ألقت الشرطة القضائية في لبنان، القبض على ابنة شقيق "يوسف أبو مرعي" الذي اتُّهم الشاب المصري محمد مسلّم بقتله في بلدة كترمايا مع زوجته "كوثر" وحفيدتيه "زينة" و"آمنة". وتبيّن من تحرّيات الشرطة أن المتّهمة -وهي ابنة شقيق الجد القتيل- اختفت من القرية عقب وقوع الجريمة بيوم واحد فقط، وتبيّن أنها كانت تسكن في طابق علوي بنفس العقار الذي كان يسكن فيه الضحايا ووقعت فيه الجريمة، وأثار أمر اختفائها الشكوك لدى رجال الشرطة. وبجمع التحرّيات، قال عدد من شباب القرية إن المتهمة لديها ابنتان وولد، وبناتها في سن الشباب، وكان عمها (القتيل) دائم السخط عليها بسبب سوء سلوكها هي وبناتها؛ حيث إن زوجها مسجون في قضايا حساسة؛ مما دعا عمها إلى تهديدها بالقتل أو جعل زوجها يقوم بقتلها هي وبناتها بسبب الإساءة لشرفه وشرف العائلة في غيابه. وأضاف الشباب في تحرّيات المباحث اللبنانية، أن المتهمة كانت تشعر بغضب شديد من عمها، وكثيراً ما سمعوها تشكو لمحمد مسلّم من عمها؛ رغم أنها اتهمت "مسلّم" قبل ذلك باغتصاب ابنتها؛ ولكن سرعان ما تنازلت بعد ذلك عن بلاغها ضد "مسلّم" وبرّأته من تهمة الاغتصاب، وكان يتردد على منزلها كثيراً، وسمع الناس في القرية بعد ذلك أنه تقدم لخطبة ابنتها المغتصبة؛ لكنها رفضت تزويجها منه؛ مما دعا الناس للربط بعد ذلك بين ارتكاب "مسلّم" للجريمة ورفض المتهمة زواجه من ابنتها. وقال الرائد جوزيف مسلّم، رئيس شعبة المعلومات والإعلام لقوى الأمن الداخلي: إنه بعد جمع البيانات؛ تأكَّدَ وجود شبهات حول المتّهمة، وأنها التقت "مسلّم" قبل وقوع الحادث بيوم واحد، تمّ البحث عن عنوانها الجديد، وصدرت بحقها مذكّرة توقيف من النائب العام الاستئنافي "كلود كرم". وبالقبض عليها وابنتيها وابنها، اعترفت بأنها بالفعل طلبت من "مسلّم" التخلّص من عمّها خوفاً من أن يقوم بقتلها هي وبناتها أو يحرض زوجها ضدهم بعد الخروج من السجن. وأضاف "جوزيف" إنه لما ثبت عدم اشتراك ابنتيها وابنها، تم إخلاء سبيلهم، وعُيّنت حراسة مشددة عليهم نظراً لقرب خروج والدهم من السجن؛ حتى لا يتعرض لهم بالأذى. فيما تستعد النيابة لإحالة المتهمة إلى المحاكمة بتهمة التحريض على قتل أربعة لبنانيين هم عمها وزوجته وحفيدتاه. وقال المهندس محمد حسن، رئيس بلدية كترمايا: إن أمراً غريباً كان قد انتشر في القرية عقب وقوع جريمة قتل أبو مرعي وعائلته، بأن ابنة شقيقته هذه هي الوحيدة التي كانت تدفع ببراءة "مسلّم"، وتقول إنه مستحيل أن يقتل، وتراجعت عن بلاغها ضده باغتصاب ابنتها، وقبل وقوع الجريمة مباشرة كان قد تقدم لابنتها التي اتهمته باغتصابها ورفضته. وأضاف أنه يتردد بين الناس الآن أن المتهمة أغوت "مسلّم" بأنها ستُزوجه لابنتها إذا ما خلصها من عمها وأسرته، ولذلك تنازلت عن اتهامها له باغتصاب ابنتها قبل وقوع الحادث بفترة؛ ولكن لما أُلقي القبض عليه حاولت تبرئته ولما فشلت فرّت هاربة بأسرتها. وتتابع الشرطة تحرياتها الآن عن احتمال وجود شريك ل"مسلّم" في الجريمة، أو مرتكب آخر؛ خاصة أن المتهمة لم تجزم بأن "مسلّم" هو مرتكب الجريمة وحده، أم أن هناك شخصاً آخر اتفق أو اشترك معه على ارتكاب الجريمة لصالح المتهمة. عن الشروق