فتح أعضاء لجنة الشباب بمجلس الشورى خلال مناقشة ظاهرة العنف والتطرف في المجال الرياضي أمس، برئاسة الدكتور نبيه العلقامي النار على الفضائيات التي اتهموها ببث منشورات تحريضية يوميا لإثارة الخلافات والصراعات. واعتبر النائب اللواء علي سامح أن ظاهرة "الألتراس" والعنف الجماهيري داخل الأندية يرجع إلى خلل المنظومة الرياضية في مصر، فضلا عن وجود اتحاد كرة قدم ضعيف تحاصره الصراعات وتراعى قراراته الأشخاص، محملا إياه المسئولية عن تفشي ظاهرة العنف في الرياضة، بينما حمل الأندية ظاهرة العنف بين المدرجات نتيجة محاباة اللاعبين وانشقاقات مجالس الإدارات. ورأى أعضاء اللجنة أن مجموعة "الألتراس" هي صناعة مجالس الإدارات واللاعبين لاستخدامهم "عند اللزوم" عند وقوع الأزمات، سواء كانت تلك الأزمات في مواجهة مجالس الإدارات أو اللاعبين عند ركنهم على الدكة أو الاستغناء عنهم. وحذروا من خطورة عدم تطبيق القانون على المشاغبين داخل المدرجات الملاعب، وقالوا: للأسف القانون في إجازة أمام أعمال العنف في الملاعب ولابد أن يطبق على هؤلاء المشاغبين بكل الشدة وحزم دون أي تدخل من مجالس إدارات الأندية. من جانبه، وصف هادي فهمي رئيس اتحاد كرة اليد الإعلام اليومي ب "غير المسئول"، وتابع: للأسف أن الإعلام غير المسئول يبث نشرات تحريضية شبه يومية"، وقال إن هذا الإعلام "يلعب بالنار ولابد من وقفة جادة مع هذا الإعلام الذي يعلم بمشاكل وهموم المجتمع والبطالة بين الشباب". وأضاف بحدة: لابد أن يعلم كل واحد حدوده فين، وقال "المسألة لم تعد تحتاج إلى دفن رءوسنا في الرمال"، مقترحا إنشاء محكمة رياضية لتتولى مسئولية ومهام كل ما تشهده الساحة الرياضية. بدوره، طالب المستشار جلال إبراهيم الرئيس المؤقت لنادي الزمالك بضرورة قيام عدد من أساتذة الاجتماع بدراسة قضية العنف داخل الملاعب لوضع النقاط على الحروف، وحذر من عدم السيطرة على العنف في الملاعب المصرية، لافتا إلى ضرورة خلق روح من التفاهم مع جماهير الألتراس والذين وصفهم بأنهم من المثقفين. وطالب بإعداد مشروع قانون جديد للرياضة بتعلق بكيفية التعامل وحل النزاعات التي تحدث بين الأندية واللاعبين، وشدد على ضرورة تطبيق الجزاءات على المشجعين الذين يثيرون الشغب سواء كانوا مصريين أو أجانب. وقال: "ساعات الواحد بيطلع من بيته وهو خايف من بطش الجماهير به، لأنه ببساطة رئيس للنادي" واستدرك: أنا كنت قاعد عمال أقرأ في آيات قرآنية وحاطط أيدي على قلبي وبأقول في ماتش الزمالك الأخير مع المقاصة يارب الماتش يعدي على خير"، في إشارة إلى المباراة التي حول فيها الزمالك تأخره بهدفين إلى الفوز 4-3 على فريق المقاصة الوافد إلى الدوري الممتاز هذا الموسم. من ناحيته، حذر محرم الراغب المدير التنفيذي للنادي الأهلي من خطورة البطش بجماهير "الألتراس"، وأكد أن هذه الجماهير تضم مجموعة الشباب صغير السن ممن لا تتعدى أعمارهم 20 عاما ومن السهل السيطرة عليهم بدلا من إطلاقهم للشارع. واقترح إنشاء لجنة مصغرة تتشكل من لجنة الشباب بمجلس الشورى والقيادات بالأندية للاستماع لجماهير الألتراس بهدف احتوائهم، معتبرا أن غياب الرياضة داخل المدارس إحدى الكوارث. وانتقد تعامل وسائل الإعلام مع الأحداث التي شهدتها مباراة كرة اليد الأخيرة بين الأهلي والزمالك لافتا إلى أن ناديه سمح بالدخول جماهير الزمالك مجانا إلا أن صالة الألعاب لم تستوعب أكثر من 3 ألاف متفرج. أما كامل أبو علي رئيس النادي المصري فحمل بعض البرامج الرياضية المسئولية في إثارة جماهير الأندية تجاه بعضهم البعض، وقال "هذه البرامج تطرح كلام فاضي للنقاش وتبعد عن مشاكل الرياضة الحقيقية". ووافقه الرأي الناقد الرياضي حسن المستكاوي، مؤكدا أن الإعلام الرياضي أمامه خياران لا ثالث لهما، إما أن يناقش مشاكل الرياضة بموضوعية شديدة، أو التعليق على مجرى المباريات. لكنه رأى أن الخيار الأول من الصعب تنفيذه، لأنه يحتاج إلى إمكانيات غير متوافرة لبعض المحطات، وقال "عشان كده بنشوف برامج رياضية كل مهمتها هي إثارة الفتن بين شخصيات رياضية وتعتمد على توجيه السباب لهم". وأشار إلى تغير مفهوم الألتراس في مصر من جماعات تهدف إلى التشجيع من خلال ترديد بعض الأغاني لمؤازرة الفرق إلى جماعات كل مهمتها الآن توجيه الشغب، وقال: الألتراس ليست ظاهرة عدوانية لكنها تستحق إلى المناقشة، مشيرا إلى أن شعبية كرة القدم في العالم ولدت مع حركات التشجيع للعبة. من جهتها، طالبت الدكتورة نجوى الفوال الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بضرورة فرض هيبة الدولة تجاه كل من يحاول سواء من الجماهير المصرية أو الأجنبية إتلاف ممتلكات الدولة. في حين أكد المستشار رجاء العربي رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشورى أن أعمال الشغب والعنف تحولت إلى ظاهرة خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى ضرورة سن تشريع يتعامل مع شغب الملاعب، شريطة أن يتم تطبيقه على المصريين والأجانب، أو تشديد العقوبات الخاصة بإتلاف المال العام والممتلكات أو الإصابات في الملاعب. وقال العربي: لا توجد دولة في العالم لا تحاسب جماهير دولة أخرى بحجة العلاقات أو الانتماء، مشيرا إلى ما حدث في الجماهير الإنجليزية في أكثر دولة أروبية حيث تم منعهم من الدخول بسبب تكرار أحداث الشغب من جانبهم. وأكد الدكتور نبيه العلقامي رئيس لجنة الشباب والرياضة أن اللجنة ستولى اهتماما بمواصلة فتح هذا الملف بناء على توجيهات صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، مشددا على ضرورة بحث كل ما يتعلق بظاهرة العنف والشغب داخل الملاعب.