"توقفنا عن التفكير في المستقبل لانشغالنا باللحظة الآنية".. كان هذا ما استهل به المحاور والكاتب الكبير مفيد فوزي حواره الخاص مع برنامج "مصر الجديدة"، والذي عُرِض منذ قليل، ليتحدث عن المشهد السياسي الحالي، والملف الطائفي الذي تعيشه البلاد، وعن كيفية صناعة المستقبل... وجاء حواره كالتالي: في بداية الحوار تساءل الكاتب مفيد فوزي عن عدم إمكانية التفكير في المستقبل، قائلا: "كيف أفكر بالمستقبل وهناك رجل فاضل شيخ يطرح فتوى في غاية الغرابة، تتمثل في أن الفتاة لو تزوّجت من رجل أبوه من الفلول يصبح زواجهما باطلا"! وأضاف: "سأصمت لمدة دقيقة؛ حدادا على هذه الفتوى يا سيدي". وأتبع، متسائلا: "هل هذا ما نرغب في ترويجه إعلاميا، وأنا حتى لا أعرف من هم الفلول ومن الأمانة والرجولة أن أعلن أن هذا الحزب الوطني المنحل حزب فيه أكفاء وشرفاء ونصابون ومرتزقة.. هل هذا تقسيم الحزب المنحل؟!". واستطرد: "الناس اعتبروني من الفلول كصحفي أيام مبارك، وقمت بعمل حوار مع وزير الداخلية، ولكنني أقول لهم كما قال توفيق الحكيم: عودوا إلى زماني واحكموا عليّ، و أتساءل هل كنتم ترغبون في أن أظهر على شاشات التلفاز وأشتم حسني مبارك". وأردف: "نعم أجريت حوارات مع العديد من الوزراء ومع المشير ومع مبارك، ولكنني أعتزّ بمهنتي وهذا يعبّر عن مصداقيتي في الشارع؛ لأنني كنت أنا وحمدي قنديل وقتها المتحدثين باسم الشارع، ولكنه كان لقنديل منحى آخر فاخترت القلم وحاورت كل هؤلاء"، مطالبا الشباب بضرورة الاحترام للسلطة الأبوية؛ لقلة خبرتهم الحياتية وعدم تقديرهم للموقف الحالي، أو معرفتهم بأن سقوط النظام في 18 يوما دليل كافٍ على أنه نظام هشّ. وفيما يتعلق بمسألة الانفلات الأمني تحدّث المحاور المخضرم قائلا: "مع احترامي لمنصور عيسوي ولكني أشعر أن مصر متفسخة أمنيا، وأطالب بأن يضمن لي أحد أن أنزل إلى الانتخابات القادمة دون أن يملأها البلطجية أو يشعر الناس بالأمان، ولذلك أطالب الأمن بأن يحمي الانتخابات بقبضة من حديد، والقبضة التي أقصدها لا تعني القمع". الإخوان المسلمون وعن رأيه في الإخوان المسلمين وتقدّمهم للترشح بالانتخابات القادمة أجاب الكاتب الكبير قائلا: "دائما ما يجسّ الإخوان المسلمون النبض، ويستخدمون الأقباط وسيلة، وقلت قبل ذلك في عهد النظام القديم إنني لو خُيّرت بين حكم جمال مبارك والإخوان لاخترت جمال بالطبع". وأضاف: "أنا مذيع ومحاور وكاتب ولست بقاضٍ، ولكن تجربة العمر جعلتني لا أصدقهم مهما حدث، والسلفيون الذين يضعون الرعب في قلب الأقباط؛ لأن الأقباط مرعوبون من السلفيين". وأتبع: "المشكلة القبطية مشكلة نفسية في الصدور من الدرجة الأولى، ولن تشفى إلا بالتعليم، ولو رأيت كنيسة تُبنى لا تقف أمامها؛ لأنك لو ذهبت للحصول على رخصة ملهى ليلي ستحصل عليها خلال 24 ساعة، أما لو طالبت برخصة بناء كنسية فلا بد من الحصول على موافقة الدولة كلها، وأعلم أن بعضا من مسلمي مصر يستفزّهم بناء الكنائس، ولذلك أقول إنه مع الأسف اختلط الدين بالسياسة". وبالنسبة للانتخابات البرلمانية القادمة وخوض الإخوان والسلفيين هذه الانتخابات جاء رد الإعلامي مفيد فوزي: "الانتخابات القادمة ستعطيهم فرصة كبيرة؛ لأنهم يستخدمون كلمة "الله"، ويقولون إنهم "بتوع ربنا"، وما أجملها كلمة في النفوس، وهذا ما أخشاه؛ لأنهم سيستخدمون شعار "الإسلام هو الحل"، وسأطالب أنا بأن يكون العلم هو الحل". وأضاف: "لو وصل الإخوان إلى البرلمان لن أعارضهم، ولن أفعل شيئا فهم ليسوا أعداء، ولكن عليهم إثبات عكس ظني بهم، وأؤكد أن خوف الأقباط مرتبط بهجرتهم في حال سيطر الإسلاميون على البلاد، وأقول لا للهجرة ولا للانقسامات بين المسلم والمسيحي بعد الآن". وفي نهاية الحوار وردا على تساؤل الإعلامي معتز الدمرداش عن وصول شخص له خلفية دينية للرئاسة قال مفيد فوزي: "سيكون هذا بالاتفاق مع المجلس العسكري"، مؤكدا على أن البلاد في حاجة إلى رجل عسكري طول العامين القادمين؛ حتى يعيد الأمور إلى نصابها ويعطي جميع الأطياف قمة الحرية. الجدير بالذكر أن البرنامج قد تلقى مكالمة هاتفية من الشيخ محمود سطوحي –مسئول بالأزهر- يؤكد فيها أنه لا يجوز لأحد أن يتزوج من أبناء الفلول الذين أفسدوا البلاد؛ لأن من يملك أمرهم ليس صاحب أخلاق، واستنادا منه إلى حديث رسول الله: "إياكم وخضراء الدمن، قالوا: يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء". والمراد بالمرأة الحسناء في المنبت السوء: المرأة الجميلة المنحدرة من أسرة خبيثة.