في البداية، أنا باشكركم على الموقع الجميل ده.. أنا مرتبطة بشخص بقالي 3 سنين، والحمد لله جه اتقدم لي؛ بس ليه شروط جامدة جداً.. أنا فتاة متحررة شوية: بالبس اللبس اللي بيعجبني، باخرج من غير ميعاد، بشتغل؛ باختصار حياتي طبيعية جداً زي أي حد. المشكله بقى إنه بيغير عليّ جداً وعايزني ألبس عبايات ونقاب، ومش عايزني أشتغل، وعايز يعمل فرحي إسلامي.. وأنا مش هاقدر على كل الحاجات دي، وفي نفس الوقت بحبه أوي، ومش هاقدر أعيش من غيره، وهو كمان. خايفة أسيبه وما الاقيش حد يحبني زي حبه ليّ.. يا ترى أعمل إيه؟ أسيبه ولا أكمّل معاه وأسيب كل حاجة للظروف؛ خصوصاً إنه جاله عقد وسافر؟ Bado صديقتي العزيزة... تذكّرت وأنا أقرأ رسالتك فيلماً عربياً قديماً اسمه "البنات عايزة إيه"، وسألت نفسي هذا السؤال، وبالتالي أسأله لك: "إنتِ عاوزة إيه؟".. هل تريدين التحرّر من القيود على اللبس وعلى الخروج وعلى العمل؛ على أن ترتبطي بشاب يحبك كما أنت دون أن يغار أو أن تكون له طلبات؟.. مع الأسف لا يوجد عرسان تفصيل!! أتعرفين أين المشكلة؟ المشكلة أنك ذكرت أنك على علاقة بهذا الشاب مدة 3 سنوات كاملة، أي أنه من المفترض أن تكوني قد عرفتيه وتعرّفت على شخصيته بكل جوانبها؛ فهل اكتشفت فجأة بعد أن تقدّم لك أن له "شروط جامدة" لا تقدرين عليها؟ وقبل أن نتحدث عن شروطه "الجامدة"، دعينا نتحدث عن الحياة الطبيعية التي تتكلمين عنها.. عن أي حياة طبيعية لفتاة في سنك تعيش في مصر في ظلّ ظروفها الحالية تتحدثين؟ وأي فتاة طبيعية هي من تلبس ما تريد وتخرج وتعود وقت ما تريد دون ضابط أو رابط؟ فهذه ليست حياة طبيعية يا صديقتي؛ ولكنها التطور الطبيعي ل"الحاجة اللاسعة"!! اعذريني في هذه الكلمة؛ فالمقصود بها ليس الإهانة على الإطلاق؛ ولكن مصطلح "لاسع" ينطبق على كل شارد وشاطح عن الطبيعي والبديهي والمفروض. وعودة إلى شروط خطيبك "الجامدة"؛ فحقيقة أنا لا أتفق مع أي رجل يُجبر شريكة حياته على ارتداء الحجاب أو النقاب؛ فهذا يتنافي -من وجهة نظري- مع مفهوم وروح الدين؛ فإذا لم تكن العبادة خالصة من العبد لربه فلا حاجة لله بها. ولكن مع إمعان التفكير في طلبات خطيبك، قد يكون السبب وراء طلباته أمر من اثنين: أولاً رغبة منه في الردّ على التطرّف الذي تمارسينه في حياتك، بتطرف آخر، وهو النقاب والحجاب، وعادة ما ينتهي هذا النوع من الطلبات بالاكتفاء بالاحتشام، وبهذا يكون قد حقّق نصراً مقبولاً بالنسبة له.. أما السبب الثاني؛ فقد يكون رغبة منه في "تبويظ" الزيجة؛ ولكن بيدِكِ أنت لا بيده. عزيزتي.. الزواج مؤسسة تُبنى على يد شريكين، ينبغي أن يكونا متناغمين وإن اختلفت أدواتهما، ولا يبنى على يد طرف دون الآخر؛ فلا يجوز أن تتزوجي شاباً كل مميزاته بالنسبة لك أنه يحبك وأنك تخافين إذا فقدتيه ألا تجدي بديلاً عنه يحبك مثله!! الزواج أكبر من ذلك، وإذا كنتِ لا ترين نفسك في حياة هذا الشاب الذي يحب أن يراك محتشمة وملتزمة؛ فعليك بالانسحاب، وليس الاعتماد على فكرة أنه "جاله عقد عمل ومسافر ويبقى يحلّها ربنا"؛ لأنك ببساطة -إذا اعتمدتِ على هذا- ستوقعين نفسك في فخّ كبير، ولن تلومي ساعتها إلا نفسك؛ لأنك ساعتها وفي حالة أنك سافرتِ له، لن تجدي مفراً من تلبية شروطه "الجامدة" التي إن خالفتها وتشاجرتِ بسببها؛ فإما ستعيشين حياة تعيسة وإما ستنفصلين عنه وتحملين لقب "مطلقة" مبكراً جداً.. فهل هذا ما تريدينه لنفسك؟ صديقتي العزيزة.. إنك في حاجة للجلوس مع نفسك وتحديد ما تريدينه لنفسك من هذه الحياة، ومن هذا الزواج، وبعدها فلتقرري بهدوء -وبدون أنانية- وبنظرة أوسع وأشمل، ماذا ستفعلين. مع تمنياتنا لك بالتوفيق في حياتك.