكدر صفو حياتنا.. والأحلام تمتلئ بالرموز؛ لأننا حتى وإن كنا نياما لا نريد أن نرى ولا نعرف ما بداخلنا لأنه يؤلمنا.. وتعاليْ معي في محاولة لفك بعض من هذه الرموز.. من هو الجن الذي ترينه ويرعبك؟ لماذا لا يكون والدك؟ وما الذي وضعه على رقبتك ليخنقك.. في الغالب هو بخله وتقتيره أما عن الأحلام المرتبطة بالزواج فبها إشارة إلى عزوفك أنت أصلاً عن الزواج ورغبة خفية في عدم إتمامه، ربما لأنك لا تشعرين بالتهيئة النفسية الكافية في تلك البيئة الأسرية "الملخبطة" وفقدان الحب والحنان في الطفولة من أكثر الأشياء التي تفقد الإنسان ثقته بنفسه وترعبه من فكرة الارتباط والزواج؛ لأنه لا يثق في نفسه ولا يثق في الآخر أيضاً.. إن الحادث الذي رأيته للعريس الأول هو رمز لرغبتك أنت شخصياً في الخلاص منه وما حدث كان صدفة كما اتفقنا ولو لم يحدث لحلمت له حلماً آخر سعيت أنت لتحقيقه من أجل الخلاص منه أما مع العريس الثاني فالبيت المكركب هو رمز للتوتر الأسري فالكركبة هنا كركبة في العلاقات والتواصل بين أفراد هذه الأسرة التي تشعرين في عقلك الباطن أن هذا التوتر سيقف حتماً عقبة في إتمام أي مشروع زواج فكيف لهذا الأب البخيل أن يتمم زواج ابنته وهل سيتحمل أي نفقات؟ أما عن ذهاب العريس وعدم عودته فهذا أمر وارد الحدوث مع آخرين وأنت من ربطتِ بينه وبين الشقة.. عزيزتي إن مخاوفك الحقيقية تنبع من عقلك الباطن المملوء بصور كريهة مرعبة لوالدك وصور باهتة لوالدتك التي افتقدت حنانها.. أرى أن تقفي مع نفسك بصدق لرؤية مشاكلك وعدم الهروب منها لعالم الجن والسحر خلينا في اللي نعرفه ولا داعي للبعد عن أرض الواقع؛ لأن البعد عن أرض الواقع أول علامات الاضطراب النفسي. أكملي ما أنت فيه من عملك ودراستك وكثفي مجهودك في فنك وإبداعك واستثمري ما لديك من طاقات فلا تهدري نعمة الله عليك واعتبري ما أنت فيه ابتلاء وادعي الله.
