أنا كنت بحب بنت عمي حب من طرف واحد، ولأني كنت صغير مافهمتش إني لازم أنسى وأدوّر على حد يفهمني، وفضلت أحبها ست سنين؛ لحد ما شُفت إنسانة أصغر مني ب9 سنين، حبتها وقررت أقول لها؛ لكن هي كانت صغيرة، وحصلت بينّا مشاكل كتير خلتني أبعد عنها. واتعرفت على واحدة زميلة ليّ في المعهد، وحبينا بعض، واتقدمت ليها؛ لكن باباها رفض لأنه معترض على بلدي بحجة إننا فلاحين، فضلنا مع بعض بعد رفضه حوالي ستة أشهر، وكنت فاكر إني هاغيّر الكون.. لحدّ ما عرفت بالصدفة إن فيه واحد بيحب البنت الأولى (اللي كنت بحبها اللي أصغر مني)، زعلت جداً، ولقيت نفسي متضايق؛ وقتها اكتشفت إني مش بحب اللي معايا وإني كنت ظالمها معايا؛ فقررت أعجّل بنهاية الموضوع اللي هو كان منتهي أصلاً.
المهم وصلت لها وكلمتها، وعرفت إنها بتحبني؛ بس بتعاملني مش كويس لأنها زعلانة إني خُنتها، وعرفت غيرها من وجهة نظرها، ومش مصدّقة إني بحبها.
أنا صحيح ولد؛ بس بنات كتير جداً حبوني؛ على الرغم من إني شايف إني مش وسيم؛ بس بيحبوني عشان طيبة قلبي؛ زي ما بيقولوا.. أنا حياتي متعلقة بالإنسانة دي دلوقتي، وهي رافضة تسمعني، وبتقول عليّ خاين، ودايماً ردّها وحش..
مش عارف أعمل إيه بالظبط لأني بجد مش باعرف أنام من التفكير فيها، وخايف تعرف حدّ غيري -لأنها حلوة ومحبوبة- وأضيع أنا.
Zezo ahmed
أخي العزيز، في البداية أريدك أن تعرف أن المشكلات هي الملح والفلفل لأية علاقة في هذه الحياة، وأنه لا يوجد أية علاقة تخلو من المشكلات؛ مهما بلغت درجة الحب، ومهما كان تعقّل أطراف هذه العلاقة؛ لأن الاختلاف هو سُنّة الحياة؛ فمهما كانت الشخصيات متوافقة؛ فلا توجد شخصية هي نسخة كربونية من الشخصية الأخرى؛ فكل منكما وليد بيئة معينة، وكل منكما له عاداته وتقاليده التي تربى وعاش عليها، والتي أثّرت بالتأكيد على ميراثه الفكري؛ لذا كان عليك عدم الهرب من العلاقة بسبب المشكلات؛ بل كان ينبغي مواجهة هذه المشكلات، وليس التهرب منها، والتعرف على كيفية الوقوف على حلول لأية مشكلة قد تواجهكما؛ فالحب ليس حلاً لكل المشكلات.
وأعتقد أن ما يجعل هذه الفتاة تشعر بالألم مما فعلته معها، هو أنها تحبك بصدق، وأن تركك لها قد آلمها كثيراً؛ ولهذا فقد تكون فقدت الشعور بالأمان معك؛ لأنك لم تتركها فقط؛ بل أيضاً أحببتَ أخرى، وحاولتَ التقدم لخطبتها؛ فهذا في حدّ ذاته ضربة قاصمة لها، ولحبها لك، وأنت عليك أن تفعل الكثير لكي تستعيد ثقتها فيك مجدداً.
وأولى خطوات استعادة هذه الثقة، هو أن عليك أن تسعى جاهداً للتحدّث معها؛ حتى وإن تعاملت معك بأسلوب غير جيد؛ فعليك أن تتحملها؛ فهذا حقها، وأنت أخطأت، وعليك أن تدفع نتيجة أخطائك، وألا تظن أن الحياة وردية لتترك فتاة وتذهب لأخرى، ثم تأتي لهذه الفتاة مجدداً، وتقول لها أريدك، وتتوقع منها أن تلقي بنفسها بين أحضانك!!
عليك أن تُثبت لها أنك متمسّك بها، وأنك صادق في حبك لها، وأنك ترغب في الذهاب لأسرتها، وإن كنت تعرف عنوانها؛ فعليك أن تذهب مباشرة لمقابلة أسرتها، والتقدم لها بشكل رسمي؛ فهذا سيكون أفضل ردّ اعتبار لها ولكرامتها، وهذا أكبر دليل على حبك لها، وصدق مشاعرك، وعليك أن تُثبت لها أنك نادم على ما فعلت، وأنك لن تتخلى عنها أبداً لأي سبب من الأسباب، وأنك تعلّمت من خطئك؛ فحاول أن تُشعرها بأنك حقاً عرفت قيمتها؛ لأن هذا سوف يجعلها تشعر أن كرامتها المُهانة قد الْتأم جرحها.
وعليك أنت أن تتعقل في قراراتك، وأن تعتبر ما حدث بمثابة درس لك يُعلّمك عدم التسرع في اتخاذ أي قرار في حياتك مجدداً، وأن أي قرار يكون له ثمن، عليك أن تدفعه، وأن تتحمل نتائج هذا القرار، وأن جرح المشاعر ليس بالهيّن، والْتآم الجراح أيضاً ليس بالشيء الهين.