في ندوة أُقيمت مؤخّراً بمكتبة أكمل مصر بالإسكندرية، أدارها القاص محمد العبادي والناقد عمر شهريار، جرى مناقشة كتاب "طعم الأيام" للكاتبة أمنية طلعت. الرواية تعتبر الأولى لكتابتها صادرة عن دار الدار للنشر وحققت أفضل المبيعات عند صدورها في أبريل 2009.
بدأت المناقشة بكلمات للكاتبة عن الرواية وخروجها من خلفية ذاتية لتجاربها السياسية داخل الجامعة، ثم قرأت مقاطع من الرواية، وتحدث القاص محمد العبادي عن فكرة وجود المقدمة داخل الرواية واعتبارها أقرب للفصل صفر، وتحدث عن جرأة الرواية بداية من حجمها الذي يصل ل480 صفحة، وهذه الجرأة تحسب للكاتبة.
ثم تحدث الناقد عمر شهريار عن خوفه عند بداية قراءته للرواية من وجود ثرثرة أو ترهل في النص بسبب حجم الرواية؛ ولكنه بعد انتهائها نفى وجود ثرثرة في النص، بعدها تحدث عن الرواية قائلاً: إن الرواية تبدأ بمقدمة سردية أي الجزء الذي يمهد للسرد والساردة فيه تخاطب شخصيات وهمية بالنسبة للقارئ وستتكشف له فيما بعد.
وتأتي الرواية في 7 فصول كل فصل يأتي على لسان إحدى الشخصيات وتكلم عن وجود تعدد للأصوات في الرواية؛ ففي الفصل الأول الشخصية المتحدثة هي شخصية ميتة لها رؤية علوية على الأحداث، وتفسر أسباب موتها وانهيار الجيل. ثم ناقش الناقد عمر شهريار عن اختلاف كل شخصية عن الأخرى، وبالنسبة للمكان؛ ففي الرواية تأتي الشخوص من الشتات، ثم تتجمع في سنوات الدراسة داخل جامعة القاهرة، وبعدها يذهبون للشتات مرة أخرى، وبالنسبة لهم حميمية المكان مفقودة. أحداث الرواية تقع في الفترة من نهاية الثمانينيات حتى أحداث سبتمبر، وهي فترة زخم سياسي وأحداث كثيرة أدت إلى انكسار في الشخصية.
وعن خدمة الرواية لأي أيديولوجيا سياسية قال إن الرواية تعتبر تفكيكاً للأيديولوجيا على مائدة السرد وأنها تتخذ من الأيديولوجيا موضوعاً للتفكيك.
بعدها قرأت الكاتبة صفحة من كل فصل من فصول الرواية وأعقبها بضعة أسئلة من الحضور عن معايشة الشخوص التي تتقمصها الكاتبة، وهل سيطرت عليها؟ فأجابت الكاتبة: بأن شخوصها تسيطر عليها بشكل كبير مدة طويلة بعد كتابتها. وتحدث القاص محمد عمر عن حجم الرواية مرة أخرى، ثم تحدث عن جيل التسعينيات الذي تعاملت معه الرواية وصلاحيته كنموذج للسرد، وعن تأثير الثقافة على الكتابة ومدى جمودها جعل اختيار الشخوص أصبح صعب؛ فالجمود والتفكيك جعل الكتاب يتكلمون بعدة أصوات.