واصل ريال مدريد عروضه القوية وانتصاراته المتتالية، واجتاز واحدا من الاختبارات الصعبة في الدوري الإسباني بتغلّبه على جاره ومنافسه اللدود أتلتيكو مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف، بينما سقط برشلونة في فخ الهزيمة الأولى له هذا الموسم، وخسر أمام مضيفه خيتافي بهدف دون رد مساء أمس (السبت)، في المرحلة الرابعة عشرة من المسابقة. وافتتحت مباريات المرحلة في وقت سابق أمس بفوز فالنسيا على مضيفه رايو فاليكانو بهدفين مقابل هدف؛ وذلك بحسب ما ذَكَرته وكالة الأنباء الألمانية. على استاد "ألفونسو بيريز" في خيتافي بالقرب من مدريد، بدا الإجهاد على برشلونة بعد مباراته الصعبة التي تغلّب فيها بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ميلان الإيطالي يوم الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا، وعانى الفريق كثيرا في مواجهة مضيفه خيتافي الذي كان بالمركز الخامس من مؤخرة جدول المسابقة قبل هذه المباراة. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، ثم تقدم خيتافي بهدف سجّله خوان فاليرا بضربة رأس في الدقيقة 67. ورفع خيتافي رصيده إلى 13 نقطة ليقفز إلى المركز الثالث عشر، بعدما حقق الفوز الثالث له هذا الموسم وهو الثاني في آخر ثلاث مباريات، بينما تجمّد رصيد برشلونة عند 28 نقطة بفارق ست نقاط خلف ريال مدريد المتصدّر. وسارت أحداث الشوط الأول على وتيرة واحدة؛ حيث الهجوم المتواصل من برشلونة، والدفاع المتكتل والمستميت من خيتافي داخل منطقة الجزاء، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي لم تُشكّل خطورة إلا نادرا. وكانت أولى الفرص الخطيرة لبرشلونة في الدقيقة الثامنة من ضربة حرة سدّدها ميسي من خارج منطقة الجزاء، ولكن الكرة مرّت كالسهم فوق المقص على يسار حارس المرمى. وواصل برشلونة ضغطه ومحاولاته لاختراق دفاع خيتافي دون جدوى، حتى جاءت الدقيقة 29 لتشهد واحدة من أخطر الفرص في اللقاء، عندما انفرد ميسي إثر تمريرة بينية رائعة، ولكن حارس المرمى خرج لملاقاته وتصدّى للفرصة بالفعل لتصل الكرة إلى المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز الذي لعب الكرة مجددا في اتجاه المرمى، ولكنها مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 36، سنحت فرصة أخرى خطيرة لبرشلونة، إثر هجمة سريعة وتمريرة عرضية لعبها البرازيلي داني ألفيش من الناحية اليمنى، وقابلها سانشيز بتسديدة مباشرة، وهو على بُعد خطوات قليلة من المرمى ولكن الكرة مرت بجوار القائم. وانتظر خيتافي حتى الدقيقة 42 ليشنّ أول هجمة خطيرة على مرمى برشلونة، ولكن تسديدة الفنزويلي نيكولاس فيدور ميكو مرّت بجوار القائم تحت ضغط من دفاع برشلونة لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. ولم يتغيّر الحال كثيرا في بداية الشوط الثاني؛ حيث واصل الفريق الكتالوني ضغطه الهجومي أمام دفاع متكتل من خيتافي. وسدّد ميسي كرة قوية بيسراه من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 56، ولكن حارس المرمى أمسك الكرة بثبات. ووسط الهجوم المكثّف من برشلونة، استغلّ المدافع المتقدم خوان فاليرا ضربة حرة في الدقيقة 67، وقابل الكرة بضربة رأس وسط غابة من لاعبي الفريقين، لتتهادى إلى داخل الشباك على يمين فيكتور فالديز -حارس مرمى برشلونة- ليكون هدف التقدم لخيتافي. ومنح الهدف فريق خيتافي ثقة كبيرة، بينما كثّف برشلونة من محاولاته الهجومية، ولكن لاعبيه تسابقوا في إهدار الفرص السهلة، كما تألّق ميجيل مويا -حارس مرمى خيتافي- في التصدّي للعديد من الفرص ليكون أحد نجوم هذه المباراة. وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء لسيرخيو بوسكيتس نجم برشلونة في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة، عقب سقوطه داخل منطقة الجزاء، وأشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب. كما تصدّى القائم لتسديدة من ميسي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع ليواصل الحظ عناده لبرشلونة في هذه المباراة التي مُنِي فيها جوسيب جوارديولا -المدير الفني لبرشلونة- بالهزيمة الأولى له في تاريخ مبارياته أمام خيتافي. وعلى استاد "سانتياجو برنابيو" بالعاصمة مدريد، استغلّ الريال النقص العددي في صفوف ضيفه، بعد طرد اثنين من اللاعبين، وأكّد تفوّقه على أتلتيكو الذي لم يُحقّق أي فوز في "ديربي" العاصمة الإسبانية منذ 12 عاما؛ حيث كان آخر فوز له على الريال في عام 1999. وعزز ريال مدريد -بقيادة مهاجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو- موقعه في صدارة جدول المسابقة برصيد 34 نقطة، بعدما حقّق فوزه التاسع على التوالي وهو الحادي عشر له في 13 مباراة خاضها هذا الموسم، بينما تجمّد رصيد أتلتيكو عند 16 نقطة في المركز العاشر. وكان أتلتيكو هو البادئ بالتسجيل في المباراة عن طريق اللاعب أدريان في الدقيقة 15، ولكن ريال مدريد نجح في تحويل تأخّره إلى فوز كبير بأربعة أهداف؛ سجّلها: البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقتين 24 و 82 من ضربتَي جزاء، والأرجنتيني آنخل دي ماريا، ومواطنه البديل جونزالو هيجوين في الدقيقتين 49 و 65. ورفع رونالدو بذلك رصيده إلى 16 هدفا لينفرد بصدارة قائمة هدّافي المسابقة بفارق هدف واحد أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، وبفارق أربعة أهداف أمام هيجوين. وأنهى أتلتيكو المباراة بتسعة لاعبين فقط، بعد طرد حارس المرمى تيبوت كورتوا والمدافع الأوروجوياني دييجو جودين في الدقيقتين 21 و 81 على الترتيب. وكما كان متوقّعا، بدأ ريال مدريد المباراة بنشاط ملحوظ، وفرض هيمنته على مجريات اللعب منذ بداية اللقاء، وحاصر ضيفه في وسط ملعبه. ولم يتأخّر الريال في الإعلان عن خطورته الهجومية؛ حيث كانت الفرصة الأولى للفريق في الدقيقة السابعة بتسديدة قوية من الفرنسي كريم بنزيمة، ولكنها مرّت فوق العارضة. وواصل ريال مدريد هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف التقدم، ولكن دفاع أتلتيكو تميّز باليقظة؛ فنجح في التصدّي لهذه المحاولات بثبات. ورغم السيطرة الكبيرة للريال، كان التقدّم من نصيب أتلتيكو؛ إثر هجمة رائعة تبادل فيها أدريان الكرة مع زميله توتو سالفيو الذي مرّر الكرة بينية لأدريان في نهاية الهجمة ليضعه في مواجهة إيكر كاسياس -حارس مرمى ريال مدريد- حيث لعب أدريان الكرة بمهارة فائقة إلى داخل الشباك في الدقيقة 15 معلنا تقدّم فريقه على جاره ومنافسه اللدود. أثار الهدف حفيظة الريال؛ فاندفع لاعبوه في الهجوم بحثا عن هدف التعادل، بينما سيطرت الثقة على أداء أتلتيكو. ولم يتأخّر الريال في تحقيق ما سعى إليه؛ حيث حصل الفريق على ضربة جزاء في الدقيقة 21؛ إثر هجمة سريعة مرّر على إثرها الأرجنتيني آنخل دي ماريا الكرة إلى بنزيمة الذي انفرد بحارس المرمى تيبوت كورتوا الذي لم يجد مفرا من إعاقته، ليُشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه كورتوا، ويحتسب ضربة جزاء للريال. ودفع المدرب جريجوريو مانزانو -المدير الفني لأتلتيكو- بحارس المرمى البديل سيرخيو أسينخو، بدلا من اللاعب دييجو ريباس لتعويض طرد كورتوا. وسدّد البرتغالي كريستيانو رونالدو ضربة الجزاء على يمين الحارس البديل في الدقيقة 24 محرزا هدف التعادل. وكثّف ريال مدريد من هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف الفوز، ولكن دفاع أتلتيكو تألّق مجددا في التصدّي لهذه المحاولات، فيما اعتمد هجوم أتلتيكو على المرتدات السريعة التي لم تُشكّل خطورة كبيرة في ظلّ التفوق العددي للريال. وكاد بنزيمة أن يُسجّل الهدف الثاني للريال في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لهذا الشوط، ولكن الحظ عانده في فرصتين متتاليتين كانت الأولى إثر تمريرة عرضية من البرازيلي مارسيلو قابلها بنزيمة بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، ولكن الأرض انشقت عن أحد مدافعي أتلتيكو لتصطدم الكرة به. وبعدها بثوانٍ قليلة وصلت الكرة إلى بنزيمة أيضا داخل منطقة الجزاء؛ فسددها زاحفة في الزاوية الضيقة على يسار الحارس أسينخو الذي أمسك الكرة بثبات ليحافظ على التعادل. وواصل الريال هجومه المكثّف مع بداية الشوط الثاني، وكاد رونالدو يُسجّل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 47 عقب تمريرة طولية متقنة من دي ماريا لمسها رونالدو بمهارة، وهو على بُعد خطوات قليلة من المرمى، ولكن أسينخو أمسك الكرة بثبات. وردّ رونالدو الهدية إلى دي ماريا في الدقيقة 49، إثر انطلاقة من ناحية اليسار وتمريرة عرضية تجاوزت مدافعي أتلتيكو، ووصلت إلى دي ماريا في الناحية اليمنى على حدود منطقة الجزاء ليطلقها قذيفة مدوية في سقف الشباك؛ مسجلا هدف التقدم. ومنح الهدف فريق ريال مدريد ثقة إضافية فواصل الفريق هجومه المكثف، بينما شنّ أتلتيكو بعض الهجمات؛ أملا في تسجيل هدف التعادل، ولكنها افتقدت للخطورة المطلوبة. وفي الدقيقة 65، أكّد المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجوين تفوّق الريال، وقضى على آمال أتلتيكو في تحقيق التعادل، بعدما سجّل الهدف الثالث للفريق الملكي بعد أربع دقائق فقط من نزوله بديلا لمواطنه دي ماريا. وجاء الهدف إثر هجمة سريعة وخطأ في التغطية الدفاعية من أتلتيكو استغلّه هيجوين وخطف الكرة، ثم راوغ الحارس وأحد المدافعين قبل أن يضع الكرة في شباك أتلتيكو. ولم تتوقّف هجمات الريال لزيادة رصيده من الأهداف وتحقق للفريق ما أراد قبل عشر دقائق من نهاية المباراة؛ حيث مرر رونالدو كرة ماكرة إلى هيجوين الذي كان في طريقه للانفراد مباشرة بالحارس، لكنه سقط داخل المنطقة ليطلق الحكم صفارته محتسبا ضربة جزاء، ويطرد المدافع جودين بدعوى عرقلته لهيجوين في الدقيقة 81. وسدّد رونالدو ضربة الجزاء على يمين أسينخو في الدقيقة 82 محرزا الهدف الثاني له وهو الرابع للفريق.