السلام عليكم.. أنا إنسانة تشعر بالندم والذنب حتى هذا الوقت.. تبدأ حكايتي وأنا في سنة تالتة ثانوي، وعارفة إني كنت صغيرة جداً على أن تكون لي حكاية. تعرّف إنسان عليّ، وبدأ يتلاعب بفكري في خلق فكر يتماشى مع شخصيته، وكنت أشعر بذلك ولا أستطيع تغييره من داخلي، وسرعان ما أحببته وهذا لأني لا أعرف غيره؛ فإنه من اعترف لي ولأول مرة بحبه، وطبعاً في مثل هذا السن يكون الإنسان أهبل.. آه باعترف بهبلي. المهم فضل معايا، ودخلت الكلية، وكان دايماً يقول لي أنا خايف إنك تتغيري لما تدخلي الجامعة، ما كانش واثق في نفسه، وكان بيقول إنه بيثق فيّ بس معظم الوقت كان يتصل يسألني أنا فين وأنا برة، ويكون شايفني قُدامه؛ بس علشان يشوف هاكدب ولا لأ.. المهم إنه بدأ يتغير وفعلاً انفصل عني؛ لكن أنا اللي ما قدرتش. المهم رجع لي تاني؛ بس هنا بداية مشكلتي بجد.. بدأ يتكلم من بعيد في حاجات عيب، وأنا أعمل نفسي مش في بالي ومش فاهمة.. بدأ يقول إنت مراتي قُدام ربنا. في مرة كان بيكلمني وأنا في 2 كلية، وبدأ يتكلم بطيبة وما اعرفش الكلام أخدنا لحد إن أنا مراته فعلاً وهو جوزي وخلصت المكالمة وأنا مقتنعة بكده، والمصيبة إن البيت كان عنده فاضي وقال لي ما تيجي أشوفك وقلت له لا مش هينفع، قعد يحلف إنتِ مراتي وأنا والله أخاف عليكِ من أي حاجة وما تخافيش هنكون محترمين، قلت له خلاص نخرج، قال لي لا اسمعي الكلام. وفعلاً رحت وحصل تجاوزات سطحية؛ ولكنها بداية المصيبة لأن بعد فترة اتكرر الوضع بطلبه حاجات زيادة؛ فانفصلت عنه؛ ولكنه بدأ يرمي شباكه عليّ لحد خطبني، وكررنا -للأسف- نفس اللي حصل وأنا عارفة إن أنا كنت غلطانة والله، والمرة دي كان عايز يتمم كل حاجة كزوج وزوجة ويقول لي إحنا اتخطبنا؛ بس أنا ما وافقتهوش إلا وقتها.. كنت مش حاسة بنفسي؛ بس بدأت أصحى، واستغفرت ربنا وتبت إليه ورجعت له شبكته وانتهينا. أنا تبت من زمان من حوالي 6 سنين؛ بس إحساسي بالذنب معايا مش مفارقني، أنا ندمانة لحد دلوقت، وهافضل عمري كله كده. أنا دلوقتي متزوجة من إنسان يهواه قلبي؛ ولكني أشعر بالذنب بسبب هذا الموضوع.. أفيدوني واعذروني على الإطالة. am.mamam
أختي العزيزة: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، بداية يا أختي أريدك أن تعلمي أن الشعور بالذنب هو بداية الطريق إلى التوبة النصوح، والتوبة النصوح تمحو ما قبلها كما يمحو الماء البُقَع من الثوب تماماً. وأنت بتوبتك ورجوعك إلى الله سبحانه وتعالى، وندمك على ما حدث، قد أصبحت كأنك لم تقترفي هذا الذنب من أساسه؛ حسب الحديث الشريف "كل ابن آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون"، وأن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة المرء وعودته إليه، وأنه لا يستطيع أن يعذّب هذه الأمة لأن بها أناساً يستغفرونه على ما فعلوه من أخطاء. والخطأ يا عزيزتي سِمَة طبيعية جداً في البشرية؛ فمن منا لا يخطئ؟! ولكن تتفاوت شدة الخطأ من شخص لآخر، وفداحة هذا الخطأ أيضاً.. وما فعلتِه لم يكن خطأً بسيطاً؛ بل كان خطأً كبيراً؛ ولكنه مهما كبر فهو في النهاية ذنب تبتي عنه، ولقد قال تعالى في الحديث القدسي "لو جاءني عبدي بملء الأرض خطايا، لا يشرك بي شيئاً لأتيته بملئها مغفرة". فلا تيأسي أبداً يا عزيزتي من رحمة الله، وأهم شيء هو الحاضر والمستقبل، وليس الماضي؛ فالماضي قد انتهى بكل ما فيه من خير وشر، وعليك أن تستفيدي مما حدث في المستقبل؛ فلا تُكرري أبداً ما حدث، وأن تصوني زوجك وتخلصي له، وتكوني له نِعم الزوجة، التي تحفظه في غيبته قبل حضوره. وكونك لازلت تشعرين بالندم يا عزيزتي؛ فهذا يدلّ على مدى خوفك من الله، وعلى شدة إيمانك، وبأنك تحملين نفساً لوّامة، وعليك أن تستفيدي من هذا للبعد عن الخطايا، الصغير والكبير منها، وأن تُكثري من الاستغفار، وفعل الخير؛ فالحسنات يذهبن السيئات بإذن الله تعالى. وعليك أن تؤمني بسعة مغفرة الله سبحانه كما تؤمنين بعقابه؛ فإنه سبحانه أرحم بنا، وأحنّ علينا من حنان الأم على طفلها. غفر الله لك ولنا، وتقبّل توبتنا وتوبتك إن شاء الله.