أبدى المجلس القومي للصحة النفسية ضيقه واستنكاره لرغبة أهالي الخانكة تغيير اسمها؛ بسبب ارتباطها باسم مستشفى الخانكة، بما يجلب عليهم إيذاءً نفسياً. ويرى المجلس أنه إذا كان للإنسان قيمة، فإن لمدينة الخانكة أن تشعر بالفخر؛ لكونها مكاناً يحتوي على مستشفى تبرّع صاحبه في عطاء إنساني حقيقي، منذ ما يزيد على 100 عام؛ لخدمة أولئك المرضي، الذين يشاركوننا إنسانيتنا وكرامتنا وكل حقوقنا. وأعلن المجلس أنه إذا كان لمدينة الخانكة أن تتنصّل من كل تلك الحقائق، فإن للمرضى الذين يقطنون ذلك المستشفى أو يتردّدون عليه للعلاج كل الحق في طلب تغيير اسم مستشفاهم؛ حتى لا تقترن باسم مدينة الخانكة. وأوضح الدكتور ناصر لوزة -أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية- أن درجة قياس رقي الشعوب وحضارتها يرتبط باحترامها ورعايتها للفئات الأضعف في المجتمع، وكانت دوماً محافظة القليوبية بمدينتها الخانكة نموذجاً لهذا، فقد ارتبط اسم مستشفى الخانكة في ذهن مجتمعنا باسم المدينة التي احتضنت على أرضها، فئة من المجتمع في حاجة إلى الرعاية والاحترام والمشاركة، فصار معلوماً للجميع أن الخانكة هي صاحبة المستشفى الأكبر مساحة وعراقة في الصحة النفسية. وأكد أن فئة المرضى النفسيين تحتاج دوماً إلى أن تكون عضواً فعالاً في المجتمع، فتهميش المريض النفسي ورفضه واعتبار مرضه وصمة عار تميزه عن غيره من البشر، هو ليس إيذاءً شخصياً ونفسياً له فقط، بل هو اعتداء على حق إنسان لا ذنب له فيما أصيب به من مرض؛ وذلك بحسب ما نشر بجريدة الأهرام. وأنهى اعتراضه بأن المستشفى يتقدم بخالص الشكر والتقدير لأهالي المدينة، الذين رغبوا في تغيير الاسم؛ لشعورهم بأنه يمثل وصمة للمدينة، فإننا كقائمين على رعاية المرضى، نرجو أن يوضع محل الاعتبار تغيير اسم المستشفى أيضا، إذا رأى الأهالي بالمدينة والعاملون بالصحة النفسية والمرضى وأسرهم أن الاسم قد يمثل أيضاً وصمة للمرضى النفسيين بالمستشفى، وفي المجتمع بوجه عام؛ وفقاً لما نشر بموقع أخبار مصر. ويذكر أن المستشار عدلي حسين -محافظ القليوبية- قد قام بتكليف مركز الدراسات القومية بالمحافظة، بدراسة مطالب أهالي مدينة الخانكة بتغيير اسمها، وما يقترحونه من أسماء بديلة لها، على أن تشمل الدراسة بحث الأصول التاريخية للمدينة، مثل منطقة "أبو زعبل" التي ارتبط اسمها بالليمان الشهير. وكان عدد من أهالي المدينة قد تقدّموا بمذكرة للمحافظ، والدكتور محمد الفيومي -رئيس المجلس الشعبي المحلي- طالبوا فيها بتغيير اسم المدينة؛ لما يسببه لهم من أضرار معنوية؛ بسبب ارتباطه بمستشفى الأمراض العقلية، وقرر المجلس إجراء استطلاع رأي للأهالي حول ما يقترحونه من أسماء جديدة، قبل صدور قرار بتغيير اسم المدينة كما جاء بجريدة المصري اليوم. من جانبه قال هشام أمين -عضو مجلس محلي الخانكة- إن الاسم الأصلي للمدينة هو "الخانقاة"، ومعناه دار العبادة أو المدينةالبيضاء، ثم جرى تحريفه إلى الخانكة، وارتبط مع الزمن بمستشفى الأمراض العقلية الذي يقع في منطقة الإيواء بالمدينة. واقترح أمين تغيير الاسم إلى المدينةالبيضاء، حسب الأصل اللغوي للكلمة، وكذلك لوجود مسجد الأشرف -أحد أكبر المساجد التاريخية- بها.