أنا رجل متزوج، وعندي طفلان، وأحببت واحدة غير زوجتي، ولا أستطيع أن أفارقها، ولا أستطيع أن أطلّق زوجتي؛ لأني أحبها جداً؛ ولكن الاثنتان تكملان بعضهما.. وأخشى أن تتركني زوجتي إذا علِمَت بزواجي من الثانية. بالله عليكم دلّوني ماذا أفعل، ولا تقولوا لي "لا تتزوج". m "لا تقولوا لي لا تتزوج".. إذن ماذا تريدنا أن نقول لك؟ أنت تريد الإجابة التي تريحك، وهي "فلتتزوج، فلتهنأ بالاثنين سوياً".. أهذا ما تودّ سماعه؟.. آسف، الإجابة التي تبحث عنها ليست لديّ. لم تذكر على وجه التحديد الأشياء التي تفتقدها في زوجتك التي تحبها ووجدتها في عشيقتك، أهو الحب؟ أهو العقل؟ أهو الجسد؟ أم ماذا؟ والسؤال الأهم من ذلك هو: لماذا لم تحاول لفت نظرها إلى احتياجك لهذا الشيء فيها؟ لماذا لم تحاول الإصلاح قبل أن تستبدلها بغيرها؟ أهو استسهال أم رغبة في التجديد؟ لا تضِق بقسوتي؛ ولكن زوجتك -التي تقول إنها تحبك- من وجهة نظرها أنها لم تفعل شيئاً يستحق أن تضيف إليها قرينة جديدة.. من منظورها لم تفعل، وفي نظري لم تفعل؛ وبالتالي وكما أرى أيضاً؛ فالحب الثاني ليس حباً ثانياً بقدر ما هو شهوة ثانية، ورغبة في تذوّق نوع آخر من الفاكهة. قد تُدافع عن نفسك بالقول بأن الزواج إنما هو شرع الله، وأنك لم تطلب جرماً يستحق ما أقول، ووقتها سأردّ عليك: بالتأكيد الزواج من ثانية يحدث في حالات محددة، وعلى مضض؛ كإصابة زوجتك الأولى بمرض ما، أو عدم كفايتها لك جنسياً، ووقتها لا بد أن يتمّ الزواج الثاني بعلم الزوجة الأولى.. فهل تتوفر هذه الشروط في حالتك؟ سؤال لا أبحث عن إجابته؛ بل سأتركها لك بينك وبين نفسك في ساعة صفاء. وأخيراً وقبل أن أختتم حديثي، دعني أسألك سؤالاً عادة ما أوجّهه في مثل هذه الحالات: ماذا لو تبدّلت المواقف، وأصبحَت زوجتك في مكانك وأصبحت أنت في مكانها؟ ماذا لو افتُتنت هي بغيرك برغم حبها لك؟ هل تحمّلت الفكرة؟ هل استطعت أن تُواصل التفكير فيها ولو لثوانٍ؟ بالطبع لا.. إذن أقول لك: إنها إنسانة وتشعر، وأحياناً تُفتن؛ ولكنها تتقي الله فيك وتردّ نفسها عن غيرك، وتمتنع عن رغبات نفسها حفظاً لعرضك يا صاحب العرض. وفّقك الله إلى ما يحبه ويرضاه