السلام عليكم.. أنا محتاجة رأيكم اللي باثق فيه جداً لأني حيرانة وتعبانة وما قُداميش وقت كبير.. أنا بنت عندي 23 سنة، اتقدم لي واحد من فترة بسيطة، بيشتغل في السعودية، وبعد فترة طلب إننا نكتب الكتاب لأنه محتاج عقد الزواج عشان يؤجر شقة هناك ويجهّزها، وفعلاً كتبنا الكتاب في شهر 6 اللي فات. أنا مشكلتي إن جوازي قرّب ومش حاسة إني سعيدة رغم إني في الأول كنت فرحانة ومبهورة بيه؛ لكن دلوقتي عكس ذلك ومش عارفة أحسب الأمور أو أوصل لقرار. أنا كنت واخدة الموضوع بعقلانية أما المشاعر فاكتفيت بالقبول لأني جربت الحب قبل كده وما نفعش؛ فقلت خلاص إنسان محترم ومناسب وشغله كويس ومش مشكلة أكيد الحب هييجي بعد الجواز والعشرة؛ لكن لما ابتدى الموضوع يدخل في الجد والتجهيز والمشاكل لقيت الموضوع صعب من غير حب؛ من ناحية التضحيات والصبر على الظروف، من ناحية الغُربة وترك أهلي، من ناحية المشاعر وإسعاد الطرف الآخر اللي هو جوزي. كتير باقعد أقول له كلام حلو وأحسّسه إني طايرة بيه وأحسس الجميع إني سعيدة لعل الموضوع يقلب بجد؛ بس بالعكس بعدها باحس إني مخنوقة ومش طايقاه وإني بامثّل!! أنا مش عارفة أفكّر إزاي.. ساعات أقول: لما أنا دلوقتي مش سعيدة في الفترة اللي المفروض أي اتنين بيكونوا أسعد ما يمكن فيها؛ أمّال هاتبسط إمتى؟.. وساعات أقول ما الناس كلها عندها مشاكل وما حدش مبسوط يمكن بُكرة لما نستقر في بيتنا هاتغيّر.. وارجع أفكّر إذا أنا ما حبيتهوش دلوقتي، إيش ضمّنّي أحبّه بعد الجواز؟ طب ما أنا لو سيبته هيبقى اسمي مطلّقة وممكن أندم.. أنا مش عارفة ليه مش مشدودة ليه وما بحبهوش مع إنه بيحبني ومهتمّ بيّ وكويس من كله؟؟ وهل دي حاجة ممكن الواحد يحاول فيها ولا لأ -إنه يحب حد يعني؟؟ أنا لما كنت مع الشخص الأولاني كنت سعيدة جداً؛ مع إنه كان أقل من الشخص الحالي بكتير، أنا مش باقارن بين الشخصين، أنا باقارن بين إحساسي وسعادتي في الحالتين. أنا من كتر دماغي ما تعبتني ما بقيتش بافكّر؛ باستخير وماشية كده وخلاص، في نفس الوقت خايفة أعرّف أهلي اللي جوايا لأنهم ما بيتفهّموش الكلام ده؛ بالعكس هيهاجموني بشدة. يا ريت تدلّوني آخد قرار إزاي؟؟ h أنا معك صديقة "بص وطل" العزيزة في رأيك، في أنه يلزم ارتباطك بالزواج إحساس قوي بالحب؛ وخاصة أنك تعرفين مذاق هذا الحب من تجربة سابقة. ولكن للأسف لا تجتمع أبداً أسباب السعادة لشخص واحد؛ فالكمال لله وحده، ووقت كنت تتمتّعين بالحب استحال الزواج، ووقت جاء الزواج لم تجدي الحب. ولكن لو عرفت ما هو الحب؟ وتأكّد لك أن الحب هو الأُلفة بين شخصين تتحول بالعشرة إلى حب هادئ مستقر مستديم لاطمأن قلبك إلى أن أسباب الحب بينك وبين خطيبك موجودة، وسيتأكد هذا الحب باستمرار حبه لك الذي سيدفعك لمبادلته حباً بحب. بمعنى أن إحساسك بالحب ناحية خطيبك موجود؛ ولكنه تأثّر بخوفك من الغربة والبُعد عن الأهل وتواجدك الكامل مع هذا الزوج وأنت لا تشعرين بما كنت تشعرين به من قبل في تجربتك السابقة؛ يعني الحب موجود وإذا لم يكن موجوداً ما استطعت التعبير عنه ولو كان بالتمثيل كما تقولين. إذن فالحب موجود ولو تحت مسمى الأُلفة والرضا بالأمر الواقع الذي هو القسمة والنصيب، والعقل يؤكد ما قُلتِه أنت بنفسك وهو: أنه ليس من السهل هدم زواجك لمجرّد وهم وطلب إحساس في علم الغيب، ومعك بالفعل حب خطيبك وحرصه على إرضائك ومعك أيضاً إحساس طبيعي بالألفة يتطور ويتغير بالعشرة وبمزيد من الرغبة في الحب الزوجي الذي يبدأ مع الزواج ويستمر به، وليس حب المغامرات الذي يبرُد وينتهي بالزواج لتبدأ المشاكل والنزاعات. ولقب مطلّقة بالفعل لقب مَقيت في مجتمعنا، وللأسف تُعاقَب عليه الفتاة مرتين؛ مرة من أهلها بالحرص عليها لدرجة الحدّ من حريتها والخوف عليها من طمع الطامعين فيها، ومرة من المجتمع حينما ترفض العائلات زواج أبنائهم من المطلقات. ثم، وهذا هو المهم، لو حدث -تَخَيُّلاً- وفسخت الزواج حتى لا تتحقق مخاوفك من عدم حبك ومجاوبتك لزوجك بالطريقة التي ترغبينها؛ فهل تضمنين بعد طلاقك عريساً فيه مواصفات زوجك الحالي وتتبادلين معه الحب على ما تتمنين؛ بمعنى هل تضحّين بما بين يديك لتنتظري شيئاً في علم الغيب يحدث أو لا يحدث، وهذا أمر الله. صديقتي.. ما تمرّين به مرحلة وستنتهي بالزواج واستقرارك في بيتك الذي سيكون لك له فيه حب ومودة تتبادلينها مع زوجك حباً بحب إن شاء الله.