استهلّ ريال مدريد الإسباني مسيرته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بفوز صعب وثمين، بهدف دون ردّ على مضيفه دينامو زغرب أمس (الأربعاء)، في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة بالدور الأول (دور المجموعات) للبطولة، التي شهدت أمس أيضا تعادل أياكس الهولندي مع ليون الفرنسي سلبيا في المباراة الثانية بالمجموعة. وأفلت مانشستر يونايتد من الكمين البرتغالي بتعادل ثمين بهدف لمثله، مع مضيفه بنفيكا في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الثالثة التي شهدت أيضا فوز بازل السويسري على أوتيلول جالاتي الروماني بهدفين مقابل هدف؛ حسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية. وتصدّر بايرن ميونيخ المجموعة الأولى بفوز ثمين بهدفين دون رد على مضيفه فياريال الإسباني؛ بينما انتهت المباراة الثانية في المجموعة بتعادل مانشستر سيتي الإنجليزي مع نابولي الإيطالي بهدف لمثله. وفجّر طرابزون سبور التركي مفاجأة كبيرة بالتغلب على إنتر ميلان الإيطالي بهدف دون رد في عقر داره؛ ليتصدر المجموعة الثانية؛ بينما اقتسم فريقا ليل الفرنسي وسيسكا موسكو الروسي المركز الثاني في المجموعة؛ إثر تعادلهما بهدفين لمثليهما في المباراة الأخرى بالمجموعة.
جيجز يحتفل بهدفه في مرمى بنفيكا في زغرب، انتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي بين دينامو وريال مدريد، ثم سجل الأرجنتيني الدولي آنخل دي ماريا الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 53؛ ليحبط محاولات الفريق صاحب الأرض الذي حاول تفجير مفاجأة أمام النادي الملكي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (تسع مرات). واستحقّ ريال مدريد -الذي استهلّ البطولة بقميصه الجديد "الأحمر"- الفوز بفضل الضغط الهجومي المتواصل على مرمى الضيوف؛ فيما تألّق حارس زغرب، وكان أفضل لاعب كرواتي في اللقاء. وشهدت الدقيقة 73 طرد اللاعب البرازيلي مارسيلو من صفوف ريال مدريد لنيله الإنذار الثاني في المباراة. وتصدّر ريال مدريد بذلك المجموعة برصيد ثلاث نقاط وبفارق نقطتين أمام كل من: أياكس وليون اللذين تعادلا سلبيا في المباراة الأخرى بالمجموعة. وسيطر ريال مدريد على مجريات اللعب في الشوط الأول، الذي لجأ فيه دينامو للدفاع؛ فلم يهدد مرمى ريال مدريد إلا نادرا؛ بينما سنحت للفريق الإسباني نحو عشر فرص لهزّ الشباك. ولم يجد ريال مدريد صعوبة في الوصول لمرمى أصحاب الأرض على مدار المباراة وخاصة في الشوط الأول؛ ولكنه افتقد للفعالية الهجومية، وانقلبت أفضليته ضده؛ حيث تسابق اللاعبون في إهدار الفرص السهلة مع يقينهم التام بأن الفوز قادم لا محالة. وبذل فابيو كوينتراو جهدا كبيرا في خط وسط ريال مدريد؛ حيث وضح نشاطه الهائل ضمن صفوف الفريق، الذي فشل في هزّ الشباك على مدار الشوط الأول؛ لتكون بمثابة مفاجأة حقيقية، في ظل هذا العدد الكبير من الفرص التي سنحت له. وكان المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة أفضل لاعبي ريال مدريد في هذا الشوط؛ ولكنه سدد الكرة في العارضة في الدقيقة 12، وتسابق مع باقي لاعبي الفريق في إهدار الفرص تباعا. ولم يظهر دينامو زغرب بشكل حقيقي في المباراة إلا في الدقيقة 32، عندما انفرد آنتي روكافينا بحارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس؛ ولكن الأخير تصدى لهذه المحاولة بثبات. وبرغم الأداء الهجومي الهزيل لدينامو في هذه المباراة، لم يكن دفاع ريال في أفضل حالاته خلال هذه المباراة. وفي الشوط الثاني، واصل ريال مدريد هجومه المكثف؛ بينما شاهد مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو ضياع الفرص تباعا من المدرجات؛ تنفيذا لعقوبة الإيقاف المفروضة عليه. وفي الدقيقة 53، نجح دي ماريا في فك طلاسم المباراة؛ إثر تمريرة من زميله مارسيلو، سددها دي ماريا بيسراه مباشرة في سقف المرمى الكرواتي. وتخلى دينامو بعد ذلك عن حذره الدفاعي وتراجعه للخلف فلم يعد ريال مدريد مسيطرا بشكل تام على مجريات اللعب، وظهرت العديد من الأخطاء في دفاع ريال مدريد؛ ولكن أصحاب الأرض افتقدوا الخبرة اللازمة لاستغلالها. وبرغم ذلك، تغلّب ريال مدريد على النقص العددي في صفوفه بعد طرد مارسيلو في الدقيقة 73؛ لنيله الإنذار الثاني بعد سقوطه داخل منطقة الجزاء؛ مُدّعيا التعرض للإعاقة، ونجح الفريق الإسباني في الحفاظ على الفوز ليحرز أول ثلاث نقاط له في هذه المجموعة.
إنتر يسقط على أرضه أمام طرابزون التركي وفي لشبونة، تقدم الباراجوياني أوسكار كاردوزو بهدف لبنفيكا في الدقيقة 24، وتعادل اللاعب الويلزي المخضرم رايان جيجز لمانشستر يونايتد -وصيف البطل- بهدف في الدقيقة 42؛ ليصبح أكبر لاعب سنّا يهز الشباك في إحدى مباريات البطولة على مدار تاريخها؛ حيث يبلغ من العمر 37 عاما و 289 يوما. وفي المباراة الثانية بالمجموعة الثالثة، حقق بازل السويسري فوزا ثمينا ومتأخرا بهدفين، مقابل هدف على ضيفه أوتيلول جالاتي الروماني. وتقدم بازل بهدف سجّله فابيان فراي في الدقيقة 39، وتعادل جالاتي في الشوط الثاني بهدف سجله ماريوس جورج بينا في الدقيقة 58، قبل أن يحسم المهاجم السويسري المخضرم ألكسندر فراي المباراة بهدف الفوز في الدقيقة 84 من ضربة جزاء. وشهدت المباراة طرد اللاعبين أدريان لون سالاجيانو -مدافع جالاتي- في الدقيقة 82، وبنيامين هوجل -لاعب خط وسط فريق بازل- في الدقيقة 88 لنيله الإنذار الثاني. واقتسم مانشستر المركز الثاني في المجموعة مع بنفيكا برصيد نقطة واحدة لكل منهما، وبفارق نقطتين خلف بازل السويسري، الذي تصدّر المجموعة مبكرا. وفي المجموعة الأولى، انتزع بايرن ميونيخ فوزا ثمينا من مضيفه فياريال الإسباني بهدفين نظيفين سجّلهما توني كروس، والمدافع البرازيلي رافينيا في الدقيقتين السابعة و 76. وفشل فياريال في تحقيق عودة قوية لدور المجموعات بالبطولة، بعد غياب دام ثلاث سنوات؛ حيث سقط اليوم في أول اختبار له بهذه المجموعة التي يُطلق عليها "مجموعة الموت". والفوز هو الأول لبايرن على فريق إسباني في عقر داره، منذ أن تغلب على ريال مدريد بهدف نظيف في مايو 2001. بينما كانت الهزيمة اليوم هي الأولى لفياريال في 11 مباراة خاضها على ملعبه في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال. وفرض بايرن سيطرته مبكرا على مجريات اللعب بقيادة مديره الفني يوب هاينكس. وترجم الفريق هذه السيطرة إلى هدف مبكر إثر تمريرة من الفرنسي الدولي فرانك ريبيري حولها توني كروس إلى داخل الشباك؛ ليكون هدفه الأول في دوري الأبطال. وحاول فياريال الرد على ضيفه؛ ولكن حارس المرمى الألماني المتألق مانويل نيوير تصدّى لتسديدة من الإيطالي جوزيبي روسي مهاجم فياريال في الدقيقة 21. وكاد بايرن يعزز تقدمه في بداية الشوط الثاني عبر اللاعب البديل نيلز بيترسن، الذي شارك مع بداية الشوط الثاني؛ ولكن دييجو لوبيز -حارس مرمى فياريال- تصدى للفرصة الخطيرة. كما تصدى لوبيز لمحاولات أخرى من توماس مولر، وبيترسن، وكروس في الدقائق 55 و 61 و 65 على الترتيب، قبل أن يحسم رافينيا اللقاء تماما بالهدف الثاني قبل ربع ساعة من نهاية المباراة بعد مجهود رائع من ريبيري أيضا. وفي المباراة الأخرى بالمجموعة نفسها، فرّط نابولي الإيطالي في فوز ثمين على ملعب مانشستر سيتي -متصدر الدوري الإنجليزي- واكتفى بالتعادل بهدف لمثله. وظل التعادل السلبي قائما بين الفريقين حتى الدقيقة 68 حين تقدم المهاجم الأورجوياني الدولي إدينسون كافاني بهدف لنابولي؛ إثر تمريرة من زميله السويسري بليريم دزيمايلي. وقبل نهاية المباراة بربع ساعة، نجح المدافع الصربي ألكسندر كولاروف في تحقيق التعادل لأصحاب الأرض. وفي المجموعة الثانية، سقط إنتر ميلان الإيطالي على أرضه ووسط جماهيره بهدف دون رد أمام طرابزون التركي. وتقمص أوندري سيلوستكا -مدافع طرابزون- دور البطولة، وأحرز هدف الحسم لفريقه في الدقيقة 75. وتأتي المباراة كصدمة جديدة لإنتر، الذي خسر أمام باليرمو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في أولى مبارياته بالدوري الإيطالي هذا الموسم مطلع الأسبوع الحالي؛ لتكون أسوأ بداية ممكنة للفريق في هذا الموسم.