قال الروائي والأديب الكبير د. علاء الأسواني، إنه يرفض رفضاً باتاً التعامل مع أيٍ من مؤسسات الكيان الصهيوني؛ بوصفها ضمن المؤسسات الداخلة ضمن نطاق الدولة التي تقوم بممارسة أعمال العنف وجرائم الحرب تجاه إخواننا في فلسطين على حد تعبيره. وضرب مثلاً بجنوب إفريقيا ومقاطعة المجتمع الدولي لها في وقت سابق، وأشار إلى أنه: لماذا يتمّ انتقاد ما نفعل وهو ما فعلوه سابقاً ببلد آخر. جاء ذلك في اتصال هاتفي مع المذيعة "منى الشاذلي" في برنامج "العاشرة مساءً" حول الجدل الواسع الدائر حول ترجمة روايته الأشهر "عمارة يعقوبيان"، إلى العبرية من قِبَل "المركز الإسرائيلي الفلسطيني" دون الرجوع إليه؛ بل واختزال أكثر من مائة صفحة من الرواية.. وعند سؤاله عما إذا كان يعترض على التعامل مع الكيان الإسرائيلي ويقبل في الوقت ذاته بالترجمة العبرية؛ ردّ بالإيجاب. كان مركز إسرائيلي فلسطيني -يعمل من أجل السلام- قد أعلن عن توزيع نسخة مجانية مترجمة إلى العبرية من رواية "عمارة يعقوبيان"، على أعضائه؛ برغم معارضة "الأسواني" ورفضه لهذه المبادرة. وقال المركز الإسرائيلي الفلسطيني -في رسالة إلكترونية لأعضائه- "أقدّم لقُرّائي باللغة العبرية الفرصة النادرة لقراءة رواية "عمارة يعقوبيان" المصرية، الناجحة للكاتب علاء الأسواني". وذكرت الرسالة المُرفقة مع ملف يحتوي على ترجمة مجانية للرواية إلى العبرية، أن "علاء الأسواني رفض ترجمة الكتاب إلى العبرية في إسرائيل"، وبرّر المركزُ مبادرته بالرغبة في "توسيع التوعية والتفاهم الثقافي في المنطقة". وتعد هذه قضية هامة للغاية فرضت نفسها بقوة في الآونة الأخيرة؛ خاصةً مع إصرار د. علاء الأسواني على مقاضاة هذه المؤسسة التي تقوم بتوزيع الرواية بالمجان في مشهد وصفه -في "اليوم السابع"- ب"الطفولي". ومما يعزّز موقف "الأسواني"، تصريح د. "خالد العامري" -رئيس لجنة حقوق الملكية الفكرية- الذي أشاد بلجوء "الأسواني" مباشرة للمهندس "إبراهيم المعلم"؛ بوصفه نائب رئيس اتحاد الناشرين الدوليين؛ موضحاً بأن ل"المعلّم" ثقلاً وحنكة كبيرة جداً في اتحاد الناشرين الدوليين، ستكون في صالح "الأسواني"؛ حيث قد تطيح بإسرائيل خارج أسوار اتحاد الناشرين العالميين تماماً. وفي سؤال جديد ل"منى الشاذلي" حول عدد النسخ التي تمّ بيعها من الرواية في العالم، قال د. علاء الأسواني: "إنه في مصر لا يُعرف تحديداً عدد النسخ التي تمّ بيعها بسبب بعض المشكلات الخاصة بالإحصاء في دار النشر السابقة؛ ولكن النُسخ المترجمة -بإيعاز قانوني منه- بلغ عددها مليون نسخة". وهو رقم كبير جداً لمبيعات الرواية، الذي وصفه في وقت سابق "ريشار جاكمون" -مسئول قسم الترجمة التابع للمركز الثقافي الفرنسي- بأنه الأعلى مبيعاً في تاريخ الأدب العربي الحديث. وقد أثارت الرواية العديد من الآراء والجدل في كل مراحلها: الروائية السينمائية.. وأخيراً الترجمة.. فإلى أي فصول جديدة سوف يصعد بنا سُلّم "عمارة يعقوبيان"؟