رغم أننا نضع أيدينا على قلوبنا رعباً على بلدنا الغالية مما نخاف أن يحدث في 25 يناير المقبل، فإن هذا لا يشغل فئة من مشجعي كرة القدم الذين يطلقون على أنفسهم ألتراس، وللدقة ليس كل الألتراس، حيث ركن هؤلاء كل شيء بما فيه عقولهم وروح المجموعة وما تغرسه الرياضة في النفوس من روح رياضية، وانشغلوا بالتفاهات من السباب والتنابذ بالألقاب والضرب والشغب من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر، للتهديد بضرب مشجعي الفرق الأخرى والتخطيط للغزوات ونصب الفخاخ، مستخدمين كل أنواع الأسلحة البيضاء بل والنارية والكاوية والمحطمة والمكهربة وغيرها. بالطبع تابعتم معركة الشوارع التي حدثت بين جماهير المصري والاتحاد السكندري وكذلك جماهير المحلة بمحاولاتهم غزو مدرجات الأهلي، وما حدث أخيراً في مباراة المصري والداخلية من شغب. ومن معلوماتنا فإن القادم أسوأ مع الأسف، خاصة مع قيام القنوات الفضائية بإشعال الفتن وبث التعصب، إلى جانب إجادتها التخريب وتنمية الكراهية بين الجماهير. الغريب أن أحد مذيعي البرامج الرياضية الشهيرة قام بإفساح المساحات وإعطاء الميكروفون لبعض المتعصبين صغار السن، وفرد لهم مساحات من الحديث والتفاخر كيف أنهم لقنوا الجمهور الفلاني درساً قاسياً وأنهم ضربوهم علقة سخنة وأنهم لن يفرطوا في تاريخهم ولن يسكتوا على شخص يخطئ في حق ناديهم. مع الأسف لو سألت هؤلاء المشجعين المتعصبين لماذا تفعلون هذا مما يخرب الاقتصاد ويرفع احتمالات إيقاف الدوري بل إلغائه؟ ستجدهم لا يكترثون لذلك على قدر اهتمامهم بشن حملات ضد بعضهم البعض. الكارثة هي كم ستبلغ خسائر الحرب بين أبناء الوطن الواحد من مشجعي هذا النادي أو ذاك، وكيف أنهم يقسون على بعضهم، هل يمكن لأهل الوطن الواحد أن يضربوا في بعض لأتفه الأسباب، ولا بد ألا تكون البداية من مدرجات الملاعب. هل يتسبب الألتراس في إحداث فتنة بين المصريين؟