السلام عليكم أنا محتارة في قرار.. أنا مخطوبة وخطيبي مش عاوز يعمل فرح، بيقول نسافر أحسن بدل ما نعمل فرح، ونعمل شهر عسل حلو، وتلبسي فستان وتتصوري وكده، فأنا نفسي أعمل فرح وألبس فستان وأفرح.. نفسي في اليوم ده، وهو قال لي فكري وكده بس أنا هابقى متضايق ومزاجي وحش.. طب ما هو ييجي على نفسه علشاني؛ علشان أنا نفسي أعمل فرح، اشمعنى أنا أتنازل وهو لا؟ بس أنا أهم حاجة عندي إنه يكون مبسوط، ومش عاوزة أزعّله ممكن الردّ بسرعة لو سمحتم شكرا. Eng.metooo صديقتي العزيزة.. دائما ما يكون الحوار ومحاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر هو السبيل للنظر إلى الموضوع من زاوية أفضل، وذلك بأن التفكير من وجهة نظر الآخرين أيضا يكون تجربة مفيدة لنا، وربما كانت أفضل وأقرب لنا من وجهة نظرنا نحن. لذا عليك الالتزام بالهدوء التام وعدم التوتر الذي يصحب هذه الفترة، وتناقشي بهدوء مع خطيبك، دون الشعور بأنه متحكم بك أو يريد فعل شيء رغما عنك، أو القيام بالتنازلات، وكلها أمور تزيد من غضبك وتشعل شيطان المشاكل، عليك أن تعلمي يا عزيزتي أن تصلي لما تريدين أو تقنعي الطرف الآخر بعدم فرض الرأي، وإنما بإرضائك له الذي يدفعه لكي يرضيك أنت، وإن كان الطرف الآخر يحب أن يفرض رأيه فأشعريه بأنه يملك زمام الأمور، وأشعريه بأنك تستوعبين كلامه وتفهمين وجهة نظره ومقتنعة أنه على صواب، فيستريح ثم ناقشيه في وجهة نظرك أنت بهدوء وحكمة فتسيطرين على الموقف بذكائك، وتأسريه بذوقك ومراعاتك لتنفيذ رغباته. من رسالتك يتضح أنك محتارة في القرار، إذن يمكنك الاقتناع بوجهة نظره، لكن الحائل ربما يكون في أنك تريدين في قرارة نفسك أن ينفّذ ويتنازل لأجلك، وكأنها مباراة للخسارة والربح، ولكنها يا عزيزتي حياة مشتركة، وما يتضح في رسالتك أن خطيبك يحبك، ويريد أن يسعدك فيحقق لك أن ترتدي فستان الفرح وتلتقطي صورا تذكّرك بهذه المناسبة السعيدة، وبالفرحة الحقيقية التي تأتي من داخلك بسعادتك في الارتباط بإنسان تحبينه ويحبّك وتتطلعين إلى حياة سعيدة معه، فإذا كنت قد حققت السعادة معه فسيغنيك على أن تحققيها مع الناس؛ لأن السعادة سوف تكون بداخلك وأنت زوجة وترتدين فستانك معه وتكتفين به عن العالم. وما نراه اليوم من أفراح قد لا تكون أفراحا كما تتخيلينها؛ وذلك لأنها خرجت عن مفهوم الفرحة إلى مفاهيم أخرى؛ منها التفاخر أو أفعال كلها لا يرضى عنها الله، ولا ينبغي أن تكون في ليلة يسمّونها في ديننا "ليلة البناء"، التي بدلا من أن تكون بداية خير وليلة يتم فيها بناء الحياة بشكل سليم فتكون ليلة يتراقص فيها الناس باختلاط، وبشكل قد يجبر البعض على أن يخالف بعض مبادئه أو تشبثه برضا الله، ومع الأسف فإنها تكون ليلة يكون فيها أصحاب الفرح هم أحوج الناس لرضا الله حتى يسعدوا بقية حياتهم، وكيف سيأتي رضا الله مع ذلك التهاون الذي يحدث في أول ليلة من ليالي العمر، وكيف ستحل البركة والسعادة التي تحل على زيجات أخرى تحاول فيها العروس وزوجها إرضاء الله في كل صغيرة قبل الكبيرة، فتغدو حياتهم كلها سعادة حقيقية، وليست سعادة مزيفة مليئة بالمشاكل وتدخلات الشيطان ومظاهر دنيوية تجعلهم متعطشين للحياة السعيدة وللفرحة القلبية الحقيقية. لذا فإني أتمنى لك أن تبدئي حياتك بالرضا وبمحاولة إرضاء الله حتى تكوني سعيدة وتكون حياتك في حماية الله وبركته، فإن كنت تنشدين الفرحة فلم لا تكون فرحة كبيرة داخلك وبسيطة في المظهر، يمكنك تدبير فرح بسيط يحضره أقرب الناس إلى قلبك، أو مثلا تفرحين وسط صديقاتك بليلة حناء تفعلين فيها كل ما تشائين من مظاهر الفرحة وترقصين وتسعدين وتلتقطين الصور، وفي نفس الوقت لا يراك أحد من الرجال الذين لا يحقّ لهم أن ينظروا إليك وأنت ترقصين في فرحك، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تعكر صفو حياتك ونقاء فرحتك. عزيزتي.. يتجه كثير من الناس الآن إلى عقد القران في المسجد، ويحضر كل الناس الذين يمكن أن يشهدوا هذا الزواج ويباركوا للعروسين، ثم يأخذ الزوج عروسه ويمضيان وقتهما السعيد كيفما شاءا دون الالتزام بقيود فرح أو غيره؛ وذلك لأنهما سعيدان في داخلهما أن الله أكرمهما بعلاقة زواج ناجحة وحب يملأ قلبيهما، وعلى العكس هناك من يرهق نفسه بالإعداد لتكاليف الزواج والحفل، ويتربص بكل صغيرة وكبيرة ويظن أنه بذلك سيحقق أجمل فرح وهو في النهاية لا يهمه سوى نظر الناس له، وبعد هذا البحث المضني للإعداد للفرح يكتشف أنه كان يسعى وراء إعجاب الناس أو إسعادهم، ونسي إسعاد نفسه، أو يكتشف أنه لم يتذوق حلاوة الفرح كما كان يظن، ومرّ عليه كلحظة وانتهت، إضافة إلا أنه لن يخلو من تعليقات الناس وانتقادهم مهما حاول إبهارهم أو إرضاءهم. حاولي التقرب من خطيبك ومعرفة أسباب رفضه للفرح، فإن كان يرفض بسبب ما ذكرته لك فحاولي إعادة رؤيتك مرة أخرى؛ فقد تكتشفين أن السعادة فيما يرضي الله والتفكير من وجهة نظر ربانية ستغنيك عن أي مظاهر دنيوية زائلة. يمكنك كذلك إقناعه بالحفل البسيط أو أن تقومي أنت بإسعاد نفسك بليلة الحناء كما أخبرتك وسط أحبابك، ثم تستمتعين معه برحلة جميلة في شهر العسل كما وعدك بالسفر، وبذلك تكونين قد حققت المتعتين في آن واحد وسعد هو بك ورضي عنك الله. أهم شيء يا عزيزتي أن تفكري في رضا الله قبل أي شيء، فإن تدخّلت نظرة دنيوية على حساب إرضاء خالقك فأعيدي تقييم طريقتك في التفكير، وانظري دائما للحياة على أنها رحلة قصيرة والآخرة خير وأبقى. مع تمنياتي لك بالحياة السعيدة والتوفيق.