قصر عمرة. هو الأكثر شهرة بين القلاع الصحراوية الواقعة في الوقت الحاضر شرق الأردن في محافظة الزرقاء، ويبعد نحو 85 كيلومترا (53 ميلا) من العاصمة عمان، وتم بناؤه في القرن الثامن الميلادي في وقت ما بين 723 و743، خلال حقبة الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، وهو يعتبر واحدا من أهم الأمثلة للفن الإسلامي المبكر والهندسة المعمارية. وفي كثير من الأحيان يطلق على القصر "قصير عمرة"، لأنه مبنى صغير نسبيا مقارنة بالقصور والقلاع الفخمة التي كان يتم تشييدها خلال هذه الحقبة، ويُقال إن القصر كان يستخدم لرحلات صيد بني أمية، ومقرا لاستراحة الأمراء الأمويين، وقد بقي القصر منسيا في الصحراء إلى أن اكتشفه فريق من علماء الآثار يترأسهم الهنغاري الويز موزيل عام 1897، وقام بترميمه علماء من المتحف الوطني الإسباني، وأدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1985. ويوصف القصر بأنه يشبه القلعة أو الحصن في تصميمه الدخلي، حيث كان يستعمل كحصن ويضم حامية حربية لمواجهة التهديدات، بالإضافة إلى أنه كان مسكنا مؤقتا للخلفاء والأمراء الأمويين، عند الخروج للاستجمام ورحلات الصيد في الصحراء، ويحتوي القصر على لوحات جدارية تزين الجدران والسقوف في الداخل، بالإضافة إلى رسومات تصور رحلات صيد أمراء الأمويين، مثل: رجال على أحصنة يطاردون غزلانا وحميرا وحشية وأسودا، وتعدّ قاعة الاستقبال والحمام من أفخم وأجمل معالم قصر عمرة، لا سيما وأنهما مزينان بالكثير من الرسومات الجميلة والتعبيرية. وتم تشييد القصر من الحجر الجيري والبازلت، وهو عبارة عن قاعة استقبال كبيرة مستطيلة، مقسمة إلى ثلاثة أروقة، لكل رواق قبو نصف دائري، وسقف مقبب ثلاثي فوق المدخل الرئيسي على الواجهة الشرقية، بينما تضم الأجنحة الغربية خزائن صغيرة أو القباب. ويحتوي القصر على غرفتين صغيرتين تطلاّن على حديقتين كانتا تستخدمان للقيلولة، ويوجد أيضا حمام فاخر داخل القصر مجاور لقاعة الاستقبال، ويتكون من ثلاث قاعات: باردة وفاترة وساخنة، وتحتوي ساحة القصر على بئر ماء يصل عمقها إلى 40 مترا وبقطر 1.8 متر، وكان يمتلئ في موسم هطول الأمطار، وعن طريقه البئر كان يتم ملء خزان القصر، حيث تنساب المياه إلى نافورة وحمام القصر. وتشير آثار الجدران الحجرية المستخدمة التي تحيط بموقع قصر عمرة، إلى أنه كان جزءا من مجمع تصل مساحته إلى 25 هكتارا (62 فدانا)، وهناك بقايا لقلعة كانت تضم حامية من الجنود، ومع عوامل التعرية أصبح قصر عمرة في حالة فقيرة بين القلاع الصحراوية الأخرى مثل قصر الحرانة، حيث تضررت الكتابة على الجدران، وبعض اللوحات الجدارية ضاعت ملامحها، ومع ذلك، فإن القصر يضم بقايا أثرية تجسد مثالا رائعا لنوع من البناء والهندسة المعمارية التي توضح مرحلة هامة في تاريخ البشرية. ويضم القصر لوحات جدارية، أبرزها لوحة تجسد امرأة عارية تقف على حافة حوض استحمام وخلفها رجل، بالإضافة إلى لوحة أخرى تضم ستة ملوك، وهم: إمبراطور الصين، والحاكم الساساني الفارسي، والإمبراطور البيزنطي، ونجاشي الحبشة، والملك القوطي رودريك، والخاقان التركي. ويشير مؤرخون إلى عدم وضوح معنى لهذه اللوحة أو سبب وجودها في قصر أموي، لكنها قد تشير إلى تفوق الخليفة الأموي على أعدائه من الإمبراطوريات الأخرى خلال هذه الفترة، كتبت أسماء هؤلاء الملوك باللغتين العربية والإغريقية، فضلا عن العديد من الصور التي تجسد مرحلة هامة في تاريخ الدولة الأموية والإمبراطوريات القائمة خلال هذه الحقبة. وفي غرفة تغيير الملابس زينت بمشاهد للحيوانات وبعض الأنشطة البشرية، وخاصة أداء الموسيقى، وهناك صورة واحدة غامضة لملاك على شكل الإنسان يحدق في السماء، كما توجد ثلاثة وجوه على السقف تمثل مراحل الحياة، وفسرها المسيحيون في المنطقة أن الوجه الأوسط هو يسوع المسيح، وعلى جدران وسقف الحمام الساخن، مشاهد من النباتات والأشجار مشابهة لتلك الموجودة في الفسيفساء في الجامع الأموي في دمشق، وصور أخرى لبعض الإناث العاريات في أوضاع مختلفة. ويقول د. خالد الدالي، الخبير الأثري: إن قصر عمرة في الأردن من أكثر القلاع التاريخية التي تمثل نموذجا للفن الإسلامي في التاريخ القديم، سواء من حيث الهندسة المعمارية أو تزيين جداريات القصر، من خلال الرسم الذي كان يطلق عليه وقتها "الفريسكو"، وهو أحد الطرق الفنية التي استخدمها المسلمون في العصور الوسطى لزخرفة مبانيهم بالألوان المائية، والتي امتازت بالتنوع والاختلاف والجرأة. ويوضح أن القصر تم تشييده في صحراء أو بادية الأردن، بعيدا عن صخب المدينة وهموم الحكم، ليكون مقرا لاستراحة ملوك وأمراء الأمويين خلال رحلات الاستجمام والصيد. ويؤكد أن في القرون الأولى للإسلام كانت تستخدم التصوير والرسومات الجدراية للشخص العاري، وقصر عمرة من القصور التي تحتوي على الكثير من اللوحات، التي تجسد نساء وأطفالا عراة وشبه عراة بأسلوب مليء بالحركة والحياة. قصر عمرة. هو الأكثر شهرة بين القلاع الصحراوية الواقعة في الوقت الحاضر شرق الأردن في محافظة الزرقاء، ويبعد نحو 85 كيلومترا (53 ميلا) من العاصمة عمان، وتم بناؤه في القرن الثامن الميلادي في وقت ما بين 723 و743، خلال حقبة الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، وهو يعتبر واحدا من أهم الأمثلة للفن الإسلامي المبكر والهندسة المعمارية. وفي كثير من الأحيان يطلق على القصر "قصير عمرة"، لأنه مبنى صغير نسبيا مقارنة بالقصور والقلاع الفخمة التي كان يتم تشييدها خلال هذه الحقبة، ويُقال إن القصر كان يستخدم لرحلات صيد بني أمية، ومقرا لاستراحة الأمراء الأمويين، وقد بقي القصر منسيا في الصحراء إلى أن اكتشفه فريق من علماء الآثار يترأسهم الهنغاري الويز موزيل عام 1897، وقام بترميمه علماء من المتحف الوطني الإسباني، وأدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1985. ويوصف القصر بأنه يشبه القلعة أو الحصن في تصميمه الدخلي، حيث كان يستعمل كحصن ويضم حامية حربية لمواجهة التهديدات، بالإضافة إلى أنه كان مسكنا مؤقتا للخلفاء والأمراء الأمويين، عند الخروج للاستجمام ورحلات الصيد في الصحراء، ويحتوي القصر على لوحات جدارية تزين الجدران والسقوف في الداخل، بالإضافة إلى رسومات تصور رحلات صيد أمراء الأمويين، مثل: رجال على أحصنة يطاردون غزلانا وحميرا وحشية وأسودا، وتعدّ قاعة الاستقبال والحمام من أفخم وأجمل معالم قصر عمرة، لا سيما وأنهما مزينان بالكثير من الرسومات الجميلة والتعبيرية. وتم تشييد القصر من الحجر الجيري والبازلت، وهو عبارة عن قاعة استقبال كبيرة مستطيلة، مقسمة إلى ثلاثة أروقة، لكل رواق قبو نصف دائري، وسقف مقبب ثلاثي فوق المدخل الرئيسي على الواجهة الشرقية، بينما تضم الأجنحة الغربية خزائن صغيرة أو القباب. ويحتوي القصر على غرفتين صغيرتين تطلاّن على حديقتين كانتا تستخدمان للقيلولة، ويوجد أيضا حمام فاخر داخل القصر مجاور لقاعة الاستقبال، ويتكون من ثلاث قاعات: باردة وفاترة وساخنة، وتحتوي ساحة القصر على بئر ماء يصل عمقها إلى 40 مترا وبقطر 1.8 متر، وكان يمتلئ في موسم هطول الأمطار، وعن طريقه البئر كان يتم ملء خزان القصر، حيث تنساب المياه إلى نافورة وحمام القصر. وتشير آثار الجدران الحجرية المستخدمة التي تحيط بموقع قصر عمرة، إلى أنه كان جزءا من مجمع تصل مساحته إلى 25 هكتارا (62 فدانا)، وهناك بقايا لقلعة كانت تضم حامية من الجنود، ومع عوامل التعرية أصبح قصر عمرة في حالة فقيرة بين القلاع الصحراوية الأخرى مثل قصر الحرانة، حيث تضررت الكتابة على الجدران، وبعض اللوحات الجدارية ضاعت ملامحها، ومع ذلك، فإن القصر يضم بقايا أثرية تجسد مثالا رائعا لنوع من البناء والهندسة المعمارية التي توضح مرحلة هامة في تاريخ البشرية. ويضم القصر لوحات جدارية، أبرزها لوحة تجسد امرأة عارية تقف على حافة حوض استحمام وخلفها رجل، بالإضافة إلى لوحة أخرى تضم ستة ملوك، وهم: إمبراطور الصين، والحاكم الساساني الفارسي، والإمبراطور البيزنطي، ونجاشي الحبشة، والملك القوطي رودريك، والخاقان التركي. ويشير مؤرخون إلى عدم وضوح معنى لهذه اللوحة أو سبب وجودها في قصر أموي، لكنها قد تشير إلى تفوق الخليفة الأموي على أعدائه من الإمبراطوريات الأخرى خلال هذه الفترة، كتبت أسماء هؤلاء الملوك باللغتين العربية والإغريقية، فضلا عن العديد من الصور التي تجسد مرحلة هامة في تاريخ الدولة الأموية والإمبراطوريات القائمة خلال هذه الحقبة. وفي غرفة تغيير الملابس زينت بمشاهد للحيوانات وبعض الأنشطة البشرية، وخاصة أداء الموسيقى، وهناك صورة واحدة غامضة لملاك على شكل الإنسان يحدق في السماء، كما توجد ثلاثة وجوه على السقف تمثل مراحل الحياة، وفسرها المسيحيون في المنطقة أن الوجه الأوسط هو يسوع المسيح، وعلى جدران وسقف الحمام الساخن، مشاهد من النباتات والأشجار مشابهة لتلك الموجودة في الفسيفساء في الجامع الأموي في دمشق، وصور أخرى لبعض الإناث العاريات في أوضاع مختلفة. ويقول د. خالد الدالي، الخبير الأثري: إن قصر عمرة في الأردن من أكثر القلاع التاريخية التي تمثل نموذجا للفن الإسلامي في التاريخ القديم، سواء من حيث الهندسة المعمارية أو تزيين جداريات القصر، من خلال الرسم الذي كان يطلق عليه وقتها "الفريسكو"، وهو أحد الطرق الفنية التي استخدمها المسلمون في العصور الوسطى لزخرفة مبانيهم بالألوان المائية، والتي امتازت بالتنوع والاختلاف والجرأة. ويوضح أن القصر تم تشييده في صحراء أو بادية الأردن، بعيدا عن صخب المدينة وهموم الحكم، ليكون مقرا لاستراحة ملوك وأمراء الأمويين خلال رحلات الاستجمام والصيد. ويؤكد أن في القرون الأولى للإسلام كانت تستخدم التصوير والرسومات الجدراية للشخص العاري، وقصر عمرة من القصور التي تحتوي على الكثير من اللوحات، التي تجسد نساء وأطفالا عراة وشبه عراة بأسلوب مليء بالحركة والحياة.