رغم أهمية موضوع مؤتمر "تيار الكتابة الجديدة" الذي أقيم باتحاد الكتاب مساء السبت الماضي، وأسماء المتحدثين فيه، إلا أن المؤتمر جاء غير منظم، فلقد تأخر عن موعده المتفق عليه ما يقرب من 45 دقيقة، الحضور كان قليل العدد، بالإضافة إلي غياب الكثيرين ممن ستناقش أعمالهم عن الحضور، ولم يهتم بالحضور منهم سوي مراد ماهر ورباب كساب ونهي محمود وغادة خليفة وياسمين مجدي والطاهر شرقاوي، من واقع ما يقرب من 30 كاتبا. بدأ المؤتمر بتقديم دروع الاتحاد لتكريم للفائزين بجائزة الدولة التشجيعية وهم: مسعود شومان وإيهاب البشبيشي وحسام عقل، ث2010: Mohab م بدأت الجلسة الأولي بعنوان "تيار الكتابة الجديدة في الرواية"، وغاب عنها كل من د.شريف الجيار ود.محمود الضبع، بينما تواجد النقاد عمر شهريار وأحمد أبوالعلا وانضم لهما مسعود شومان، رغم أنه من المتحدثين في الجلسة الثانية، الخاصة ب"تيار الكتابة الجديدة في الشعر"، وأدار الجلسة رفقي بدوي. تحدث عمر شهريار أولا عن مصطلح "الكتابة الجديدة" أو "الرواية الجديدة"، الذي يراه غير دقيق ومراوغا وفضفاضا ، لأنه يطرح إشكاليات حول هل تقنيات الكتابة الجديدة هي جديدة تماما؟،كما تساءل حول ما إذا كان عام 2000 هو بداية التجديد في الكتابة ؟ وفضل أن يطلق عليه مصطلح " كتابة ما بعد الحداثة"، نظرا لأن تيار ما بعد الحداثة يقوم علي التفكيكية والكفر بالثنائيات، وهو ما يراه شهريار بقوة لدي الكاتبات مستشهدا بكتابات سهي زكي وياسمين مجدي، مع تحفظه عموما علي مدي إدراكهن لفنيات هذا الاتجاه التفكيكي، فلم يعدن مهتمات بالفكر النسوي قدر اهتمامهن بإنسانية الإنسان ذاته. يري شهريار أن تيار الكتابة الجديدة ترجع بدايته منذ الثمانينيات مع رواية منتصر القفاش "شخص غير مقصود" و"كلما رأيت بنتا حلوة قلت يا سعاد" لسعيد نوح. هذا وقد أصيب بالاستياء بسبب الناقد أحمد أبوالعلا الحضور القليل بالقاعة والذي طال من جاوروه علي المنصة أيضا، فلقد ابتعد أبوالعلا تماما عن مضمون وهدف المؤتمر وهو بحث ومناقشة تيار الكتابة الجديدة، ليذهب إلي استنكار هوجة وزيادة المصطلحات والمسميات التي يري أنها من محض الجهل، لأنه لم يأت أحد بجديد سواء في التقنية أو في اللغة مستشهدا في ذلك بمجموعة "حواديت عيل موكوس" لمراد ماهر الصادرة 2010 التي يراها لا تختلف في أسلوبها أو كتابتها عن رواية "من حلاوة الروح" الصادرة 2000 لصفاء عبدالمنعم، دون التعرض لتقنيات الكتابة في الاثنتين ومناقشتهما متعللا في ذلك بضيق الوقت الممنوح له لإلقاء كلمته! علي الرغم من وصول الناقد محمود الضبع أثناء مداخلة أبوالعلا إلا أن بدوي مدير الجلسة أعطي الكلمة للناقد مسعود شومان ليتحدث عن تيار الكتابة الجديدة في "الشعر"، بدأ شومان كلمته بتوجيه الشكر للاتحاد للتكريم لكنه انتقد فكرة الجمع ما بين التكريم والمؤتمر، فكان من الأفضل الفصل بينهما وتقديم المكرمين والتعريف بأنشطتهم وإسهاماتهم، التي استحقوا عليها جائزة الدولة التشجيعية، فالمناسبة تستحق إفساح وقت أكثر لها. وفي مداخلته قال الناقد الدكتور محمود الضبع، أنه رصد 120 رواية منذ عام 1998 حتي عام 2010 ليجد أن نسبة 13.5 % أي 38 رواية ينطبق عليها مفهوم الرواية الجديدة، والتي تتمثل أبرز عناصرها أن البطل لم يعد متناميا، كما أنها تطرح الأسئلة أكثر ما تقدم الأجوبة كذلك غياب الزمن بمفهومه التقليدي كما في رواية "شخص غير مقصود" لمنتصر القفاش، وظاهرة المشاهد السردية المتجاورة التي توضح تأثر الرواية بالسينما ومفهوم الصورة، ومن أبرز النماذج في هذا الاتجاه "أن تكون عباس العبد" لأحمد العايدي، أما اللغة فلقد تحولت إلي لعبة وليست وسيلة كما كانت من قبل.