السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بحب بنت محترمة جداً، والحمد لله دلوقتي قريت فاتحتها؛ بس أنا مشاكلي معاها كتير.. يعني من حوالي شهر كده حصل إنها كدبت عليّ والموقف بالظبط: كانت هي عند خالتها؛ فأنا رحت لها وأخدتها من هناك عشان أوصّلها، بعدين نزّلتها على الطريق الدائري كده من فوق وهي نزلت تحت عشان تركب مواصلة صغيرة توصّلها بيتها؛ فأنا فضلت واقف فوق مستنّيها لحد ما تركب وباصص عليها؛ ورُحت أجيب حاجة من العربية رجعت ما لقيتهاش واقفة وفكّرتها ركبت، فنزلت أشوفها لقيتها واقفة بعيد مع ابن عمتها اللي أنا مانعها إنها تقف معاه، واتصلت بيها تاني لقيت تليفونها مقفول فلما روّحتْ كلمتني باقول لها قافلة تليفونك ليه بتقول لي أصلي ركبت وتليفوني فصل شحن؛ مع إن هي اللي قافلاه عشان ما اتصلش بيها وهي مع ابن عمتها.
يعني كدبت عليّ، وأنا بقالي شهر لحد دلوقتي مش قادر أسامحها وباقول اللي يكدب في الصغيرة يكدب في الكبيرة؛ مع إنها دايما بتتصل بيّ وتترجاني وأنا اللي مش قادر وبافكر إني أنفصل عنها خالص وأفسخ الفاتحة.
طبعاً إنتم شايفين إن الموضوع تافه؛ بس يا ريت ألاقي أي رد منكم يريّح الواحد ويدّي له مشورة يعمل إيه.. وشكراً مقدماً.
.a
عزيزي.. من الذي قال إن الموضوع تافه؟ على العكس تماماً؛ ولكن معالجته هي ما تحتاج منك بعض الصبر والتروّي، حتى يتكشف لك الأمر وبعدها تُقرر إن كنت تستطيع أن تغفر كذبها أم لا.
حسب قولك إن فتاتك محترمة جداً، وبما أنك تقول هذا، إذن فقد سألت عنها جيداً، وعرفت عنها كل شيء، إذن لا شُبهة في أخلاقها، والموضوع هو أنها خالفت طلبك أولاً وكذبت عليك ثانياً.
فاسأل نفسك لماذا منعتها أنت من التواصل مع أبناء عمتها؟ هل هو تعنّت منك لشيء ربما يكون تافهاً؟ أو هو شيء جوهري يحتّم عليها قطع علاقتها بهم؟
ولأن علاقتك بها لا تزال مجرد قراءة فاتحة، إذن ليس لك عليها سلطه كاملة، وما زالت هي تحت سُلطة أبويها، وربما يكون والدها لا يريد قطع علاقتها بابن أخته، وهكذا تجد ذاتها في حيرة بينك وبين أبيها؛ فالعلاقات الأسرية لا تُبتر هكذا، ليس بمجرد أن قرأت فاتحتها أصبح من حقّك أن تقرر لها أن تقطع علاقتها بأقاربها؛ فربما يخلق لها هذا الفعل مشكلة أسرية لا يحق لك أن تسببها لها.
قد يكون هذا من حقك بعد عقد قرانك عليها فتكون قد خرجت من سلطة أبيها إلى سلطتك أنت؛ ولكن الآن، اعذرني يا عزيزي إن لم تكن تملك سبباً وجيهاً لمثل هذا الأمر؛ فأنت من بدأت الخطأ بمحاولة قطع صلة رحم وإفساد علاقات أسرية.
لذا يا عزيزي لا تأخذ من خطيبتك موقف عداء وأنت لم تعرف الحقيقة ولم تسألها لماذا فعلت هذا وكذبت عليك.. ربما يكون لها مبرراتها؛ فقد تكون قابلت ابن عمتها مصادفة وأُسقط في يدها، ولم تستطع أن تقول له أن يبتعد ويتركها حتى لا تفسد العلاقات بين أبيها وعمتها، وفي نفس الوقت حبها لك هو ما جعلها تكذب عليك حتى لا تُغضبك وتُفسد علاقتها بك.
الكذب خطأ بالفعل في كافة الأحوال، وكان يجب على خطيبتك مصارحتك والتفاهم معك؛ ولكن اقلب الوضع يا عزيزي، وضعْ نفسك مكانها لو أنك قابلت إحدى قريباتك وخطيبتك لا ترتاح لها؛ هل كنت ستقول لتلك القريبة اتركيني ولا تتحدثي معي لأن خطيبتي لا تريدني أن أتحدث معك؟ أم ستتحدث معها ثم تبرر هذا لخطيبتك.
عزيزي لا تتعجل الأمور وتُنهي علاقتك بها، وربما بعد أن تعرف الحقيقة تندم على ما فعلت وتشعر أنك قد ظلمتها في أمر لم يكن لها حيلة به.. واجهها بما حدث.. اسألها عن السبب الذي جعلها تكذب عليك وإن وجدت مبرراتها معقولة تريح نفسك وعقلك؛ فلا تأخذها بما لم يكن لها يد فيه، واتفِقا سوياً بعد ذلك على الصراحة وعدم مُداراة شيء مهما كان بينكما.
أما إن لم يُقنعك ردّها عقلاً وقلباً؛ فلك الخيار في أن تفسخ الخطبة؛ وخاصة أنه من الواضح أن شخصيتك تميل إلى الشك قليلاً؛ فلا يمكن أن تستمرا وأنت تشكّ في تصرفاتها دائماً؛ مما يجعل حياتكما عذاباً.