أنا بنت عندي 20 سنة وفي آخر سنة في الجامعة أنا باخاف أوي من ربنا ما أعرفش ليه بطريقة رهيبة ومحتاجة علاج منكم.. لما باصلي بابقى خايفة ومرعوبة وكل الأفكار المتعلقة بالموت وغيرها وحكايات الناس بتيجي في بالي، وباخاف أوي وقلبي يبقى مقبوض، أنا كنت الأول باخاف أصلي لوحدي.. دلوقتي حتى لو مع أهلي باخاف برده.. أعمل إيه؟ أنا باخاف أوي بطريقة رهيبة وما أقدرش أروح لدكتور نفسي بس أنا عايزة علاج نفسي يغيرني ويخليني مثل أي بنت أنا تعبانة أوي أوي. يا ترى ده إيه؟ وليه أنا كده من طفولتي؟ وإيه الحل؟ وهافضل خايفة لحد إمتى؟ أنا حاولت كتير بس مفيش فايدة خايفة برده مع اعتبار إن أي دعوة بتستجاب بس باخاف أدعي لنفسي. S
صديقتي العزيزة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن الخوف من الله أمر محمود ومطلوب لكن أظن أن الأمر الذي تذكرينه يختلف في مفهومه عن مجرد الخوف من أن نغضب الله أو الخوف من بطشه وعذابه.. حقيقة أنت بخلت بكثير من المعلومات ولم تذكري إلا خايفة عدة مرات لكن من الواضح أنك تخافين وأنت تصلين وأتصور أن خوفك هذا له شكل اضطراب القلق المصحوب بأفكار تسلطية أو وسواسية.. فهل تسيطر عليك فكرة معينة أثناء الصلاة؟ هل توقفتِ عن الصلاة أو تتوقفين عنها فترات بسبب الخوف؟ هل تخافين من أحد والديك بشدة؛ لأنه يتسم بالعنف والغلظة؟ أحياناً يحدث ربط لا شعوري بين سلطة الوالدين وقيود العبادة وطاعة الله فالخوف والتمرد يكون على الأهل لكنه يظهر أيضاً في تعاملنا مع فروض العبادة، فقد يكون هذا الخوف ناتجا عن ضمير سادي تكوّن من عنف في الأسرة أو شدة أو صرامة في وضع وتنفيذ القوانين واللوائح الأسرية، ويعمم أيضاً في تطبيق الفروض الدينية ورفض السلطة الإلهية.. وقد ينبع الخوف من مخزون لا شعوري في عقلنا الباطن من العدوان تجاه الآخرين، ونخاف أن نفقد سيطرتنا على أنفسنا وانطلاق العدوان رغم إرادتنا ليطيح بالآخرين حتى أقرب الناس إلينا، وقد يكون الخوف أثناء الصلاة ناتجا عن الخوف من رغبات جنسية مكبوتة تشعر الإنسان بأنه لا يصح أن يقف أمام الله وهو بداخله مثل هذه الأفكار والرغبات.. الخوف أمر طبيعي نمر به جميعاً من وقت لآخر وهو مطلوب ليحمينا في بعض المواقف؛ لأنه يجعلنا نحسب حسابها ونضع خططاً لمواجهة المخاطر أما إذا زاد عن الحد أصبح مرضاً معطلاً لابد من علاجه فلا أدري لماذا ترفضين أو لا تقدرين على الذهاب للطبيب النفسي؟ إن كل ما يتعارض مع الحياة الطبيعية ويحول بيننا وبين التكيف يحتاج إلى علاج.. أعيدي النظر. وفقك الله