أنا متزوّجة من شهرين، جوزي سافر بعد شهر من جوازنا، وأنا حامل دلوقتي وقاعدة عند أهلي؛ لكن شقتي عند أهله في البيت، وأنا مش بارتاح معاهم.. أنا باعاملهم كويس، وهم كمان، بس باحسّ إنهم بيستغلوني في شغل البيت أو المطبخ من أول ما اتجوّزت. تاني حاجة إنه مش عايزني أروح عند جدتي خالص كل شوية يستفزني، ويقول لي مش عايز حد يطلع شبه عيلتك؛ برغم إننا -والله- كلنا حلوين وبنحب بعض جداً وكويسين بعكس عيلته وهو حاسس بالفرق ده. بيقعد يقول لي: اتوحّمي على حد من بره عيلتك، ويستفزّني؛ أروح أنا أغلط فيه، وأقول له: اسم الله على عيلتك؛ لأنهم كلهم متفرقين، وأنا مابحبش أتعامل معاهم، وأسلوبهم بيئة أوي، وماحدش فيهم بيحترم الكبير ولا عنده كبير أصلاً، وأنا باتضايق لما بيقعدوا يشتموا ويزعّقوا قدامي، وباحس إنهم مش من مستوايا. المهم إني زهقت من كتر ما هو بيغلط في أهلي، برغم إنهم -والله- كلهم وقفوا معاه في جوازه وفي كل حاجة؛ ساعدوه بفلوس وبمجهود. مش عارفة، زهقت منه ومن حياتي وتعبت من وحدتي. memo صديقتنا... هناك حكمة شهيرة تقول "كل إناء ينضح بما فيه"، وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "لو استقامت قلوبكم لاستقامت ألسنتكم".. هذه الحِكَم والأقوال تقول إن هناك تمازجاً بين الظاهر والباطن؛ فمهما أخفينا في قلوبنا؛ فإننا نُخرجه في أقوالنا رغماً عنا. أقول ذلك لأني رأيت في نفسك إكباراً لأهلك وعائلتك فوق كل أحد، وهذا رائع في ذاته؛ لكن لا يجب أن يكون فوق زوجك؛ حتى إن كان كذلك، ولا أن تعلنيه قاصدة به المباهاة بنفسك والتقليل من شأنه؛ فمن أوّل حقوق الزوج احترامه وإكباره؛ وإلا فلماذا تزوّجته من البداية إن كنت غير راضية عنه؟!! صديقتي.. مهما كان في أهله من عيوب -لا شك أنه يعلمها – فإن تقليلك من شأنهم في حضوره وغيابه يحفر في نفسه أخاديد من العناد لك والكره المقابل لأهلك دون ذنب منهم، وبذلك تكونين قد أشعلت ناراً بين طرفين لا خلاف بينهما، ثم تأتين في آخر المطاف لتشكي ما أنت فيه. صديقتنا.. قد عبّرت عن رأيك في أهله مرة بل مرات، وهو يعلم رأيك فيهم جيداً؛ فلا فائدة من تكرار هذه الأقوال التي تستفزّكما، بل قد تُنهي حياتكما في لحظة شيطان تعمى فيها البصيرة إلا عن انتقامه لذاته وأهله؛ فمهما كان هو من الحكمة وكانوا هم من السوء؛ فإن كل عار يلحقهم أمام المجتمع يلحقه أيضاً. ابتعدي عن الدخول في هذه المقارنات (أهلي وأهلك)، ومن تبيين العيوب؛ فإن دفَعَكم الحوار لذلك مثل أن يقول "أنا أعلم أن أهلي سيئون أو بهم العيب الفلاني"؛ فيمكنك أنت أن تأسري قلبه وتحوزي احترامه بكلمات "المهم عندي هو أنت؛ فأنت دنياي وحبي".. لحظتها سيُكبرك في نفسه وقلبه، وسيشكر الله تعالى على ما منحه من زوجة عاقلة محبة، وستجدين ساعتها احترامك مردوداً لك ولأهلك الذين ربوك. وأخيراً اعلمي أن الكلمات الطيبة وأفعال المودة مهما كانت بسيطة؛ فإن ثمرتها كبيرة، وكلما قابلت أهله بشوشة ومرحّبة واعتذرت عن شيء ترفضين فعله بأدب وحب؛ فإن علاقته بأهلك ستكون على خير ما يكون. مع الملاحظة أن ما يعنيك من أهلك هم أسرتك الأولى التي هي والداك وإخوتك، وهؤلاء من يجب أن تكوني حريصة على علاقتهم الطيبة مع زوجك، أما بقية العائلة فهم يعنونك وحدك ولا تشكّل علاقته بهم فروقاً كبيرة ولا أثراً على حياتكما؛ فلا تجعلي منها معضلة تقف أمام طريق سعادتك.. وببعض الكلمات الطيبة سيسمح لك بزيارتهم وحدك، ولا عليك بعدها من أن يحبهم أو يكرههم. وفقكِ الله وأصلح حالك..