أرجوكم ساعدوني.. أنا خايفة أكون ظلمت وأتظلم.. قصتي إنه كان فيه واحد حبني لمدة خمس سنين، في أول سنة إديت له فرصة ورفضته، قلت هاعمل له إيه؟ على فكرة هو لسه بيدرس، بينزل بقاله سنتين في الدراسة، هو أصغر مني بسنتين.. وأنا باشتغل حكومة واتثبت قريب.. قبل كده هو كان بيكره شغلي، عايزني ماكلمش حد في الشغل، لو حد صبّح عليّ أرد عليه دون ذكر اسمه؛ يعني أقول: "صباح النور"؛ بس كان بيكلمني أثناء الشغل؛ لأني في البيت ماباعرفش أكلمه؛ فيزعق ويقول لي: تسيبي أي حاجة وتفضي لي، وقت ما أعوزك ألاقيكي، ماليش دعوة، مش عارف أتلمّ عليكِ.. وبيقول لي: شغلك مش أهم مني. هو اتقدم لي مرتين وبابا رفضه.. عمل معاه المستحيل، وبعَت له طوب الأرض وبابا رفضه؛ بسبب إنه بيدرس، وكمان من بلد غير بلدي، وبابا قال: مانعرفش حاجة عنه. الأيام دي هو ضغط عليّ عشان أسيب الشغل، أنا مستخسرة أسيبه لأني اتثبت وقلت له: لما بابا يوافق هاسيبه بيني وبينك بعيد عن بابا، قال لي: خلي بابا قدام الأمر الواقع، ارفضي التثبيت.. مارضيتش. قلته ماقدرش أسيب شغلي، هاكلمك عادي، ولما يكون عندي شغل هاقولك عندي شغل وهاستأذن، قال: لا لما أنا أقرر.. قلت له: لأ، قال لي: كل واحد في طريق. خايفة أكون ظلمته برغم إنه بيحبني بجنون وبيعيط عليّ لما أكلمه؛ بس مشكلته إنه غيور وعصبي؛ سبّ دين أحيانا، ولما يزعل مني بيشرب كل حاجة.. أعمل إيه؟ ساعدوني. u_are_my_best_friend عزيزتي، هل أنتِ واثقة أنكِ تتحدثين عن علاقة شاب بمحبوبته، أم سيد بجاريته؟! إنك تصفين لي كل ما يمكن أن يُنفّر الفتاة من الشاب، بذاءة لسان واعتداء على حرمة الدين، وتسلط عاتٍ، وأنانية مفرطة؛ فضلا عن إدمانه "كل شيء". بحق الله، أين تعرّفتِ على مثل هذا الشخص المختلّ المنحرف؟ ما الذي جمع مثله بفتاة محترمة مثلك؟ أرجوكِ لا تقولي لي "ده طيب"؛ فأكثر ما يمكن أن يغيظ المرء أن يقال له: "فلان به من العيوب كذا وكذا"، ويتم سرد قائمة مرعبة من المصائب ب"فلان"، ثم يختم المتحدث حديثه ب"بس والله طيب"!! يا سلام! كل شخص على وجه الأرض تأتيه لحظات يكون فيها طيبا وحنونا ورقيقا؛ لكن هذا لا يعني أن هذه طبيعته الأساسية؛ فبحق الله كفى سذاجة في الحكم على بعض الناس من دموعهم؛ بينما هم مصائب تمشي على الأرض. يسبّ لكِ الدين! هذا وأنتما على البر.. ماذا بعد الخطبة؟ ربما يتطور الأمر للكمة أو اثنتين من حين لآخر على سبيل "دبح القطة"، أما ما بعد الزواج فهو الحفل الكبير، يمكنني تخيّل حلبة المصارعة الحُرة في "عش الزوجية"، والتي لن ينقصها حينئذ سوى تعليق الكابتن ممدوح فرج! طبعا من نافلة القول أني مع -كل ما سبق يعني- ببساطة أنصحك بقطع علاقتك تماما بهذا المسخ؛ فإصرارك على الاستمرار معه يعني أن "القائمة" يجب أن تتضمن دولاب إسعافات أولية؛ فضلا عن احتمالية كبيرة لإضافة بَند "عيش وحلاوة" في مصروف البيت في حالة تورطه في مشاجرة عاتية، أو قيامه بمصيبة ما أثناء تعاطيه "كل شيء"؛ هذا إن لم يكن تعاطي ال"كل شيء" في حد ذاته تهمته! عزيزتي.. عفوا للذاعة كلماتي؛ فأنا لا أسخر منكِ ولا أقصد مضايقتك؛ ولكني أحاول أن أخفف وطأة عبارة قاسية يمكنها أن تلخص كل ما سبق بشكل مباشر حاد: "الارتباط بالراجل ده هيوديكي في داهية ويضيع مستقبلك ويدمر حياتك!". ثمة حديث نبوي شريف عن حامل المِسك ونافخ الكير؛ الأول يُمتع مَن حوله بريح المِسك، وأما الثاني فيؤذي مَن حوله بخبث ريح الكير.. وإن كنّا قد نُهينا عن الاقتراب -مجرد الاقتراب- من حامل الكير؛ فهذا يعني من باب أولى ألا نتزوجه. ثم إن الزواج عبارة عن مودة ورحمة وأُلفة واطمئنان؛ فأين يقع فتاكِ في هذه الصفات؟ أعلم أنكِ تحبينه، وتترجمين فظاظته الشنيعة بحبه لكِ؛ ولكن هذا ليس حبا يا عزيزتي، هذا حب تملك، وإياكِ أن تهيني نفسكِ فتسلّميها لمن لا يرى فيكِ سوى جارية تُهرع إليه خاضعة كلما ناداها، ثم إنه إذا كان الله تعالى قد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وهو النبي الكريم وخير خلق الله عز وجل والمعروف بالصدق والأمانة؛ فما بالك بفظاظة شخص سيئ الخُلُق، مدمن للمحرمات، مستهين بمشاعر غيره، أناني مسيطر؟ أعلم كذلك أنكِ تأملين في إصلاح حاله؛ ولكن هذا يا عزيزتي أمر عسير مع ما به من عيوب.. لا أقول إنه بعيد على الله؛ فهو عز وجل الهادي لكل عاصٍ؛ ولكن حتى يتحقق ذلك، ما الذي يرميكِ على "الغُلب"؟ الخلاصة، أنتِ فتاة ناجحة في عملك، ومحترمة، ومن أسرة طيبة؛ فحرام عليكِ أن تدفني نفسكِ مع هذا الشخص المعتل المنحرف، والله تعالى سيسألكِ عمّا فعلتِ بنفسك؛ فماذا ستقولين له؟ أعلم أن الأمر مؤلم وقاسٍ عليكِ، وأنكِ تضعفين أمام دموعه وحزنه؛ ولكن لا تدفعي عمرك ثمنا لدموع لا تتبعها توبة ولا يتبعها صلاح حال. فكّري في كلامي هذا، وليهدكِ الله تعالى لما فيه الخير.. تحياتي.