أنا بنت عندي زي إعاقة، خلّصت السنة اللي فاتت وأخدت كورسات، وأنا في كورس قابلت كان معايا ولد، هو لسه بيدرس، اتعاملنا كأصحاب، وبدأنا نقرب من بعض ونحكي مشكلاتنا لبعض، وبعد كده قرّبنا لدرجة إني بدأت أتشد له أوي وهو كمان، ونسينا موضوع السن، وحبينا بعض أوي، وطلب مني إنه ييجي يتقدم لي رسمي. بس فيه كمان مشكلة إني كنت عاملة حادثة من فترة، وإيدي باظت؛ يعني مشكلتي مش مشكلة السن وبس، لا إيدي كمان، وبصراحة أنا بحبه جدا، وفي نفس الوقت مش عايزة أظلمه؛ لأني مش هاقدر أعمل له كل طلباته ولا لأ، وأنا محتارة. أنا بحبه ومتأكدة من حبه ليّ.. ساعدوني وقولوا لي أعمل إيه؛ لأنه اتقدم لي ومستني الرد، وكل الناس اللي حوالي قالوا: عادي ما دام هو راضي. heart.white الصديقة العزيزة.. دعيني أُبدي لكِ سعادتي الشديدة بمشاركتك معنا وبأخلاقك العالية التي أصبحت شحيحة في هذه الأيام ، وكم سعدت بعدما سمعت ما حدث من ذلك الشاب الذي أدعو الله أن يكون لك سكنا وأمْنا في الدنيا والآخرة. تذكرت شيئا ما وأنا أقرأ رسالتك؛ فكلمة "معاقة" كلمة كبيرة لو فهمها الآخرون من حولنا؛ فالإعاقة الحقيقية التي أراها هي إعاقة المخ عن التفكير بصورة ناضجة ومتفتحة؛ تجعلنا نضيع أفضل الفُرَص من أيدينا؛ لأننا حجبنا عقلنا عن التفكير الصحيح. أعتذر لو كنت قاسية؛ ولكنك يا صديقتي أعقتِ تفكيرك عن شيء مهم جدا، وركزتِ كل تفكيرك في إعاقتك الجسدية فقط. فأنتِ لم تفكري في عدة نقاط؛ ومنها: - أن هذا الشاب قد تعرّف عليكِ، وتقرب منك، ووقتما وقع في حبك كان لديه الفرصة أن يبتعد أو ألا يصارحك بطلبه، ولن تستطيعي وقتها أن تطلبي منه ذلك. - تفكيرك أنكِ ستظلمينه لو تزوّجته! ألم يدُر بتفكيرك أنه قد فكر في عواقب الأمر مليّا قبل أن يتقدم لخطبتك؟ وبرغم أي شيء جاء وطلب أن تكون العلاقة رسمية. - ألم تفكري أنه قارنك بغيرك من الفتيات الأخريات ومع ذلك اختارك أنتِ؟ لا أعلم لمَ تنظرين لنفسك هذه النظرة؟ فأنتِ -وكما ذكرتِ- من المتعلمين، ومن حديثك أتوقع أن تكوني صاحبة أخلاق رفيعة، وتجتهدين في الدراسة لتصبحي الأفضل.. فكم من فتاة تمتلك كل المقومات الشكلية ولا تحمل رُبع هذه الصفات. تذكرت -أيضا- فيلما قد رأيته من فترة يسمى "Temple Grandin" أتمنى أن تبحثي عنه وتشاهديه، وأتمنى أن تفهمي معناه جيدا، وأن تحمليه في طيات صدرك، ولا تنظري لنفسك تلك النظرة على الإطلاق بعد أن تشاهديه؛ فهو مأخوذ عن قصة حقيقية لفتاة أصيبت بالتوحد، وكافحت والدتها لأن تصبح كأية طفلة أخرى، وبالفعل أصبحت تلك الفتاة طبيبة في علم الحيوان، وأستاذة في جامعة ولاية كولورادو، ومؤلفة لأكثر الكتب مبيعا. أعلم أن الفرق بينك وبين تلك الطبيبة كبير؛ ولكن ما أقصده هنا أنه لو توفرت لنا الإمكانيات لنكون الأفضل؛ فلمَ النظر لأنفسنا على أننا لا نستحق الأفضل؟ عزيزتي.. فلتتمسكي وتتحلي بالإيمان، ونصيحتي لكِ يا عزيزتي أن توافقي على ذلك الشاب، وتتحدثي معه عن مخاوفك لعل وعسى يكون رده ردا شافيا لكل الأفكار التي تشغل بالك. كل شيء بِيَد الله تعالى وحده، والشفاء بيده، والعلم يتقدم يوما بعد يوم، ولا مانع من أن تراجعي أحد الأطباء المختصين؛ فربما كان لأحدهم القدرة على إيجاد العلاج المناسب لحالتك. فاسعدي واهنئي بذلك الشاب، وحافظي عليه وأسعديه أيضا؛ فأنتِ وهو تستحقان الأفضل.. مع تمنياتي لك بالشفاء، والحياة السعيدة بإذن الله تعالى.. وتابعيني بأخبارك.