أنا طالبة في بكالوريوس هندسة من سنة تقريباً، حبيت ولد عن طريق النت، وطلب إنه يشوفني، كانت أول مرة في حياتي أقابل ولد لأني مش حابة أعمل كده؛ بس وافقت بعد ما صاحباتي أقنعوني إن لازم أشوفه؛ لأن كلام النت ده مش حب. بس مع الأسف ماكانتش مرة واحدة، وكنت كأني مغيّبة عن الدنيا وعن التفكير، ماكنتش عارفة أنا باعمل إيه.. كل يوم بعد الكلية أقابله ويمسك إيدي، وتطوّر كلامنا في التليفون لاتنين متجوزين. بعد فترة، كان هو في آخر سنة من معهده، لقيته اتغير معايا خالص، وقال لي ماينفعش نكمّل سوا عشان أنا ورايا جيش و.. و... ساعتها أنا انهرت وقررت إني ماحبش تاني، وإني لازم أفكّر بعقلي شوية، وإن كلها شهور وأتخرج وأبقى مهندسة، وييجي لي عريس يكون موثوق فيه وشاريني ويبقى بيني وبينه مودة ورحمة زي ما ربنا قال؛ لكن من غير حب؛ لأني ماعتقدش إني هحب حد تاني لأني مش قادرة أنسى الولد بتاع النت ده. وعشت حياتي على كده.. لكن بعد فترة لقيته بيكلمني، وعايز يرجع لي وبيقول لي إنه كان غصب عنه، وظروفه كانت جامدة عليه، وحس إنه مش هيقدر يحقق لي اللي أنا عايزاه، وإنه لسه بيحبني ومتمسك بيّ ومش عارف يبص لواحدة تانية غيري. طبعاً حنيت وسامحته؛ بس كنت ساعتها أجمد شوية وسألته: امتى هييجي يخطبني.. لأني لا هاتكلم في التليفون تاني ولا هاقابله بعد النهارده؛ خصوصاً إني ندمت جداً واستغفرت ربنا.. لقيته بيقول لي إنه لازم يستنى إخواته البنات لما يتجوزوا الأول -مع العلم إن عنده أختين في الدراسة وقدامهم فترة- وإن عنده شقته في البلد مع أهله وإنه ماينفعش يسكن هنا في القاهرة. يعني المفروض مني أستناه لما يجوّز إخواته، وكمان أسيب أهلي هنا في القاهرة وأعيش معاهم في بلدهم؛ وبالتالي ولا هاشتغل ولا حاجة.. ساعتها رفضت كل ده وقلت له: ماينفعش، وعموماً لو عايزني أنا مش هاعيش غير في القاهرة، وتيجي تخطبني دلوقتي، أنا مش هافضل أكلّمك ونتقابل على أمل الخطوبة، ولو مانفعش يبقى كل شيء قسمة ونصيب. بعدها بشهر لقيته بيكلّمني تاني، وبيقول إنه قدّم على شغل، وإنه عايزنا نرجع تاني.. قلت له: طب والشقة وإخواتك؟ قال لي: سيبيها لوقتها. دلوقتي بقى أنا في حيرة بين عقلي وقلبي، يا ترى أساير قلبي وأفضل أستنّاه وأتحمل كل المشاكل اللي هتقابلني معاه: أهلي ممكن يرفضوا لأن معاه معهد، وسنّه أصغر مني بسنتين، وأكيد هتبقى وظيفته مش بقدر وظيفتي كمهندسة، ولو هيجيب شقة في القاهرة هتبقى إيجار جديد؟ ولا أحكم عقلي وأسيبه وأستنى نصيبي؟ حاسة إني مش قادرة أتخيّل نفسي مع حد غيره، وعايزة اللي لمسني أو قال لي في يوم من الأيام كلام غير مباح يبقى هو جوزي بس، وأرتاح من تأنيب الضمير البشع اللي أنا عايشاه. يا ريت تردوا عليّ أرجوكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. Yla.bena من قال إن عليك أن تدفعي ثمن خطئك طوال عمرك؟ من قال إن ما وقعت فيه من ذنب -هو كبير بلا شك- مع هذا الشخص دليل على أنه يحبك أو على أنك تحبينه؟ من قال إن عليكِ أن تحكمي على نفسك وعلى أولادك من بعدك بأن ترتبطي بإنسان غير مناسب لك، ولا يرتاح له عقلك، ولا يؤكّد أي موقف من مواقفه أنه يحبك أو يحترمك؛ بل وهناك احتمال لا بأس به أن ترفض أسرتك الارتباط به من الأساس؟ هذا على فرض أنه سيُقدم أصلاً على التقدّم لأسرتك طالباً الارتباط الرسمي بك. صديقتي لا يوجد دليل واحد ظهر في رسالتك على حب هذا الشخص لك، أو سعيه الجادّ كي تكوني من نصيبه، كما لا يوجد دليل واحد يجعلك تشعرين بالأمان معه على نفسك؛ سواء تزوجتِ في القاهرة أو تزوجت في بيت أسرته، ولا يوجد دليل على أنه لن يعيّرك دوماً بما حدث بينكما؛ حتى لو أكّدت له مراراً أنك تُبتِ واستغفرتِ عن خطئك الجسيم، ولم ولن تكرريه. نصيحتي لك هي الابتعاد عن هذا الشخص فوراً، دون أي مقدمات، ودون أي أعذار.. ولا مفرّ من قسوتك عليه وقسوتك على نفسك في البداية؛ فاقسي أنت عليها الآن؛ بدلاً من أن يقسو زمانك عليكِ، ثم لا تجني من هذا الارتباط غير إهدار الوقت والكرامة والمزيد من غضب الله تعالى عليك. لا تلتفتي لتوسّلاته ولا تستجيبي لعذره الذي قاله لك مبرراً لإنهائه علاقتكما الأولى، ولا بأنه قد ابتعد لأنه لن يستطيع أن يحقق لك ما يريد، ولا تكوني بالسذاجة التي تجعلك تصدقين أن سبب عودته إليكِ هو ما كان بينكما، وبأنه لا يستطيع النظر لغيرك؛ فالأمور لا تسير هكذا، والذي يبيح لنفسه لمس إنسانة لا تحقّ له لا مانع لديه من أن يكرّر ما فعله سواء معها أو مع غيرها.. ودليلي على هذا هو استمراره في المماطلة وعدم تحديد وعود قاطعة ليعلن حبكما في النور بشكل يحفظ لك كرامتك وسمعتك وحقوقك. فلا تكوني الفتاة السهلة التي يجدها دوماً رهن إشارته دون أن يتكبّد عناء أي شيء، ولا تقابليه بالطبع؛ وحتى الكلام في الهاتف لا معنى له دون وجود رباط رسمي بينكما؛ وإلا سيتطوّر كما تطور سابقاً، والله أعلم أين سيصل بك، أو هل سيسجّل لك مكالماتكما ليبتزّك بها كما نرى ونسمع دائماً. وعلى الرغم من كل ما حدث؛ فإنك لا تزالين على البرّ وأمامك فرصة ذهبية للتراجع، ولا تخشي ردّ فعله؛ حتى لو أخبر أسرتك؛ فبالتأكيد موقفهم لن يكون أسوأ من استمرارك في الخطأ معه. فأخبريه بشجاعة بعدم رغبتك في الاستمرار؛ فإذا وجدت منه تفهّماً، كان بها.. وحاولي بجدية إغلاق هذه الصفحة، أما لو -لا قدر الله- وجدتِ منه عناداً، أو رغبة في مضايقتك فلعلّ هذا يخبرك عن حقيقته، وهنا عليكِ الاستعانة بأسرتك أو بالشرطة إن تطلّب الأمر؛ فهذا لا مزاح فيه؛ فشرفك وسمعتك ليست مجالاً للتهاون ولا للخوف. ربنا يوفقك ويهديك للطريق الصواب.