أنا مش عارفة أوصل لحل في مشكلتي، بحب زوجي جداً، وعارفة إنه بيحبني؛ بس هو مش بيظهِر ده، وبيقول: الحب مش كلام؛ بس أنا نفسي أسمعها منه، يقول لي الكلام اللي أي واحدة تحب تسمعه من جوزها، الكلام اللي يحسسني إني فعلاً واحدة ست ومهمة في حياته. وهو مسافر بأفضل أبعت له رسايل، وأكتب له أحلى كلام، وأستنى منه أي رد أو حتى تعليق؛ بس ما فيش فايدة. اتخانقنا إمبارح بسبب الموضوع ده؛ لمجرد إني باقول له إنت مش بتسأل عني.. بيتصل يسألني عن ابننا وأخباره وبس، ولما قلت له: وأنا فين؟ اتهمني بالغيرة من ابني، وقال لي كلام كتير أوي جرحني، ومن ساعتها حتى مش بنرن لبعض. أنا عارفة إنه مضغوط جامد في شغله وبيحارب علشان نسافر ليه؛ بس ده مش مبرر علشان يعاملني بالشكل ده، وبيقول لي عمري ما هاتغير وعيشي معايا على كده. أنا برضه بشر ولي حق عليه، مش عارفة أعمل إيه أو هنفضل قد إيه مش نكلم بعض، وللأسف ده يؤثر على نفستي وابني اللي لسه بيرضع. أرجوكم قولوا لي أتصرف إزاي بجد تعبانة أوي. ع.س صديقتنا الودودة الرومانسية الحالمة.. أدرك تماماً مشكلتك وأدرك طبيعتك كامرأة تحب زوجها وتريد أن ترتوي من بحر كلمات الغزل والعشق ممن تحب، ولا تفتر عن طلبها هذا أبداً، ولعل شاعرنا نزار قباني قد عبّر عن تلك الحالة بقوله على لسان امرأة عاشقة: قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً - قد كاد يقتلني بك التمثال وهو بذلك كان يضع يده على مأساة امرأة تكاد تجنّ لأنها تشعر ببرود وجفاء كلماته إليها ولو كانت كل أفعاله تنطق صارخة بحبها وشوقه إليها.. إنها تريد أن تسمع وتذوب فيما تسمع لتضع يديها على مواطن العاطفة والأنوثة فيها. وكما أتم الشاعر قصيدته على لسان ذلك الرجل؛ فقال موضحاً منطقه في عدم الحديث بكلمات الحب كثيراً. لم تستطيعي بعد أن تتفهمي.. أن الرجال جميعهم أطفال كلماتنا في الحب تقتل حبّنا.. إن الحروف تموت حين تقال وهكذا يا عزيزتي؛ فبعض الرجال يشعرون بفقد الكثير من المعاني النبيلة العميقة في القلب حين يعبّرون عنها بالكلمات.. والبعض الآخر يكون الخجل مستتراً في طبيعته.. وآخرون يخشون من أن يظهروا ضعفاء أمام زوجاتهم فيكتفون بإظهار الحب فعلاً لا قولاً.. وآخرون لا يجيدون التعبير. الأسباب كثيرة، وأنت أدرى بطبيعة زوجك؛ فلتحترميها لتصبري عليها، ولتبدئي أنت دائماً؛ فمن الواضح أنه كما تقولين يحبك جداً ويشتاق إليك ويفعل المستحيل من أجل أن يجتمع شمله بك وبابنه. لا تطالبيه بها، وثقي أن الكلمات ستخرج من قلبه مع كل لحظة تقدير له، ولما يفعل مع بسمة حانية منك وكلمة رقيقة تبدينها ولمسة شعره بأمومتك له قبل أن تكوني زوجة. كل هذا سيُخرجه عن صمته ويقولها.. فلا تضعي أمامك صورة معيّنة للتعبير عن الحب فتصنعي الكراهية والضيق وأنت لا تشعرين. فلتتمتعي أنت بحبك له وكلامك له، وثقي أنه يحمل لك ما هو فوق الكلمات.. الفعل الجميل؛ فلا تلحّي عليه، واتركي الأحداث تنطقه بما تحبين أن تسمعي. أما إذا كنت محبة له فعلاً وبصدق وبوعي وبنظر لما يحيط به من ظروف؛ فلن تطلبي منه ذلك أبداً؛ لأنك حينها ستسمعينه بصوت خفي.. وستصلك من القلب إلى القلب. فيا صغيرتي.. لا تجعلي وساوس الشيطان وهواجس نفسك تفسد عليك حالك.. وثقي أن مزيد إحسانك في معاملاتك معه، سيقابله بمزيد من الشوق والحب إليك.