كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم -مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية- عن أن الإدارة الأمريكية أقامت غرفة عمليات لمراقبة مصر إبان ثورة 25 يناير تحت إشراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه. وأكّد إبراهيم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تضع قناة السويس وأمن إسرائيل نصب عينيها طوال فترة الثورة؛ خشية التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة. وقال إبراهيم: "البيت الأبيض استدعاني يوم 25 يناير؛ وذلك لطلب المشورة حول الحراك الذي حدث في هذا اليوم؛ فأخبرتهم أن هذا الحراك هو بداية لثورة شعبية، ولكنهم لم يروها كذلك". وأضاف: "الإدارة الأمريكية في بداية الثورة اتخذت اتجاه تأييد مبارك"، وأشار إلى أن الأمريكان وجّهوا 3 نصائح لمبارك، كان أوّلها: أنه يجب عليه تلبية مطالب الثوار، وعلّق على ذلك: "كنت أعرف أن مبارك لن يسمع تلك النصيحة لأن الشعب يُطالبه بتلك المطالب منذ سنين، ولم يستجِب، ودائما ما كان يحنث بوعده". وعن النصيحة الأمريكية الثانية قال: "عندما رفض مبارك تلبية طلبات الثوار بدأت مرحلة الضغط عليه ليتنازل عن بعض صلاحياته كأن يعيّن نائبا له مثلا"، أما الثالثة فكانت من رئيس الأركان الأمريكي لنظيره المصري وهي: "عدم إطلاق النار على المتظاهرين". وعلّق رئيس مركز ابن خلدون -خلال حوار له ببرنامج "مصر تقرّر" على قناة الحياة 2- على تلك النصائح: "مبارك لم يستمع لأي نصيحة؛ فتخلّى عنه الأمريكان". وعن اتصال الإدارة الأمريكية بالإخوان أثناء الثورة؛ أكّد إبراهيم: "لا أعلم إذا كان الأمريكان اتصلوا بهم أم لا، لكن لو اتصلوا عليهم فلن يعرف أحد". وانتقل إبراهيم في سياقه إلى موقف الدول النفطية من نظام مبارك، وقال: "دول الخليج النفطية عَرَضت على مبارك المزيد من الأموال للخروج من أزمة الثورة". واعتبر أن محاكمة مبارك عبرة لكل حُكّام الدولة العربية، ولفت النظر إلى أن أبرز المتنافسين في الانتخابات الرئاسية؛ هم عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح والمستشار هشام البسطويسي، مؤكّدا أن الأخير يحظى باحترام القوى الليبرالية في مصر. وطالب إبراهيم في ختام حديثه بأن يكون رئيس مصر القادم "مدنيا"، وألا تكون له خلفية عسكرية، مطالبا بأن يكون وزير الدفاع بدوره "مدنيا".