السلام عليكم، بصراحة أنا مشكلتي تاعباني جداً نفسياً، وهي إني مرتبطة بإنسان وأهلي وأهله عارفين، والمفروض إننا هنتخطب في الصيف؛ بس المشكلة إني حاسة إنه بيعاملني مش كويس، وعلى طول يزعّق ويشخط لأتفه الأسباب وأنا بازعل شوية وأرجع أصالحه؛ مع إن فيه أوقات كتير بيكون هو السبب. ولما أسيبه فترة كبيرة -والكبيرة دي عندنا ماتتعداش 5 أيام- ألاقيه هو اللي جاي يصالحني ويعتذر لي.
مش عارفة أعمل إيه، بجد أنا بحبه وعارفة إن هو بيحبني؛ بس مش عارفة ليه التصرفات دي؟ ليه لما أسيبه هو اللي يرجع؟
Bnt elmansoura
أختي العزيزة: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، من قراءتي لرسالتك أعتقد أنك قد سردت المشكلة، وسردْت الحل بداخلها؛ فقد ذكرتِ في مشكلتك أنه دائم العصبية، وأنه يعاملك معاملة سيئة، وأعتقد أنه شخص عاقل ومتّزن، وليس مجنوناً حتى ينفعل عليك دون سبب؛ لهذا أعتقد أنك من يجعله يتعصب عليك؛ فعليك مراجعة تصرفاتك، قبل أي شيء.
حاولي أن تعرفي وتتفهمي الشخص الذي تحبينه جيداً، وتتعرفي على الجوانب التي تسعده، والجوانب السلبية التي في شخصيتك، التي قد تجعله يثور ويتعصب؛ فنمّي الأشياء التي تُسعده فيك، وحاولي تجنب الأشياء التي من شأنها أن تُغضبه منك.
وأنصحك بعدم الإكثار من الاعتذار؛ خاصة إن كنت لست مخطئة؛ لأنه إن كان هو المخطئ في حقك؛ فهذا يجعله لا يعير لغضبك أو لتصرفاته السيئة معك أية أهمية؛ لأنه يعرف أنه سواء أخطأ أم لم يخطئ؛ فأنت من سيأتي لمصالحته.
لهذا أعتقد أن الأمور بينكما في حاجة للتفاهم، وإلى أن يجلس كل طرف منكما مع الآخر ويتحدث معه صراحة دون أي حرج، وأن تخبريه عن كل ما من شأنه أن يُغضبك منه، وما من شأنه أن يُسعدك، وهو أيضاً يتحدث بهذا الصدد.
حاولا أن تُقرّبا وجهات النظر، وأن يتنازل كل منكما قليلاً لإرضاء الطرف الآخر؛ فسعادة أي منكما قائمة على سعادة الطرف الآخر؛ فحاولا حلّ أي خلاف بينكما أولاً بأول؛ حتى لا يتفاقم، وحتى لا تأخذ الأمور أكثر من حجمها.
وأعتقد يا عزيزتي أنك في حاجة لأن تُعزّزي من نفسك قليلاً؛ فلقد ذكرتِ سلفاً في رسالتك أنك عندما تُخبرينه أنك سوف تتركينه، يأتي طالباً منك العذر، ويحاول جاهداً أن يصلح من نفسه.
لا تكوني أنت البادئة دائماً، أعطه الفرصة كي يبدأ ويبادر هو بالتصرف، حاولي وضع "كنترول" على عواطفك قدر المستطاع؛ فلتكن العواطف بينكما متوازنة؛ فبقدر ما يعطي هو، حاولي أنت أيضاً أن تعطي، ولا تزيدي حتى لا يشعر بالملل منك، ويشعر أنك دائماً غالية، وأنه في حاجة لبذل الكثير دائماً للحصول على رضاك، وللحفاظ على وجودك معه.. ولكن كل شيء بالمعقول؛ فليس معنى هذا أن تبتعدي تماماً؛ ولكن ليكن قُربك وبُعدك عنه بحساب؛ حتى تحافظي على حالة الاتزان بينكما.